صناعة الطاقة الشمسية

01:16 صباحا
قراءة دقيقتين


سعيد الطاير*

تشهد صناعة الألواح الكهروضوئية وتطبيقاتها ازدهاراً كبيراً حول العالم، وتسجل أسواقها ومبيعاتها تنامياً ملحوظاً لاسيما خلال السنوات الأخيرة، ولن يكون مستغرباً أن نشهد قريباً إدراج الخلايا الشمسية في حياتنا اليومية والبنى التحتية التي نستخدمها كل يوم، ويمكن أن نراها قريباً في زجاج نوافذ منازلنا ومكاتبنا، لتصير نوافذنا محطات لتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء، ويصبح كل مبنى قادراً ذاتياً على إنتاج احتياجاته من الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة المتجددة مع المحافظة على البيئة.
وتتسابق مراكز البحوث والتطوير اليوم لإيجاد حلول مستدامة لتحسين كفاءة هذه الألواح وإطالة عمرها، من قبيل تخزين الطاقة الشمسية في البطاريات، وروبوتات لتنظيف الألواح، وأنظمة توجيه لتتبع الشمس؛ لرفع إنتاجية وكفاءة الألواح الكهروضوئية إلى الحد الأقصى الممكن.
ويمكننا القول إن العقد الماضي يعد بحق عصر الألواح الكهروضوئية؛ حيث لمسنا إقبال الأفراد والشركات في العالم على استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، كما ازداد عدد الشركات التي تهتم بإنتاج وتصنيع هذه الألواح، حتى أصبح التنافس بينها في ذروته، وبتنا نقرأ يومياً أخباراً جديدة عن أحدث اختراعات وابتكارات الألواح الكهروضوئية، وأهم المزايا التي تقدمها هذه الشركات للمستخدمين، وأصبحت صناعة الألواح الكهروضوئية وتطبيقاتها مصدراً مهماً لفرص العمل.
ونفخر في الإمارات بأننا كنا السباقين في مجال تبني استخدام تقنيات الطاقة النظيفة، وهناك العديد من الجهات الحكومية والشركات التي أثبتت ريادتها وتفوقها في هذا المجال على مستوى المنطقة والعالم.
ويعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكبر مشروع استراتيجي لتوليد الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم، حيث سيتم توليد 5000 ميجاوات بحلول العام 2030، وباستثمارات تبلغ 50 مليار درهم، وفق نظام المنتج المستقل (IPP)، وأسهم هذا النموذج في تحقيق أرقام قياسية عالمية في أسعار مشروعات الطاقة الشمسية، فوفق دراسة نشرتها مؤسسة نيكاي الاقتصادية اليابانية، أسهم اهتمام دولة الإمارات بإنتاج الطاقة المتجددة في تراجع تكلفتها عالمياً. وسيعمل المجمع من خلال مشاريعه على تسريع التحوّل نحو تبنّي واستخدام الطاقة الشمسية.
ولتحقيق الأهداف الطموحة لاستراتيجية دبي المتكاملة للطاقة النظيفة لتوفير 75% من الطاقة في الإمارة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، نحتاج إلى مواصلة العمل لنصل إلى قدرة إنتاجية تزيد على 42 ألف ميجاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة، وإلى تضافر الجهود لتحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، والوصول بها إلى المرتبة الأولى عالمياً بين المدن الأقل في البصمة الكربونية وترسيخ الاستدامة، باعتبارها خريطة طريق لضمان مستقبل أكثر إشراقاً وسعادة في دبي.

* نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"