عادي

الوقت.. مشكلة الكتــاب الأبديــة

02:17 صباحا
قراءة دقيقتين

لا يخوض الكاتب والباحث ماسون كاري في كتابه «طقوس فنية» الذي ترجمه إلى العربية د. خالد أقلعي، وصدر عن دار المدى للنشر، في قضايا الإبداع الكبرى المتصلة بالفنانين والمبدعين والعلماء الذين تناولهم؛ لكنه يتميز بفضيلة تأمل تفصيلة صغرى من تفصيلات حياتهم، ذات أهمية لا تنكر في عملية ميلاد إبداعاتهم، وربما كانت لها الأولوية القصوى في ذلك: تدبير الزمن في حياة المبدعين، ولهذا بطبيعة الحال، فائدة جمة للمبدعين من الشباب الذين يتوقون إلى كيفية استثمار أمثل لعامل الزمن، وإلى معرفة سبيل حياة إبداعية مثمرة.
كيف كان الكتّاب يتعاملون مع الوقت؟ وما سبل استغلالهم له وحسن استثمارهم لدقائقه وثوانيه؟ ما المشترك بين المبدعين بخصوص طقوس الكتابة والإبداع اليومية؟ ما المختلف؟ يعرض هذا الكتاب لكيفية تعامل المبدعين مع الزمن، ولطبيعة الطقوس التي تحكم علاقتهم بالكتابة، كما يتوقف عند بعض الصعوبات التي يواجهونها في تدبير الزمن داخل محيطهم الاجتماعي، وما الحلول التي بدت لهم ناجحة؛ للتخلص من ثقل الزمن، وضغوط الحياة اليومية، فمنهم من ينتظر حتى ينام الأطفال ليكتب، ومنهم من يركب جهاز مسجل في سيارته ليربح الوقت، ومنهم من يكتري مكتباً أو شقة بعيدة عن مقر سكناه هرباً من الضجيج، ومنهم من لا يتناول في اليوم أكثر من فنجاني قهوة؛ لكنهم يلتقون جميعاً في سعيهم إلى حماية يومهم من التبديد، واجتهادهم في البحث عن سبل الكتابة الممهدة.
ينوع الباحث في هذا الكتاب أصناف المبدعين فهم: كتّاب وعلماء ورسامون وموسيقيون ومخترعون وسياسيون، مثلما ينوع مصادر أخباره، فتارة يعتمد شهادات الأقارب، وتارة روايات كتاب السير، وتارة ثالثة الحوارات التي أجراها المبدعون أنفسهم، والمنشورة في المجلات والصحف، أو المبثوثة عبر برامج إذاعية أو تليفزيونية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"