عادي

عز الدين المناصرة: أخشى على الذاكرة الفلسطينية من التشتت

02:46 صباحا
قراءة 3 دقائق

يخشى الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة على الذاكرة الفلسطينية من التشتت، لذلك يعمل في أكثر من اتجاه، للحفاظ عليها، فهو الشاعر والناقد، أصدر بجهد شخصي موسوعة الفن التشكيلي الفلسطيني بالحبر الكنعاني نكتب لفلسطين وبالدم أيضاً الثورة الفلسطينية في لبنان .

أصدر المناصرة مجموعات شعرية عدة منها: الخروج من البحر الميت لا سقف للسماء رعويات كنعانية قمر جرش كان حزيناً بالأخضر كفناه، إضافة إلى الدراسات النقدية، ومنها حارس النص الشعري شاعرية التاريخ والأمكنة نقد الشعر في القرن العشرين، ونال جوائز عدة منها جائزة القدس من اتحاد الكتّاب العرب .

* صدر لك عام 2010 كتاب الثورة الفلسطينية في لبنان 1972 - 1982، وورد فيه أن الراحل ياسر عرفات عرض عليك في يناير 1977 أن تعمل مستشاراً ثقافياً له، أو مستشاراً عسكرياً للعميد سعد صايل قائد القوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية . . لماذا رفضت ذلك؟

- رفضت الموقعين لأنني كنت أشاهد طريقة تعامل عرفات مع مستشاريه، فاعتذرت عن عدم القبول، أما رفض العمل مع سعد صايل فالمسألة تتمركز في عدم رغبتي في أن أتحوّل إلى عسكري محترف، لأن حياتي كلها كانت ستتغير آنذاك في العام 1976 . كنت مدنياً، لكنني تلقيت دورة الكرامة العسكرية في بيروت، وتطوّعت للقتال في جنوب لبنان وبيروت، وانتخبت عضواً في القيادة العسكرية الفلسطينية في جنوب بيروت، وهكذا أصبحت واحداً من القيادة المكونة من أربع شخصيات، وفي يونيو/ حزيران 1976 قمت بقيادة معركة المطاحن، بهدف تخفيف الحصار عن مخيم تل الزعتر، الذي تم تدميره في 12-8-1976 وهجّر أهله، فقمت بتأسيس مدرسة ثانوية لأبناء وبنات المهجرين، وارتفعت أسهمي جماهيرياً .

* ما الدروس التي خرجت بها من تجربة الثورة الفلسطينية في لبنان؟

- هناك دروس عديدة، أهمها أن ثورة المنفى لم تكن قادرة على تحقيق النصر برغم بطولاتها، لأنها ليست على أرضها الحقيقية، لكنها استطاعت تحقيق حماية الهوية الفلسطينية من خطر الاندثار، وأبقت شعلة الهوية عالية في السماء، وكان المطلوب هو إيصال وهجها إلى فلسطين، أما الدرس الثاني فهو أن البرجوازية الفلسطينية في المنفى كانت تقف مع الثورة في حالة المد الثوري، وتتنكر لها عندما تواجه العواصف، وأن أبناء الريف والمخيمات هم وقود الثورة .

* بعض النقاد العرب يرى أن من بقي من الشعر الفلسطيني الحديث ثلاثة شعراء هم محمود درويش، وعز الدين المناصرة، وسميح القاسم، ولا جديد في الشعر الفلسطيني منذ ربع قرن تقريباً . . هل توافق على هذا القول؟

- بداية ظهور شعر الحداثة الفلسطينية كان مع تأسيس وصعود منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1964 على وجه التحديد، من خلال فرعين، الأول شعر الثورة الفلسطينية في المنفى، ويتميز بالمقاومة والحداثة، وكنت أنتمي إلى هذا الفرع، فأنا أحد الشعراء القلائل الذين حملوا السلاح دفاعاً عن المخيمات والجنوب اللبناني، وكان هذا الفرع ينتمي مباشرة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، أي إلى فلسفة التحرر الوطني .

أما الفرع الثاني فهو شعر المقاومة في شمال فلسطين، وارتبط هذا الفرع بأيديولوجيا الصراع الطبقي، والمفارقة الإعلامية التي حدثت هي أن قيادة الثورة الفلسطينية قامت بتضخيم دور شعراء المقاومة في شمال فلسطين، على حساب شعراء الثورة، لأسباب سياسية لا تخفى على أحد، أما النقد العربي الحديث، فقد وقع تحت ضغط الإعلام العربي، فلم يدرس الشعر الفلسطيني الحديث من زاوية الحداثة .

حالياً هناك تجارب جديدة في مجال قصيدة النثر لا بأس بها، لكنها ليست متميزة بوضوح السائد في قصيدة النثر العربية .

* أصدرت كتباً عدة منها: موسوعة الفن التشكيلي الفلسطيني السينما الإسرائيلية بالحبر الكنعاني نكتب لفلسطين وبالدم أيضاً الثورة الفلسطينية في لبنان جمعت وحققت الأعمال الكاملة للشهيد الشاعر عبدالرحيم محمود . . أنت شاعر وناقد . . ما الذي دفعك إلى التاريخ؟

- أخشى على الذاكرة الفلسطينية من التشتت، ولهذا قمت بتلك المبادرات، وهي قائمة على الجهد الشخصي الفردي، وقد وصف أحد الصحافيين جهدي هذا بأنه يعادل جهد مؤسسة بكاملها، مشكلتي أنني دخلت عامي الثامن والستين، وأعمل أستاذاً في جامعة خاصة في العاصمة الأردنية بشكل يومي، من أجل أكل الخبز، وبالتالي لا أستطيع التفرغ لتحقيق هوايتي المفضلة، ألا وهي النبش عن التراث الفلسطيني، وهي متعة شخصية لي لو تحققت، وأخيراً أصدرت طبعة ثالثة من كتابي جفرا الشهيدة وجفرا التراث، وهو كتاب في الثقافة الشعبية الفلسطينية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"