أعربت وزارة الخارجية عن استنكار دولة الإمارات للاعتداء الذي قامت به قوات أمريكية على الأراضي السورية، فيما أغلقت دمشق مدرسة ومركزاً ثقافياً أمريكيين، وطالبت الأمم المتحدة بتحميل المسؤولية لواشنطن التي دافعت عن عدوانها، وصدر رد فعل يظهر ان الإدارة الأمريكية تريد استثمار الاعتداء سياسياً من خلال مطالبتها دمشق بأن هناك الكثير من العمل المطلوب منها أن تقوم به.
وقالت وزارة الخارجية في بيانها إن دولة الإمارات تؤكد قلقها البالغ من تداعيات هذا العمل على السلام الإقليمي باعتباره يمثل انتهاكا للشرعية الدولية والسيادة الوطنية للجمهورية العربية السورية الشقيقة. وأشادت وزارة الخارجية بردة فعل القيادة السورية على هذا الاعتداء وما أظهرته من درجة عالية من ضبط النفس. ودعت في بيانها الولايات المتحدة الى تسوية أية خلافات لها مع سوريا بالوسائل الدبلوماسية. وتقدمت وزارة الخارجية الى القيادة السورية وذوي الضحايا بأحر التعازي سائلة الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى الذين اصيبوا جراء هذا الاعتداء.
وحمّلت سوريا الولايات المتحدة المسؤولية عن العدوان الأخير، وطالبت في رسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المنظمة الدولية تحميل مسؤوليته إلى واشنطن.
وأكدت الأمم المتحدة أنها تسلمت رسالة احتجاج رسمية من دمشق. وصرحت ميشيل مونتاس المتحدثة باسم المنظمة الدولية في مؤتمر صحافي موجز لقد تلقينا للتو رسالة من سوريا. وقال بشار جعفري سفير سوريا في الأمم المتحدة انه أرسل رسائل طبق الأصل الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن يطلب منهما تحمل مسؤولياتهما ومنع تكرار مثل هذه الأعمال العدوانية والإرهابية ضد عضو ذي سيادة في الأمم المتحدة. وصرح للصحافيين بأن القرار بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها يعود الى رئيس المجلس (سفير الصين شانغ يسوي) بالتشاور مع أعضاء المجلس. وأوضح ان سوريا تدرس اتخاذ مزيد من الخطوات على مستويات مختلفة مضيفا انه ينتظر مزيدا من التعليمات من حكومته.
وجاء في الرسالة التي أوردت الوكالة نصها أن حكومة الجمهورية العربية السورية إذ تلفت الانتباه الى هذا العمل العدواني السافر، فإنها تتوقع من مجلس الأمن ومن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتهما لمنع تكرار هذا الانتهاك الخطير.
وطالب مجلس الوزراء السوري ب تحميل المعتدي مسؤولية قتل المواطنين السوريين الأبرياء. كما قررت سوريا إغلاق المركز الثقافي الأمريكي والمدرسة الأمريكية في دمشق احتجاجاً.
لكن وزارة الخارجية الأمريكية حملت سوريا مسؤولية الغارة وبررتها بقولها يجب على سوريا ان تقوم بمراقبة حدودها مع العراق. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك في تصريح صحافي لقد قرأنا الكثير من الأخبار في الصحف خلال الأيام القليلة الماضية عن عمليات تسلل من الأراضي السورية إلى العراق. وأضاف المتحدث أن دمشق قامت بمبادرات إيجابية عندما قررت إقامة علاقات دبلوماسية مع بيروت وقبلت القيام بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل، ولكن هذا لا يكفي وأن هناك الكثير من العمل الذي يجب أن تقوم به.
وفي الوقت ذاته رفض ماكورماك التأكيد أو نفي قيام الطيران الأمريكي بهذه العملية واكتفى بقوله للصحافيين ليس لدي تعليقات أقدمها لكم وأكد استدعاء الخارجية السورية القائمة بالأعمال الأمريكية في دمشق مورا كونيللي بشأن هذا الحادث.
وفي البداية بدا وكأن بغداد موافقة على الغارة التي استهدفت ما قالت إنهم مسلحون يتسللون الى العراق، إلا أنها عادت ودانت الهجوم.
وشددت الحكومة العراقية على رفض استخدام أراضيها منطلقا للعدوان على دول الجوار، في وقت تواصلت ردود الفعل العربية والدولية الرسمية والشعبية على ذلك العدوان، واعتبرته مصر خرقاً جسيماً لسيادة سوريا على أراضيها، بينما دانته الصين.