"محمد" ثناء في السماء والأرض

أسماء النبي وصفاته
12:38 مساء
قراءة 4 دقائق

عن ابن عباس قال: لما ولد النبي صلى الله عليه وسلم عق عنه عبدالمطلب بكبش، وسماه محمداً، فقيل له: يا أبا الحارث: ما حملك على أن تسميه محمداً ولم تسمه باسم آبائه؟ قال: أردت أن يحمده الله في السماء، ويحمده الناس في الأرض أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب .

وجاء في كتاب أسماء النبي في القرآن والسنة للدكتور عاطف قاسم المليجي أن اسم محمد هو الاسم الأشهر من أسماء النبي وأخصها وأعرفها، وقد جاء ذكره في القرآن الكريم فقد تكرر اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلفظ محمد في القرآن الكريم أربع مرات في سورة آل عمران، والأحزاب، ومحمد، والفتح: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين (سورة آل عمران الآية: 144)، مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (سورة الأحزاب الآية: 40)، قوله تعالى: والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم (سورة محمد الآية: 2)، قوله تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ (سورة الفتح الآية: 29) .

ومن الأحاديث الشريفة التي وردت عن اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أذنب آدم الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال: اللهم بحق محمد إلا غفرت لي، فأوحى الله إليه، ومن محمد؟ فقال: تبارك اسمك، لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك، فإذا فيه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله . فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدراً ممن جعلت اسمه مع اسمك، فأوحى الله عز وجل يا آدم: إنه آخر النبيين من ذريتك، ولولاه ما خلقتك .أخرجه الطبراني في الصغير والحاكم والبيهقي .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليلة عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت اسمي فيها مكتوباً: محمد رسول الله .

مختص بكلمة التوحيد

ويشير الدكتور المليجي في مؤلفه أسماء النبي في القرآن والسنة إلى أن هذا الاسم منقول من صفة الحمد، ومحمد هو المحمود مرة بعد المرة أو الذي تكاملت فيه الصفات المحمودة . فذاته صلى الله عليه وسلم محمودة من كل الوجوه حقيقة وأوصافاً وخَلقاً وخُلقاً وأعمالاً وأحوالاً وعلوماً وأحكاماً، فهو محمود في الأرض وفي السماء، وهو أيضاً محمود في الدنيا وفي الآخرة، ففي الدنيا بما هدى إليه ونفع به من العلم والحكمة وفي الآخرة بالشفاعة وقد تكرر له الحمد كما يقتضيه اللفظ .

وهذا الاسم هو المختص بكلمة التوحيد . وبه يسميه الله تعالى ويناديه في الدنيا والآخرة، وكان صلى الله عليه وسلم يسمى نفسه فيقول: (أنا محمد بن عبد الله، والذي نفس محمد بيده، يا فاطمة بنت محمد) . وبه يفتتح النبي صلى الله عليه وسلم رسائله: من محمد رسول الله إلى . . . . . . . . . . . . . . . .، وبه يصلي عليه الملائكة، وبه يسميه عيسى عليه السلام في الآخرة حيث يدل عليه للشفاعة، وبه سماه جبريل في حديث المعراج وغيره، وبه سماه إبراهيم عليه السلام في حديث المعراج أيضاً، وبه سماه جده عبد المطلب حين ولد . وبه كان يدعو قومه، وبه ناداه ملك الجبال، وبه يسمى نفسه صلى الله عليه وسلم لخازن الجنان حين يستفتح فيفتح له إلى غير ذلك .

وقال بعض الصوفية: في هذا الاسم الكريم إشارات لطيفة من حيث مادته وصورته أي من جهة حروفه المادية ومن جهة هيئته الصورية . أما الأول فلما اشتمل عليه في اعتبار حروفه من ميم الملكوت الأعلى وحاء الحياة والحفظ وميم الملكوت الباطن في ميم الملك الظاهر ودال الدوام والاتصال الماحية لوهم الانقطاع والانفصال، أما الثاني فإن صورة الإنسان على صورة هذا الاسم فالميم الأولى رأسه والحاء جناحاه والميم الثانية بطنه والدال رجلاه .

وفي كتب التاريخ والسيرة والأشعار والقرآن والأحاديث أنه محمد، وأنه كان يستعمل هذا الاسم في معاهداته مع أعدائه من المشركين واليهود، فقد وقع معاهدة الصحيفة مع هؤلاء عقب هجرته مباشرة إلى يثرب بهذا الاسم والسطور الأولى من تلك الصحيفة كما نقلها ابن هشام عن ابن إسحاق: قال ابن إسحاق: وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً بين المهاجرين والأنصار، وادَعَ فيه يهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم: بسم الله الرحمن الرحيم . هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم . .الخ .

رسائله الى الملوك

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعمل اسم محمد في رسائله إلى الملوك والزعماء مثل قيصر وكسرى قائلاً: في ديباجة الخطاب: من محمد رسول الله إلى قيصر مثلاً أو كسرى .

وجاء في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي، في باب محمد وتحت عنوان المسمون بمحمد في الجاهلية: كان النصارى وبعض العرب يخبرون بظهور نبي اسمه محمد من العرب وكانوا يسمون أبناءهم: محمداً رجاء أن تكون النبوة فيه: فمنهم محمد بن سفين بن مجاشع بن دارم التميمي، ومحمد بن وثر أخو بني عوارة من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ومحمد بن أُحَيْحَة بن الجلاح الأوسي أخو بني جحجبا، ومحمد بن خزاعي السامي، ومحمد بن حمران بن مالك الجعفي، ومحمد بن مسلمة الأنصاري أخو بني حارثة .

وذكر في التبرك بهذا الاسم، عن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من ولد له مولود فسماه محمداً حباً لي وتبركاً باسمي، كان مولوده في الجنة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"