عادي

جاسم الصديقي في حوار مع «الخليج»: خسائر «شعاع» الموروثة باتت خلفنا

23:12 مساء
قراءة 4 دقائق

توقع جاسم الصديقي الرئيس التنفيذي لـ «مجموعة أبوظبي المالية»، أن تحافظ المجموعة على نتائج إيجابية في الربع الأخير من العام الجاري تفوق ما حققته في الربع الثالث، وكانت المجموعة (بعد إتمام اندماجها مع «شعاع كابيتال») سجلت أرباحاً مجمعة إيجابية وصلت إلى 21.8 مليون درهم في الربع الثالث من 2019.
وقال الصديقي في حوار مع «الخليج» إن النتائج التي جرى الإعلان عنها هي النتائج المجمعة للمجموعة التي انتهت من تفاصيل الإندماج مؤخراً، حيث حققت «مجموعة أبوظبي المالية» أرباحاً عن الفترة وصلت إلى 31 مليون درهم، وفي المقابل سجلت «شعاع كابيتال» خسارة بقيمة 10 ملايين درهم، وصفها باعتبارها خسائر موروثة من مشاكل الشركة القديمة.
ولفت إلى أن النتائج الفعلية للمجموعة (الأرباح الصافية) تفوق مبلغ 50 مليون درهم، لكن الفارق تمثل في تكاليف الاندماج وتذبذبات العملات الأجنبية إضافة إلى معايير محاسبية لمرة واحدة نتيجة الدمج.
وأكد أن المجموعة أقفلت الباب تماماً وراء خسائر «شعاع» التي ذهبت كلياً وباتت من الماضي، والمجموعة، التي تنتظر الموافقات النهائية على اعتماد اسمها الموحد «مجموعة أبوظبي المالية» بعد ذوبان الشركتان فعلياً وانصهارهما في كيان واحد، تستعد لمرحلة جديدة من النمو مع التركيز على الأنشطة الأساسية لعملها والمتمثلة في إدارة الأصول والصيرفة الاستثمارية.
وأكد أن «شعاع» منذ دخول المجموعة في إدارتها عام 2016 حققت نتائج جيدة، وقال إن المساهم في الشركة منذ ذلك الوقت وإلى اليوم استفاد من تحسن الربحية وارتفاع قيمة السهم رغم الظروف الصعبة التي واجهها القطاع خلال الفترة.

توزيع أرباح نقدية


وقال إن النتائج المالية للمجموعة تعكس تحسناً ملحوظاً في ميزانية المجموعة بعد الاندماج، حيث بلغ حجم الأرباح المتراكمة 153.8 مليون درهم، مما يخولها توزيع أرباح نقدية على المساهمين. وأضاف أن آلية توزيع الأرباح تخضع لموافقة مجلس الإدارة ومساهمي الشركة.
وكشف أن الشركة تعتزم التخارج من أصول وأنشطة غير رئيسية في غضون السنوات القليلة المقبلة تصل قيمتها الإجمالية إلى حوالي 500 مليون درهم، العوائد التي تعتزم الشركة توظيفها في تمويل أنشطة عملها الرئيسية. وقال إن الشركة تخارجت بالفعل من الأنشطة المتعلقة بالأوراق المالية، وسوف تتخارج تدريجياً من الأنشطة غير الرئيسية بما في ذلك «الخليج للتمويل» التي تمت إعادة هيكلتها بنجاح، وهي تركز حالياً فقط على أعمال التمويل في المملكة العربية السعودية، وتزمع الشركة التخارج منها حين تتاح الفرصة المناسبة لمثل هذه الخطوة.
وقال الصديقي إن المجموعة سوف تصب اهتمامها وتركيزها في المرحلة المقبلة على نشاطين رئيسيين الأول هو إدارة الأصول، وتدير المجموعة حالياً أصولاً تقارب قيمتها 13 مليار دولار (معظمها صناديق عقارية ومشاريع عقارية).

الصيرفة الاستثمارية

والجانب الآخر من أنشطة الشركة الرئيسية يتمثل في الصيرفة الاستثمارية من خلال الخدمات الاستثمارية، حيث تقدم المجموعة حالياً استشارات على عدد من المستويات مثل إدارة الاكتتابات الأولية العامة وإصدارات الصكوك وإعادة الهيكلة، وتقدم المجموعة حالياً استشارات إعادة الهيكلة لشركة «دريك أند سكل» وقال صديقي إن الشركة حالياً في مرحلة المفاوضات مع البنوك لإعادة هيكلة الديون.
وقال صديقي إن الشركة في الوقت الحاضر بصدد تقديم استشارات لإدراج أوّلي عام في الإمارات لشركة تعمل في قطاع الرعاية الصحية، وإن لم يعط تفاصيل أكثر عن الصفقة. وأضاف أن الشركة كذلك تقدم استشارات لإصدار صكوك لإحدى الشركات، كما تقدم حالياً استشارات لعملية اندماج عكسي في السوق المحلي.
وحول رؤيته لقطاع إدارة الأصول والصيرفة الاستثمارية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة قال الصديقي إن مجال العمل هذا يتسم بالصعوبة الشديدة في الوقت الراهن، ما دفع العديد من الشركات للخروج من السوق، في الوقت الذي تواجه فيه شركات أخرى التحديات، الأمر الذي قال إن له جانبه الإيجابي، حيث يجعل السوق أكبر أمام المجموعة التي نجحت في الحفاظ على أداء إيجابي رغم الظروف. كما أن الظروف الصعبة تولد العديد من الفرص لإعادة هيكلة شركات أو فرص مناسبة للاستحواذات، وقال الصديقي إن المجموعة دائماً ما تبحث عن الفرص السانحة على هذا المستوى سواء لتستثمر فيها بنفسها أو من خلال صناديقها، لكنها حالياً ليست بصدد الدخول في فرصة بعينها.

اقتناص الفرص

وحول تفاؤله حيال مستقبل عمل المجموعة وتأثير الأوضاع الاقتصادية على عملها في الفترة الماضية، قال الصديقي إنه محافظ على تفاؤله، وقال إن الشخص من الصحيح لا يمكنه التحكم في الظروف المحيطة، إلا أنه يقدر على توظيف الأدوات الصحيحة بما يناسب للتأقلم مع هذه الظروف.
وقال إن المجموعة تعتمد 3 خطوات أساسية في استراتيجيتها للتأقلم مع الوضع الراهن في القطاع، أولها التركيز على أنشطة إعادة الهيكلة، والخطوة الثانية هي طرح منتج لاقتناص الفرص السانحة، أو صناديق للاستثمار في الشركات والعقارات التي تعاني مشاكل أو تواجه تعثراً مالياً، وأخيراً الدخول والمضي قدماً في استثمارات في قطاع التكنولوجيا الواعد، وكانت الشركة أعلنت سابقاً خلال العام إطلاق صندوقين للاستثمار في القطاع بقيمة 100 مليون دولار للصندوق.
وكشف الصديقي عن أن المجموعة بصدد إطلاق صندوق للاستثمار في الشركات والعقارات المتعثرة (أو التي تواجه ضغوطات) بقيمة تتراوح بين 100 إلى 200 مليون دولار، وذلك في بداية العام المقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"