هوايات يرافقها الخطر

التحدي والجرأة من سمات محبيها
02:46 صباحا
قراءة 5 دقائق

يمارس الكثيرون من محبي المغامرات والمخاطر هوايات مثيرة وجريئة تخلق فيهم مشاعر إثارة وحماسة تدفعهم إلى خوض المخاطرة مهما كان الثمن . هنا، يتحدث بعضهم عن الأسباب التي تدفعهم إلى عالم المجازفة اللامحدودة وكيفية حماية أنفسهم من حوادث طارئة .

أشعر بشكل دائم بروح التحدي الكبيرة والانجذاب إلى التجارب الخطرة، والرغبة في خوض تجارب جديدة ومثيرة، هكذا يقول حمد سجواني، متسلق صخور .

ويضيف: هوايتي هي تسلق الصخور الحادة التي يمارسها قلة من الناس وأغلبهم أجانب تستهويهم الخطورة، وأكملت إلى الآن خمس سنوات فيها وفي كل مرة أضاعف وتيرة التدريب والعمل الجاد لتحقيق مستويات متقدمة في كل مرة، وبما أن هذه الهواية غير منتشرة في الإمارات فمرحلة الاحتراف ليست أمراً سهلاً وأعتبر نفسي اجتزت مراحل صعبة جداً، حيث تسلقت قمم الصخور العالية في مناطق عديدة في الإمارات مثل دبا وجبال منطقة البريمي في عمان، وفي منطقة الجور الجبلية في إسبانيا . وفي كل مرة أتسلق فيها أكتشف تحديات جديدة وفروقاً نوعية بين الصخور ذاتها، ففي إسبانيا تكون المنحدرات العالية الجبلية مؤلفة من صخور شديدة القساوة وثابتة تساعدني على تثبيت مسار خطواتي أثناء التسلق، أما صخور الإمارات فهي مختلفة التكوين .

وعن معدات هذه الرياضة يوضح أنها الهارنس، وهي قطعة تلبس في الجزء السفلي من الجسم يثبت عليها حبل قوي مصنوع من مواد متينة تتحمل وزن الشخص وحذاء خاص، وقطع حديدية مهمتها تحديد المسار للأعلى وثبات قامة وحركة الجسم .

ويضيف: كلما احتوت الصخور على شقوق وحفر صغيرة سهل الموضوع علي واستطعت تثبيت القطع الحديدية فيها والتسلق للأعلى، وبحسب تضاريس الصخور وشدة الانحدار وآلية التحرك التي أرسمها مسبقاً في مخيلتي تتضح معالم التجربة ومدى الخطورة والتحدي فيها، وهدفي الأول من ممارسة هذه الرياضة هو نشرها في الإمارات وليس الوصول إلى الاحتراف .

وعن مشاعره عند ممارسته هذه الهواية الخطرة يقول: لا يعتريني الخوف أبداً حتى عند تسلق أعلى الصخور وأشدها تكويناً، فأنا مستعد نفسياً وبدنياً ومن لم يجرب هذه الهواية سيقول إنها خطرة لكنني تعودت على مواجهة التحديات والصعاب، وذات مرة وقعت من علو 3 أمتار في المرحلة الأولى من صعودي ولم يحدث لي مكروه، ومع ذلك لا بد من التركيز والحذر والقوة البدنية للتغلب على العقبات .

هبة نعيرات، فتاة شابة تهوى سباقات الفورميلا ،3 وتقول عن تجربتها ومدى الخطورة التي تواجهها في السباقات السريعة: هي هواية غير عادية لأن الفتيات من جيلي مبتعدات عن ممارستها، وإضافة إلى ذلك، أبحث عن التميز والتحدي والإثارة في هواية واحدة ولا يهمني إن كانت تتسم ببعض الخطورة، إذ اكتشفت في نفسي مهارة القيادة وفنونها وتدريجياً اتجهت إلى عالم السيارات السريعة، لأنني أعشق السرعة وتخطي حدود المعقول، لهذا انتسبت إلى نادي العين للهواة وأصبحت عضواً فعالاً فيه ثم تعلمت أساسيات ممارسة سباق السيارات وانتقلت بعدها إلى قيادة سيارات الكارت السريعة، وتطور مستوى أدائي بشكل لافت إلى أن وصلت إلى سباقات الفورميلا3 . وتضيف: تلقيت دعوة من شركة مرسيدس العالمية للمشاركة في سباق مهم يتنافس فيه 45 متسابقاً في حلبة احترافية، وحزت المركز الثاني، وهذه المشاركات كانت دافعاً للاستمرار في ممارسة هذه الهواية بالرغم من عدم توفر الدعم المادي والمعنوي وطالتني انتقادات كثيرة من أقرب الناس لي لكن تشجيع عائلتي وحبي لهذه الهواية المميزة ساعداني كثيراً على تخطي المصاعب النفسية .

وتتابع: لم يكن من السهل إقناع القائمين على هذه السباقات بمستوى أدائي والمهارات التي أتميز بها، لذلك خضت عدة امتحانات أولها مرحلة الاستعراضات التي من خلالها تبرز قدرتي على التحكم بسيارة السباق وقت الانطلاق والأداء التكتيكي فيه، ثم قدمت عرضاً صعباً هو تخطي عدد من الحواجز الصناعية المرتبة بطريقة عشوائية، وأهم ما يميز هذه المرحلة المقدرة على التوافق بين القيادة بمهارة مع السرعات العالية من دون حدوث أي اصطدام مع الحاجز والخروج بأقل الأضرار، والمرحلة الحاسمة تكمن بالدوران حول منعطف الحلبة بسرعات عالية بشكل صحيح، وأشعر وأنا أقود بسرعة كبيرة أنني في أجواء حفلة مثيرة، فهذه الهواية جمعت بين الحماسة والإثارة والمغامرة وهي أيضاً تخرجني من عالمي المحدود بمشاكله وضغوطه إلى فضاءات التحدي التي تنسيني أي إحباط أو مشكلة واجهتني في يومي .

ويشير محمد البلوشي، محترف قيادة دراجات نارية، إلى أنها رياضة لا تخلو من الخطورة، ولأنها مرتبطة بمعيار السرعة والحركات الاستعراضية التي تتمثل في القفز لمسافات بعيدة لا بد على من يمارسها أن يكون محترفاً وليس هاوياً . ويؤكد أن الخطورة ليست فقط في السرعة ولا القفز مع الدراجة، إنما في تغير مسار الحلبة وخط سير السباق، فقد تظهر مفاجآت غير متوقعة في المضمار مثل الحفر الرملية أو تعرجات الأرض وما شابه ذلك .

وعن العمر الافتراضي لممارسة هذه الرياضة، يقول: عمر المتسابق فيها قصير جداً لأن جسمه على مر الوقت لا يتحمل التعب والإجهاد في السباق، وبالنسبة لي بعد 15 عاماً من الخبرة والممارسة تمكنت من الاحتراف وتحقيق الإنجازات بالفوز لأكثر من مرة في خمس بطولات عربية متتالية والسبب شغفي الكبير بهذه الهواية ومثاليتي في التدريب وتعلم فنونها الاستعراضية، كما أنني أدرب الشباب على قواعدها وأصولها الأساسية التي تجمع بين الإثارة والتحدي .

وعن الحركات الاستعراضية المثيرة، يضيف: القفز مع الدراجة للأعلى أجمل ما في هذه الهواية ومنها قفزات ثلاثية وثنائية ومستقيمة وأخرى تشبه حركة التزلج وكلما حققت القفزة فارقاً بين نقطتي الانطلاق والهبوط نجح التسابق في لفت الأنظار إليه ونال الإعجاب .

لا ينصح جاسم علي سالم، مدرب حيوانات مفترسة، أحداً بأن يمشي على خطاه لأسباب عديدة، ويقول: هذه الحيوانات المفترسة مكانها الطبيعي إما في الطبيعة أو الحدائق والمحميات المعدة خصوصاً لها، ولا ينبغي الاحتفاظ بها للتسلية أو حب الامتلاك، لأن النتائج قد تصل لحوادث فادحة . وتجربتي مع هذه الحيوانات بدأت منذ عشر سنوات بتربية النمور والأسود والفهود والضباع والذئاب والتماسيح، مع مرور الوقت نشأت روابط قوية بيني وبينها وتآلف لا يوصف، كما أنني أنقذ بعضها من الموت أو المرض من جراء الإهمال من أصحابها وأربيها في محميتي الخاصة في رأس الخيمة وهي أول محمية تعنى بالحيوانات المفترسة وتوفر لها بيئة مناسبة نتعايش فيما بينها بحرية وأمان بين ثنايا الطبيعة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"