نظرة مختلفة إلـى إســلام هـوجـو

05:03 صباحا
قراءة دقيقتين
عبد اللطيف الزبيدي

هل من قول فصل في أن رائد الشعر الفرنسي فيكتور هوجو اعتنق الإسلام ونطق بالشهادتين؟ يقولون أيضاً إنه اختار لنفسه من الأسماء أبا بكر. الوثيقة التي استند إليها الذين سلكوا هذا النهج، قصيدة «السنة الهجرية التاسعة». هذه الرائعة وردت في ديوان «أسطورة القرون»، وليست الوحيدة في هذا الأثر الخالد، الذي أراده الأديب تاريخاً شعرياً للإنسانية منذ آدم.
للقلم وجهة نظر مختلفة عمّا ذهب إليه المتسرعون في الأحكام. على العاقل أن يتحلى بالأناة. من قبيل نظرية المؤامرة، أراد أناس رش موفور من التوابل على القضية، قالوا إن الصهاينة والماسونيين ومن لف لفهم، بذلوا الممكن والمحال لمحو الآثار من كل مكتوب مدوّن، فلم يتركوا بصمة. الذين أرادوا، ولو بلا براهين قاطعة كافية، أن يكون هوجو قد تشرف باعتناق الإسلام، وضعوا كل أدلتهم في سلة الإسلاموفوبيا، والعداء للدين الحنيف.
زاوية رؤية القلم منطلقها وغايتها الخشية على الدين الإسلامي من تسرع المندفعين بانفعالات هيجانية ومواقف غير مدروسة، وعلينا احترام أديب عالمي إنساني عظيم، ولو من خلال المثل الشعبي البسيط: «إذا صاحبك عسل، ما تاكلوش كله». أما وقد جد الجد فإن المتسرعين الفرحين بما لا يدعو إلى الفرح، قوم يحتاجون إلى مراجعة سلامة حججهم. إن أديباً تاريخياً في قامة فيكتور هوجو، يعلم أصول اعتناق الدين علم اليقين. هو يعرف أن النطق بالشهادتين أهم شيء في الإسلام على الإطلاق، فلا إسلام من دونهما. هو يدري أن التشهد أكبر من الصهيونية والماسونية والدول والإمبراطوريات والإغراءات بكنوز الدنيا، فكيف نتهم هامة في هذا الشموخ بأنها جبانة تخاف المخلوق ولا تخاف الخالق. هو يعلم أنه لو خطر بباله اعتناق الدين خفية، لكان ذلك أسوأ من الانتماء إلى عصابة مخدرات ومنكرات. أهذا ما يجازي المفتخرون بما لا يدعو إلى الفخر، صاحب بيان ساحر أحب كتابنا وديننا ورسولنا؟ ماذا يبقى من علو مقام هوجو ومعدن قلمه النبيل، لو أنه اعتنق الإسلام ولم يشهر إسلامه سيف نور في آفاق العالمين. ليس فخراً للإسلام أن يكون أتباعه جبناء.
لزوم ما يلزم: النتيجة التجليلية: ألا تكفي القصيدة لتوشيح صدر هوجو بوشاح حب الإسلام؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"