آمل أن أرى الربع الخالي عامراً بالحياة، وأن أشهد تحول صحاري الإمارات إلى جنات ومروج تجري من تحتها الأنهار، لهذا أعمل ولهذا أسعى، ولتحقيق ذلك لا بد من توفير الرقم الصعب في المعادلة، ألا وهو الماء . بهذه الكلمات بدأ المهندس الإماراتي عبدالله الشحي مخترع جهاز ألما لتجميع المياه المتساقطة على المسطحات المائية لتوفير مياه نظيفة كلامه . والشحي حصل على براءة اختراع من مكتب أي بي كونسلت لبراءات الاختراع في المملكة المتحدة . عن جهازه الذي يعكس حباً للبيئة دفعه إلى البحث سنوات، ومعه دار الحوار التالي عن الابتكار وأحلامه البيئية .
ما فكرة ألما بالتفصيل وكيف يعمل الجهاز؟
- تدمج تقنية ألما ثلاث تقنيات في حقل حصاد أمطار واحد يطفو على مسطح مائي، لتمكيننا من حصاد أكبر كمية من المياه على مدار العام وبأقل التكاليف، حيث ستستغل الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية في تحلية مياه البحر خلال الأوقات المشمسة . وتقوم التقنية بتكثيف وتجميع مياه الرطوبة خلال الأجواء الرطبة أو الضبابية، وحصاد مياه الأمطار في الأجواء المطيرة . وإضافة إلى عملية التجميع، تقوم التقنية بعملية الفلترة والتخزين للمياه في خزانات في البحر أو تضخ المياه المجمعة إلى اليابسة في حال تمت عملية الحصاد بالقرب من الشواطئ . ويمكن أن يستغل حقل ألما لتوفير الطاقة المتجددة .
كيف جاءتك الفكرة؟
- الفكرة نتاج سنوات عديدة من البحث والدراسة وحبي للبيئة وإيماني بضرورة المحافظة عليها، وخلال زيارة سياحية لجزر المالديف لاحظت كميات الأمطار الهائلة التي تسقط في المحيط الهندي من دون أن يستفيد منها الإنسان، وهي بالطبع مياه محلاة بفعل الطبيعة، وعند عودتي للإمارات خلال يوم شتوي مطير في رأس الخيمة صدمت من كمية الأمطار المتساقطة في الخليج، بينما كانت زخات مطر خفيفة تسقط على المدينة . كل هذه العوامل مشتركة جعلتني أبدأ رحلة البحث .
كم من الوقت استغرق العمل على هذا الاختراع؟
- قرابة السنتين اعددت خلالهما البحوث والدراسات المطلوبة لتقديمها لمكتب الحقوق الفكرية في بريطانيا، وبدأت الدراسات عام 2011 وحصلنا على الموافقة في سبتمبر/أيلول الماضي .
ما الفوائد التي سيحققها الجهاز؟
- نأمل أن نوفر من خلال تقنية ألما كميات مياه تسهم في تغطية استهلاك القطاع الزراعي في الإمارات بهدف زيادة الرقعة الخضراء والقضاء على التصحر بأقل التكاليف، فالدولة تنفق نحو 5 .11 مليار درهم سنوياً على المياه المحلاة، ويبلغ استهلاك الدولة من المياه 5 .4 مليار متر مكعب، من بينها 60% لقطاع الزراعة، مع العلم بأن مستوى هطول الأمطار منخفض في الدولة، إضافة إلى ارتفاع استهلاك الفرد من المياه الذي بلغ ضعف المعدل العالمي، إذ يصل نصيب الفرد الواحد في الإمارات إلى 550 لتراً من الماء يومياً .
هل يمكن استخدام الاختراع في كل دول العالم؟
- المميز في الاختراع تمكنه من حصاد المياه في مختلف الأجواء (المطيرة والمشمسة والرطبة)، مما سيمكن معظم دول العالم من استغلال تقنية ألما، بغض النظر عن موقعها أو كمية الأمطار المتساقطة عليها .
كيف ترى مستقبل الجهاز؟
- حالياً في طور مخاطبة وتنسيق مع المركز الوطني لأبحاث الطاقة والمياه التابع لهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، لتصنيع نموذج لاختبار التقنية ثم تطبيقها وتسويقها . ونتوقع استخداماً تجارياً واسعاً لتقنية ألما حول العالم، خصوصاً في الدول التي تفتقر لمصادر المياه، وذلك لاعتماده على الطاقة المتجددة وتكاليف تصنيعه قليلة .
ماذا عن اختراعك سيارة غسيل السيارات المتنقلة؟
- العربة المعروفة باسم جيو-ووش تقنية أرجنتينية تتميز بتوفيرها للمياه عند غسيل السيارة، فهي تستهلك 3 لترات فقط مقارنة بمحطات غسيل السيارات التي تستهلك أكثر من 280 لتراً في المعدل الطبيعي، وتستخدم العربة مواد صديقة للبيئة . وخلال طرحنا لتقنية جيو - ووش في الإمارات وجدنا إقبالاً كبيراً عليها من العديد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة، حيث نقدم حالياً خدمات غسيل السيارات الصديقة للبيئة في أكثر من 40 فرعاً في الدولة، وانتشرت التقنية في منطقة الشرق الأوسط والعديد من دول العالم .
هل لديك اختراعات أخرى؟
- أدرس اختراعاً خاصاً بالطاقة المتجددة الهيدروليكية نتقدم به قريباً لمكتب حماية الحقوق الفكرية الدولية .