4 حالات يمتنع فيها الطفل عن الطعام

03:38 صباحا
قراءة 6 دقائق
تصاب الأم بالحيرة والقلق في حال رفض طفلها تناول الطعام، فهي تتعجل هذه المرحلة لتفرح وهي تشاهد الصغير يأكل ويشرب ويعتمد على نفسه، وتحزن عندما يمتنع عن الطعام وتسأل من حولها عن الأسباب، وتذهب للطبيب في كل مرة ليخبرها أن هناك سبباً لرفضه الطعام، وقلق الأم مشروع لأنها تخشى أن يصاب الصغير بحالة سوء التغذية، مما ينعكس على صحته وعافيته وتوقف نموه .
الطفل يمتنع عن تناول الطعام في بعض الأحوال نتيجة عدد من الأسباب، فعلى سبيل المثال في بداية إدخال الطعام الصلب إلى فم الصغير بعد عملية الفطام يرفض الصغير تماما، وهذا الرفض سلوك طبيعي لأن مذاق الطعام مختلف وجديد على الطفل، لأنه تعوّد طوال فترة الرضاعة على طعم لبن الأم، وعندما يتم إطعامه بمدخلات جديدة يكون هناك حالة مقاومة، وتتوتر الأم وتظن أن صغيرها لن يتناول الطعام، أو أن لديه مشكلة تعوقه عن تناول الطعام، نتيجة قلة خبرتها وثقافتها، فيجب عليها في بداية إطعام الصغير أن تتوقع هذا السلوك، والحل هو الاستمرار في إطعام الصغير حتى يبدأ في التعود على المذاق الجديد، ثم ينطلق في تناول الطعام مع التنويع المتدرج من جانب الأم، ويوجد العديد من الحالات والفترات الأخرى التي يمتنع فيها الصغير عن تناول الطعام، وسوف نقدم في هذا الموضوع الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الطفل عن الأكل، مع تقديم الحلول والنصائح للأمهات لتجاوز هذه الفترة بنجاح.
الرفض الطبيعي
تقابل الأم صعوبات كثيرة في بداية تعليم الطفل تناول الطعام، وتواجه الكثير من المقاومة والعناد وتكرار الرفض، مما يدفع بعض الأمهات إلى اتخاذ أسلوب العنف في إطعام الصغير بالقوة، وتكتيف الطفل وإدخال الطعام داخل الفم بالقوة ثم تغلق فم الصغير بيديها وبالقوة، حتى لا يخرج الطعام وتظل على هذا الوضع ليبتلع الطفل الغذاء، وتستمر الأم في إطعام الصغير الوجبة الكاملة بهذه الطريقة، ويصاب الطفل بهالة من العصبية والتهيج والبكاء وأحيانا يحتفظ بالطعام في فمه ثم يخرجه بعد فترة، وهذه الطريقة خاطئة وتولّد عند الطفل سلوكات غير سوية، والأم سمعت عن هذه الطريقة من الأمهات الكبيرات، كنوع من تسمين الطفل بالقوة والحصول على زيادة جيدة في الوزن، ويظهر الطفل بعد فترة من هذه الطريقة وهو في حالة من التخمة، وهذه الثقافة الشعبية والموروثات البالية لها أضرار كبيرة على صحة الأطفال، فالمفروض أن حجم معدة الطفل ما زال صغيراً ولا ينبغي إجباره على الأكل بهذه الصورة الوحشية، بالإضافة إلى أن أجهزة الجسم لم تكتمل بالشكل الذي يسمح بالتعامل مع كل هذه الكميات من الأطعمة، مما يسبب إرهاقاً مبكراً لأجهزة الجسم ومشاكل مرضية في بداية حياة الطفل، كما يمكن أن تؤدي هذه الطريقة إلى إصابة الصغير بمرض السكري، وهذه الطريقة تولّد لدى الصغير كراهية شديدة للطعام، ويصبح كأنه عقاب وليس نوعاً من اللذة والاستمتاع بمذاق الأكل، ويمكن أن يصاب الطفل بعقدة نفسية من الأكل تلازمه فترة طويلة من حياته.
إزالة الخوف
يرفض الصغير تناول الطعام بعد مرحلة الفطام، لأنها تمثل بالنسبة له تجربة جديدة، والمعتاد في هذه الفترة هو الخوف من كل شيء جديد لا يعلمه الطفل وليس لديه أي نوع من التجربة أو الخبرة فيه، فهذا الطفل ظل عدة شهور في سلوك واحد عند الطعام وهو الرضاعة فقط، ولم يتذوق طوال هذه الفترة إلا حليب الأم، ونتيجة الامتناع عن لبن الأم وهذه تجربة لها تأثير نفسي صعب في نفسية الطفل، بالإضافة إلى دخوله في أسلوب جديد للطعام ويعتقد الصغير أن ذلك سوف يبعده عن اهتمام الأم به كما كان في أوقات الرضاعة، وهذه الحالة الجديدة تصيبه بالخوف والهلع والدهشة، فهو يتساءل بينه وبين نفسه ماذا حدث؟، ويرفض ويتردد في خوض تجريب طريقة الطعام الجديدة، وهنا يأتي دور الأم التي يجب أن تسارع في طمأنة الصغير وإزالة حالة الخوف التي تملكته، من خلال وجودها بجانبه وتذوقها الطعام قبله بطريقة مضحكة ولافته لنظره مملوءة بالفرحة والبهجة، وتدليله وتهدئته وضمه إلى أحضانها وتشجيعه بالكلمات، وتظهر على وجهها علامات تدل على أن الطعم لذيذ وجميل، حتى يشعر الطفل بالطمأنينة والهدوء ويبدأ في محاولات تقليد الأم ويدخل في تجربة الطعام الجديدة وهو سعيد ومستعد.
إثبات الشخصية
يحاول الطفل في سن معينة أن يكون له رأيه المستقل والخاص به، ومن هذا المنطلق يرفض الطعام عندما تطلب منه الأم أن يأكل، فهو يريد أن يقول إن له شخصيته المستقلة وله الحق في القبول والرفض، وهذه الحالة طبيعية ويمر بها غالبية الأطفال، وحالة الرفض تكون فقط من أجل إثبات الذات، وفي هذه الحالة على الأم أن تعي هذه المرحلة النفسية وتنميها لدى الطفل، وتتعامل معه بشكل إيجابي وتترك الطعام بجانبه حتى يقبل عليه بعد قليل من تلقاء نفسه، ثم تتابعه من بعيد فإن احتاج إلى مساعدة فتتدخل بحكمة ولطف وذكاء، حتى لا يشعر أنه أقل ممن حوله، فيمكن أن تختلق طريقة لعب أثناء الطعام، ثم تقوم هي بإطعامه بشكل غير مباشر، وبذلك تكون حققت رغبة الطفل في رفض الطعام، وفي نفس الوقت أطعمته بنفسها وبالشكل المناسب والكافي بطريقة بسيطة ومقبولة للصغير، ومن الضروري أن تنجح الأم في التعامل مع نفسية الطفل بفهم وتعمق، وتبذل محاولات مبتكرة في خطوات وفن الإقناع، وتطلع على الأساليب والتجارب الناجحة في هذا الموضوع.
التسنين والأمراض
يمتنع الطفل أيضا عن تناول الوجبات أثناء فترة التسنين، فهي من أسباب الرفض التي لا يلتفت إليها الكثير من الأمهات، والسبب أن عملية التسنين تحدث ألماً شديداً في اللثة يصيب الطفل بالخوف من لمس الطعام لهذه اللثة، وتضطرب حالته المزاجية ويشعر بعدم الارتياح وتهاجمه نوبات الألم باستمرار، ومن الطبيعي أن يبتعد عن الطعام، ودور الأم هو محاولة تهدئة الصغير وتخفيف آلامه بوضع الجل المسكن لألم التسنين على اللثة، وتحضنه وتواسيه بالكلمات والحركات والإيماءات وتشغله عن الوجع بالكلام والخروج واللعب، وعندما تشعر أن الطفل بدأ يهدأ تسارع في إطعامه قبل أن تعاوده نوبة الألم، ومن وقت لآخر تكشف الأم عن اللثة وتشاهدها، فإذا لاحظت احمراراً والتهاباً، تستخدم أساليب وطرق العلاج المنزلية لهذه الحالة، مع استشارة الطبيب في نوع الجل المسكن المناسب لهذا الطفل، والذي له دور كبير في تخدير وتسكين نوبة الألم بشكل سريع وفعال، سواء كانت ناتجة عن ألم التسنين أو التهابات معتادة في فم الأطفال الصغار، وأيضا يمكن أن تقدم الأم بعض شرائح الفاكهة المثلجة للطفل، فمنها غذاء جيد وأيضا تخفف من درجة الألم، ومن حالات رفض الصغير للطعام عندما يصاب بالمرض، حيث يمتنع الطفل عن الأكل لمدة تصل إلى 3 أيام، وهذه الفترة طبيعية ولا خوف منها على صحة الصغير، والطبيب سوف يؤكد لها ذلك، والمهم هو تناول الأدوية للوصول إلى حالة الشفاء، وسوف يعود الطفل إلى تناول الوجبات بشكل طبيعي. وأمراض الأطفال في هذه المرحلة تسبب خوف الصغير من الأكل، وضعفاً كبيراً في شهيته واضطراباً عاماً في الجهاز الهضمي، مما يتطلب من الأم أن تقوم بزيادة عدد الرضاعات كنوع من التعويض عن رفض الغذاء.

أساليب التشجيع

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأبحاث وفرت العديد من الأساليب المبتكرة التي تساعد الطفل على تناول الأطعمة بشكل صحي، ومعتدل، سواء من خلال تشجيعه، أو جذبه، أو تدريبه، وهذه الطرق تم تجريبها بصورة عملية خلال التجارب المعملية، ومنها تقديم الوجبات للصغير على مدار اليوم، ويتطلب ذلك من الأم التعود والتحلي بالصبر، حتى تكتشف نوع الغذاء التي يحبه الصغير، ويقبل عليه، والآخر الذي ينفر منه، ولا تهتم الأم بالكمية التي يتناولها الطفل، ولكن المهم الطعام المفيد، وتلاحظ الأم أن الصغير يرفض بعض الأطعمة فترة، ثم يقبل عليها بعد ذلك، والسبب أن جسمه لا يحتاج هذه النوعية في أوقات ثم يحتاجها بعد ذلك، فالفطرة داخل الطفل لها دور كبير في اختيار الغذاء الذي يناسب المرحلة، ومتطلبات النمو، وتلجأ بعض الأمهات إلى تكثيف عدد الرضعات وتقليل الوجبات، ولكن هذه من الأخطاء التي تقع فيها الأم، ومن المفيد أن تشرك الأم طفلها في اختيار الطعام، وتتوقف عندما يرفض استكمال الوجبة، والأفضل أن يكون وقت الطعام مع الأسرة، حتى يشاهد الطفل أفراد الأسرة وهم يأكلون، ويقلدهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"