تشتهر مدينة هلسنكي عاصمة فنلندا بمتاحفها وبيئتها الحضرية المتميزة وبجزرها الكبرى سوراساري ولوتاساري كوكيساري، وتحتوي هذه الأخيرة على أضخم حديقة حيوان في فنلندا، ومن أجمل المعالم جزيرة القلعة سومونلينا وجزيرة سانتاهامينا العسكرية وتستقطب جزيرة بهلجاساري أعداداً ضخمة من السياح، وخاصة عشاق الطبيعة، خلال موسم الصيف . وهي أقرب الشبه بجزيرة "فاير آيلند" القريبة من نيويورك سيتي . ويبلغ عدد سكان هلسنكي نحو 12 مليون نسمة، وتعد المدينة من أكثر المراكز الحضرية اكتظاظاً بالسكان وتقع على مساحة 745 كيلومتراً مربعاً، والعاصمة وضواحيها تعد أكبر حاضن لتشغيل العمالة، وتوفر نحو 580 ألف وظيفة، وعلى الرغم من اكتظاظ السكان، فإن هلسنكي وضواحيها توفر أضخم المنتجعات والمساحات الخضراء . وتعتبر هلسنكي العاصمة الأبعد إلى الشمال في الاتحاد الأوروبي من الناحية الجغرافية . ويعيش في منطقة هلسنكي وضواحيها واحد من بين كل أربعة فنلنديين .
يتسم مناخ هلسنكي بأنه يقع تحت تأثير الرطوبة القارية بسبب التأثيرات الجوية المؤثرة التي تهب من بحر البلطيق وتيار الخليج، وتنخفض درجات الحرارة أكثر من أي موقع يقع في شمال القارة الأوروبية ويصل معدل الحرارة في يناير/كانون الثاني دون الخمس درجات . وتتراجع درجات الحرارة في بعض الأسابيع إلى دون العشرين درجة مئوية خلال أسبوع أو أسبوعين في العام.
أشهر المعالم
تكثر المعالم المهمة التي تجذب السياح في العاصمة هلسنكي، ومن أبرز تلك المعالم شارع وود فاليلا ومركز اليكسانتيرينكاتو بوسط المدينة ومبنى اليكسي في قلب المدينة وكاتدرائية هلسنكي المعلم والرمز الأبرز في العاصمة، فضلا عن مبنى البرلمان والمكاتب الملحقة به . وتعد ساحة الشيوخ من أبرز الساحات ويحيط بها مبنى قصر الحكومة ومبنى جامعة هلسنكي، كما تبرز في المدينة مؤثرات الفن المعاصر التي تعكسها الأحياء السكنية الكبرى مثل حيي كاتايانوكا وأولانلينا . وتشتهر هلسنكي أيضاً بالعديد من المباني التي صممها المهندس الذائع الصيت عالمياً الفار التو الذي يعد من رواد الهندسة الوظائفية . ومن أهم المعالم في العاصمة الفنلندية أيضا مقر شركة ستورا إنسو للأوراق . وحي الحفلات الموسيقية وقاعة فنلنديا التي يحار الكثيرون في وصفها . ومن بين المعالم المهمة في هلسنكي مبنى الاستاد الأولمبي وقصر التنس واستاد التجذيف واستاد السباحة وقصر البلور (فيلودروم) . الجدير أن المجمع الأولمبي في هلسنكي شيد في العام ،1940 لكنه لم يحظ باستقبال دورة الألعاب الأولمبية بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية.
المتاحف
تضم هلسنكي أكبر المتاحف القومية والتي يجسدها المتحف القومي في فنلندا، وتعرض في المتحف مجموعة ضخمة تاريخية تمتد من فترات ما قبل التاريخ وحتى القرن الحادي والعشرين . وقد شيد مبنى المتحف ذاته على النمط الرومانطيقي وهو كان قلعة يعود تاريخها إلى فترة القرون الوسطى الحديثة، وهي تحتل مكانة رفيعة باعتبارها من المعالم الجاذبة للسياحة في فنلندا . ومن المتاحف التاريخية المهمة أيضا متحف مدينة هلسنكي الذي يعرض على السياح تاريخ المدينة خلال الخمسمئة سنة الماضية . وتضم جامعة هلسنكي أيضا مجموعة واسعة من المتاحف.
وهناك سلسلة من المتاحف الأخرى المتخصصة في الفنون منها متحف الفن المعاصر، كما يستخدم
قصر النهضة الحديثة متحفاً ويعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر . وتمتلك الدولة معظم هذه المتاحف.
المسارح
تقع في هلسنكي ثلاثة مسارح كبرى هي المسرح القومي الفنلندي ومسرح مدينة هلسنكي والمتحف الفنلندي السويدي . ومن المواقع التي تقام فيها الحفلات الموسيقية في العاصمة دار أوبرا فنلندا القومي وقاعة الاحتفالات الموسيقية الفنلندية.
تضم هلسنكي دارين للأوركسترا السيمفونية، وأوركسترا هلسنكي الفيلهامونيك . وكلاهما يعدان مركزين لتقديم الحفلات الموسيقية . وتشتهر هلسنكي بأنها مسقط رأس عدد من المؤلفين المؤسيقيين المشهورين عالميا أمثال كايا سارياهو وماغنوس ليندبيرغ.
الديمغرافيا
تفوق نسبة النساء الرجال في هلسنكي مقارنة ببقية مدن وأقاليم فنلندا ويقل متوسط الأعمار في كلا الجنسين عما سواها في المناطق الأخرى من فنلندا إذ يبلغ 1 .75 سنة بالنسبة للرجال مقارنة ب 5 .82 في المئة بالنسبة للنساء.
عاصمة التصميم
اختيرت هلسنكي عاصمة للتصميم العالمية اعترافاً من العالم بأهميتها في اتخاذ التصميم أسلوباً مؤثراً وأداة تخدم تطوير المجتمع والثقافة والاقتصاد في المدينة . وباختيارها تم الاعتراف باستخدام هلسنكي للتصميم باعتباره أداة تحديث منها تصميم علامات تجارية مهمة في العالم مثل "نوكيا" و"كون وماريميكو"، فضلاً عن المناسبات الشعبية الشهيرة مثل الأسبوع السنوي للتصميم في هلسنكي ومكانة المدينة البارز في الثقافة والتعليم ومعاهد الأبحاث العلمية .
اللغة
اعتمدت اللغتان السويدية والفنلندية باعتبارهما لغتين رسميتين في محافظة هلسنكي . ولكن أغلبية 85% من السكان يتكلمون اللغة الفنلندية بينما تتحدث أقلية لا تزيد على 6% اللغة السويدية، واللافت أن العامية الفنلندية تحتوي على مزيج من الفلندنية والسويدية والروسية، على الرغم من أن لغة التخاطب الشائعة بين الناس هي الفنلندية .
وتعد هلسنكي بوابة الهجرة العالمية لفنلندا ويعيش في هلسنكي مهاجرون ينتمون إلى 130 جنسية مختلفة، ومن أكبر المجموعات المهاجرة الروس والصوماليون والصرب والصينيون والعراقيون ومهاجرون من تركيا وألمانيا . ويشكل المواطنون من أصول غير فنلندية نحو 0 .8% من عموم الفنلنديين بينما يشكل الأجانب المولودون في فنلندا أكثر من 1 .11% .
ويضاف إلى هذه المجموعات السكانية عشائر سامي، وهي من أقدم المجموعات السكانية التي تعيش في شمالي إسكندنافيا بين النرويج والسويد وفنلندا . وهي أقوام تعيش على رعي الأيل في أوضاع أشبه بحياة البدو.
