عادي

"صور" مدينة الموروث الموسيقي البحري في عُمان

03:00 صباحا
قراءة 3 دقائق

تعد ورشة ملبق للآلات الموسيقية لصاحبها صالح بن ثويني المعروف بلقب العلوي، واحدة من أقدم الورشات في ولاية صور التي تتميز بفنونها العديدة، حيث الموسيقا حاضرة في حياة العمانيين ومناسباتهم، ومن فنونهم الرزحة والميدان، إضافة إلى الفنون البحرية الرائعة التي تطورت في مدينة صور حيث إنها مدينة صور واحدة من أقدم المدن البحرية في العالم، وهي أكبر المدن في المنطقة الشرقية، ولعبت دوراً كبيراً في التجارة بين سلطنة عمان وشرق إفريقيا والهند من خلال مينائها الذي كان منطلقاً كذلك لصناعة القوارب والسفن الكبيرة، ومن هنا نشطت كذلك الفنون الموسيقية التي ارتبطت بالبحر وظلت صوراً إلى يومنا من أكثر الولايات العمانية غنى وثراء بالموروث الموسيقي البحري حيث كان عمال السفن التي تشتهر صور بصناعتها يغنون الشوباني، وهي أغان تحفز على الهمة وتخفف من الأعباء الجسدية والنفسية التي يتركها الإبحار لمدة طويلة وتستخدم فيها إيقاعات طبول الكاسر والرحماني ومسيندو، وتحظى حرفة صناعة الآلات الموسيقية في عمان بدعم واهتمام من الحكومة التي تعمل على حفظها وتوثيقها .

عن صناعة الآلات الموسيقية تحدث لنا صالح صاحب الخبرة والتاريخ العائلي الطويل في هذا المجال فقال إن الآلات الموسيقية العمانية هي محلية الصنع في جميع مراحلها لكونها تتمتع بخصوصية شديدة، بعضها تحتاج صناعته إلى أيام وبعضها الآخر يتم صنعه في أقل من ساعة واحدة كما تستخدم جلود الأبقار والماعز في صناعتها إلى جانب الأخشاب، وتتألف بعض الآلات الشعبية من الأصداف وحوافر الماعز .

ومن الآلات الموسيقية التي يصنعها صالح في ورشته الطبول المختلفة ومنها الرحماني والكاسر والواقف والمسيندو، وتصنع الطبول في العادة من جلد الغنم أو الماعز بعد تنظيفه من الشعر، أما طبل الواقف فيستخدم في صناعته جلد الثور . ومن الآلات الموسيقية الشعبية التي يصنعها صالح إضافة إلى الطبول المنجور:

يتكون المنجور من حزام عريض من القماش مثبت عليه المئات من حوافر الغنم بأسلوب مكثف ويربط هذا الحزام على وسط عازف المنجور الذي يكون في الغالب امرأة وهنا يصدر الصوت الإيقاعي المطلوب بواسطة حركة وسط العازف , لذلك يمكننا هنا أن نقول أن عازف المنجور هو في نفس الوقت راقص , لأن الإيقاع الصادر مرتبط بارتباط حركة جسم عازف المنجور، وصوت المنجور يعتبر قويا وذلك لجفاف حوافر الغنم وكثرة التصاقها ببعضها، والمنجور يعتبر جزءاً أساسياً من آلات إيقاع فن الطنبورة، وعادة يقف عازف المنجور في مكان ثابت ويقال إن لهذه الآلة الشعبية أصولاً ترتبط بمملكة البحرين .

والخرخاشة هي آلة إيقاعية تتكون من جسم كروي معدني له مقبض يد من الخشب أو من المعدن وبداخل الجسم العديد من الحبوب الصغيرة الجافة أو الحصى التي تحدث صوتاً إيقاعياً عند هزها واحتكاكها بجدار الخرخاشة، وهذا الشكل ما هو إلا تقليد لثمرة القرع التي كانت قديما تستعمل عند بعض الشعوب كآلة إيقاعية بعد تجفيفها وملئها بالحبوب الجافة وتستخدم في فن المكوارة .

أما البرغام ويطلق عليه أيضاً البرغوم، ويتكون من قرن حيوان كبير كالوعل أو الجاموس، وينفخ العازف في فتحة واحدة تكون قرب الطرف المغلق المدبب، فتصدر نغمة واحدة يستخدمها العازف بأسلوب إيقاعي حسب إيقاع الفن المستخدم فيه، ويستخدم البرغام في فنون السيف مثل فن الرزحة وفن العازي .

ومن الآلات السحال وهو ما يسمى أيضاً الطاسة أو الصنوج أو الرنج ويتكون من زوج من الصاجات مصنوع من النحاس على شكل دائري ويمسك العازف كل فردة في يد ويصدر الصوت بطرق الفردتين ببعضهما، ويستخدم السحال في كثير من الفنون العمانية مثل فنون البحر العيالة وفن الويلية .

والرعبوب رسم يطلق على الأصداف البحرية الحلزونية الصغيرة التي توجد على شواطئ السلطنة، كما يطلق على الصدفتين الملتصقتين ببعضهما ومازال الحيوان داخلهما اسم الدوك، أما بعد معالجة الصدفتين وفصلهما عن بعض وإزالة الحيوان من داخلها فيطلق عليها اسم المحار، ويستخدم الأطفال المحار في احتفالات ليلة النصف من شهر رمضان المبارك الذي يسمى قرنقشوه أو طوق طوق في صور ويسمى في المنطقة الداخلية التلميس، ويصدر الصوت من المحار بواسطة طرق الصدفتين ببعضهما بعضاً .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"