نمو مبيعات الأجهزة المحمولة يعيد تشكيل ملامح قطاع المعلومات

وظائف تلغى وأسهم شركات ترتفع
01:50 صباحا
قراءة 3 دقائق

قد يؤدي ازدهار الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية إلى تراجع سوق أجهزة الحاسوب الشخصي التقليدي، وإعادة هيكلة القطاع المعلوماتي، في ظل عمليات تكيف تكون في بعض الأحيان صعبة بالنسبة إلى نجوم عصر الحواسيب الشخصية.

يقول جيف كاغان المحلل المتخصص في قطاع التكنولوجيا: إن ازدهار الأجهزة اللوحية يغير ملامح القطاع المعلوماتي ويعيد هيكلته، ونحن في مرحلة عسيرة من عملية التغيير هذه .

والثمن الواجب دفعه في المقابل هو إلغاء 29 ألف وظيفة في شركة هولت باكرد (إتش بي) التي تتنافس مع الصينية لينوفو على مرتبة الصدارة في مجال الحواسيب الشخصية على الصعيد العالمي، حيث وصل سهم إتش بي إلى أدنى مستوياته منذ 10سنوات .

وأعلن مصنع الرقاقات أيه أم دي من جهته عن موجتين من إلغاء الوظائف في السنة ستؤديان إجمالاً إلى التخلي عن 3100 منصب، وقد تكبدت كل من أيه أم دي ومنافستها إنتل وعملاق البرمجيات مايكروسوفت خسائر خلال الربع الثالث من العام، وقد عزت الشركات الثلاث هذه الخسائر إلى انخفاض مبيعات الحواسيب الشخصية، فضلاً عن الأزمة المالية الحالية .

ويتحدث بول أوتيليني المدير العام لشركة إنتل عن مرحلة انتقالية في قطاع الحواسيب، وأشار روري ريد نظيره في أيه أم دي إلى فترة تغيير واضحة جداً، مع تحولات تجري في القطاع بوتيرة أسرع من المتوقع .

واعتبرت شركة غارتنر للأبحاث الثلاثاء أنه من المتوقع بيع 2 .1 مليار وحدة من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على الصعيد العالمي في العام ،2013 أي ما يشكل ارتفاعا بنسبة 46% بالمقارنة مع العام الحالي الذي يتوقع خلاله بيع 821 مليون وحدة إضافية .

يقول روبرت إندرله المحلل لدى مجموعة إندرله: الأجهزة اللوحية ملأت الفراغ بين الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية، إذ باتت سوق الأجهزة المعلوماتية اللوحية في نهاية المطاف أغنى بكثير، لكن حصة الحواسيب الشخصية فيها تراجعت إلى حد كبير .

ولا يعني هذا الوضع بالضرورة أن المستهلكين قد تخلوا عن الحواسيب الشخصية، لكنهم يترددون في شراء أجهزة عدة في ظل الركود الاقتصادي، فهم يفضلون الإبقاء على حاسوبهم القديم، من أجل شراء هاتف ذكي أو جهاز لوحي جديد يسمح لهم بتصفح الإنترنت بسرعة فائقة . وهذا الوضع يخدم مصالح مصنعين آخرين مثل آبل أو المجموعات المتخصصة في رقاقات الهواتف الخلوية مثل كوالكوم التي أقر مديرها التنفيذي بول جيكوبس منذ فترة وجيزة بأن ازدهار الهواتف الذكية يعزز نشاطاتنا .

وقد ارتفعت قيمة سهم كوالكوم هذا العام بنسبة 11 في المئة، مقابل 7 في المئة لمجموعة أمازون، في حين انخفضت قيمة سهم كل من إنتل 13 في المئة وإيه إم دي 62% في المئة، وإتش بي 48 في المئة، وديل 36 في المئة .

لكن المعادلة ليست دائماً ثابتة بين الخاسرين والرابحين . فقد تراجعت حصة مجموعة آبل التي ازدادت قيمة سهمها بنسبة 38% من سوق الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، في ظل تسويق أجهزة منافسة ارخص ثمناً .

وقد تفاجأ المحللون بارتفاع قيمة سهم مايكروسوفت بنسبة 10%، إذ إن المجموعة كانت متأخرة جداً في مجال الأجهزة المحمولة، لكنها باتت تعول على النسخة الأخيرة من نظام ويندوز التشغيلي لتعويض الفارق، وقد لفتت جهات عدة إلى أن صدور النسخة الأخيرة من ويندوز، قد يعزز مبيعات الحواسيب الشخصية خلال الأشهر القليلة المقبلة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"