عادي

رسالة اليوم …29-10-2008

06:02 صباحا
قراءة دقيقتين

دور اجتماعي وإنساني بارز

تبرز أهمية الحوارات والمناقشات الجادة من خلال تلاقي الافكار مع بعضها البعض لتصب في وعاء واحد لمصلحة جميع افراد المجتمع، وتشكل هذه الحوارات المفتوحة بالشكل الذي نراه اليوم في المجالس الرمضانية المتكررة سنويا، نواة حقيقية للمجالس الرسمية التي تدور تحت قبتها الحوارات الساخنة ولكن بشيء من البروتوكول الرسمي والتقيد بالرسميات بخلاف المجالس المفتوحة من حيث الحرية المطلقة للكلمة والحوار والمناقشة في جو اجتماعي بعيد عن التعقيدات والرسميات، لذلك فإن المجالس الرمضانية تلعب دورا كبيرا في عرض مشكلات المجتمع، وتلمس مواضع ومكامن الاخطاء والسلبيات في محاولة اولية لرصدها وتناولها من خلال الحوار المفتوح الجاد والسعي للتوصل الى نتائج وحلول مرضية من جملة الآراء التي تطرح في مثل هذه الجلسات التي يحضرها رجالات من خيرة وصفوة ابناء المجتمع الذين يتمتعون بخبرات عملية او علمية واسعة بحكم مخالطتهم واندماجهم اليومي مع الناس ومعايشة مشكلاتهم واحتياجاتهم المختلفة المتعددة، وبالتالي يكون نتاج هذه الحوارات ذا فائدة قصوى في إلقاء الضوء على مختلف القضايا التي تهم الوطن والانسان، التي تؤرق افراد المجتمع وبمختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والرياضية والثقافية.

مجتمع الامارات يتمتع بصفة ربما لا توجد في باقي المجتمعات العربية الاخرى من حيث المكاشفة والشفافية والمصارحة في طرح المشكلات التي تعتريه وهذه هي الطريقة السلسة في التعامل مع مختلف الامور، لأن هذه المصارحة هي نوع من الديمقراطية التي اصبحت تتعامل معها الشعوب الراقية في سبيل توصيل المعلومات التي يمكن ان تكون مغيبة بشكل أو بآخر عن الرأي العام على الشكل الذي يتابعه الكثيرون منا في وسائل اعلامنا المقروءة، وهذا بحد ذاته نقطة ايجابية تسجل لوسائل الاعلام المحلية خاصة المقروءة منها، تلك التي اخذت على كاهلها ابراز مثل هذه المجالس وأهميتها في تدوير الافكار والآراء والمناقشات وسماع رأي كل طرف من الحضور، وهذا هو الدور الايجابي المطلوب فعلا من الاعلام، لأنه لغة ووسيلة التواصل المهمة مع كافة أفراد المجتمع من قادة ومسؤولين وأفراد، والمتتبع لكل هذه الآراء والاطروحات التي تناقش في مثل هذه المجالس الرمضانية يلاحظ أن الكثير منها لاقى الاهتمام والصدى لدى من بيدهم الحل، وبالتالي فقد ساهمت وسائل الاعلام بدور وشكل ايجابي في ايجاد المخرج لكثير من هموم ومعاناة الناس وكثير من المشاكل الاجتماعية التي ربما كانت عالقة لفترة زمنية طويلة من دون أن يوجد لها الحل المناسب.

المجالس الرمضانية اليوم غدت ظاهرة صحية مفيدة ومتطورة جداً وقد أخذت في التوسع والانتشار إلى أبعد ما يكون، وهي بذلك تعطي ثماراً طيبة طازجة ناضجة للمجتمع لإيجاد المخرج والحل المناسب لأي قضية وطنية، وبؤرة ضوء للخروج من معظم الهموم والمشاكل المتراكمة على كاهل الناس في هذا العصر الذي تكالبت فيه الهموم والأحزان والمصائب من كل حدب وصوب، والسعي لتأدية دورها الثقافي الاجتماعي والإنساني للارتقاء بالمجتمع نحو الأفضل والأحسن.

حمدان محمد كلباء

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"