4 حالات يخدعك بها دماغك

13:57 مساء
الصورة

هل حدث أن فقدت الشعور بالواقع يوماً؟

هل تخيلت العيش في عالم يختلف فيه ما تراه عما تتذكره؟

هنا بعض الناس من الجنسين ممن يقعون أحياناً فريسة لدماغهم الذي تلاعب بهم فلم يعودوا يستطيعون التمييز بين الواقع والخيال، كأن تعتقد زوجة أن الذي يعيش معها ليس زوجها، وأنه شخص آخر اختطف زوجها وحل محله، أو شخص لا يستطيع معرفة الشيء الذي يراه لكنه قد يتعرف إليه، أو الذين يقعون فريسة هلوسات مخيفة، أو الذين يظنون أنفسهم يعيشون في عالم مملوء بالمغامرات . إن مثل هذه الحالات تصنف بأنها نتائج خداع من دماغنا الغامض، ووفقاً لاختصاصي معروف في المخ والأعصاب فإنه يحدد 4 حالات يقوم بها الدفاع بخداع صاحبه، وفي ما يلي فوضى الحالات الأربع التي عاينها الدكتور ديفيد بيرلميتر أستاذ المخ والأعصاب في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا الشمالية .

1- وضع نفسه في وضعية التوجيه الآلي:

تقول لنفسك: عندما كنت أقترب من ركن سيارتي في موقف السيارات الخاص بالشركة التي أعمل فيها هذا الصباح لاحظت أنني لا أستطيع تذكر أي شيء يتعلق بقيادتي للسيارة والكيفية التي تمكنت بها من الوصول للمكتب .

فكيف يستطيع الدماغ أن يعمل بهذه الطريقة؟ طريقة التوجيه الآلي التلقائي المطابقة لطريقة عمل الطيار الآلي؟

يقول الدكتور ديفيد بيرلميتر اختصاصي المخ والأعصاب: فراشة الملكة لديها دماغ أصغر من رأس دبوس، ومع ذلك يمكنها أن تهاجر وتحط في موقع يبعد 3 آلاف كيلومتر عن المكان الذي انطلقت منه .

فلذلك لا تتعجب من الطريقة الآلية التي تصل بها إلى مكان ما لأن دماغك الضخم يمكنه أن يقودك إلى مكان عملك من دون وعي . أقول ذلك على الرغم من أنني لا أدافع عن السياقة بذهن غائب أو من دون تركيز إلا أن الأنشطة والأفعال والتصرفات المعادة والمكررة تخلق حزماً من المعلومات التي يختزنها الدماغ، والتي تصبح بمرور الوقت بمثابة تعليمات وأوامر عندما تعاد كثيراً .

وفي الأحوال العادية نستدعي هذه التعليمات لتنفيذ المهام التقليدية المألوفة ثم نجري تعديلات صغيرة لحظة بلحظة مع تغير البيئة المحيطة بنا .

فإذا رأيت شيئاً ضخماً يقف أمامك في الطريقة فإن ذهنك سيعمل بسرعة وبوعي وستتمكن من تفادي الخطر .

2- التشويش على نفسه:

تقول لنفسك منذ نحو سنة ونصف السنة، تمكنت من الحصول في آخر لحظة، على مقعد في طائرة للسفر من أجل شيء مهم وطوال وقت الرحلة القصيرة كنت نائماً لكنني استيقظت فجأة عندما هبطت الطائرة، وبعد عدة دقائق حملت حقيبتي وراجعت أجندتي وفوجئت بأن وجهة السفر كانت بلاداً أخرى، ولم أدرك أنني في مطار مختلف تماماً إلا بعد مضي 7 دقائق من دوران السيارة في المساحة الملحقة بالمطار، أعلم أنني كنت مشوشاً قليلاً بعد استيقاظي من النوم، ولكن لماذا لم أشعر أو أدرك التغيير من خلال الإعلانات في الطائرة أو اللافتات في المطار، أو حتى من شكل معمار المطار نفسه؟

يقول الدكتور بير لميتر: لقد أشرت مسبقاً لسبب مهم من أسباب التشويش الذي عانيته، فالارتباك والتشويش بعد الاستيقاظ من النوم من الأمور الشائعة خاصة إذا تمت في وقت من أوقات اليوم لم تعتد ساعتك البيولوجية على النوم فيه .

وثمة عامل آخر مهم في تساؤلك إذ إن توصيفاتك للحاقك المتأخر جداً بالطائرة وانشغالك الشديد بالقيود الزمنية يعدان تفسيراً واضحاً للتشتت الذهني، ولأن كل هذه الأمور المقلقة كانت تدور في رأسك أحسست براحة عندما وجدت إجابة وتمكنت من اللحاق بالطائرة، لذلك استرخى ذهنك واستسلم للتصور الخاطئ بأنك في المكان الذي قصدته وربما لن تمر بمثل هذه التجربة مرة أخرى إذا كانت الضغوط والأمور المقلقة أخف وطأة .

3- مشكلة مع الوجوه المألوفة:

تقول لنفسك لماذا تتعطل ذاكرتي عندما أحاول تعريف أو تقديم أناس وأنسى أسماءهم على الرغم من كونهم معروفين تماماً ومألوفين بالنسبة لي؟

وتقول أيضاً حدث لي ذلك عندما كنت ذات مرة في مركز تسوق مع واحد من أعز أصدقائي، وقابلت صديقاً آخر ونظرت لكليهما وأدركت أنني لم أستطع تذكر اسم أي واحد منهما، وفي النهاية قلت رجاء هل يمكنكما تعريف اسميكما؟ لماذا حدث لي هذا الموقف المحرج؟

يقول الدكتور بير ليمتر المعلومات والأسماء كانت مثبتة وراسخة بقوة في ذهنك، المشكلة تكمن في استرجاعها، وربما تكون تفاجأت برؤية صديقك الثاني في مركز التسوق، أو انتابك قلق بشأن الكيفية التي تعالج بها هذا الوضع أو الظرف الطارئ، وهكذا امتلأ مؤقتاً نظامك الذهني المتعلق باسترجاع المعلومات بمشاعرك وانفعالاتك، وهذا أمر طبيعي للغاية .

والآن ثمة أخبار سيئة: لأنك تعرضت لهذا الموقف المحرج وكانت التجربة مزعجة يصبح أي وضع يتطلب تعريفاً بأناس مصدراً للقلق والتوتر، وهكذا تتكرر مرة أخرى حالة امتلاء الذهن بالانفعالات .

هذه الحالة مماثلة لحالة الخوف الذي يحدث للمثلين يومياً عندما يصعدون إلى خشبة المسرح، وكأي ممثل ناجح حاول أن تراجع وتسترجع العبارات والمعلومات عندما تشعر بأنك على وشك التعرض لمثل هذا السيناريو وستجد نفسك في حالة جيدة .

4- اختلاف الأدمغة بين الجنسين:

السيدات يقلن دائماً: زوجي بإمكانه أن يقود السيارة إلى مكان ما مرة واحدة ويتذكر الطريق حتى بعد عدة أشهر، حتى لو كان في مدينة أخرى، أما أنا فأتوه وأضيع الطريق مراراً وتكراراً حتى لو كان في مدينتي نفسها، فهل يوجد مركز توجيه في الدماغ؟ أم أن الأمر يتعلق بتفوق ذاكرة الرجل على المرأة بالرغم من أن زوجي ينسى في أحيان كثيرة مجرد شراء الحليب أو الخبز؟ .

يقول الدكتور بير ليمتر؟ يشارك الفص الجداري الأيمن من الدماغ في عملية تعلم وتذكر الاتجاهات والطرق . ويبدو أن الرجال يتمتعون بمقدرة أفضل في هذه المهارة مقارنة بالنساء، ولكن النساء بالمقابل، أفضل من الرجال في قراءة وإدراك المشاعر والعواطف الإنسانية . وهذا ببساطة اختلاف بين الجنسين، واختلاف في المقدرات .