الشيخة حمدة.. ريحانة العطاء

04:55 صباحا
قراءة 3 دقائق
مهرة سعيد المهيري

هناك العديد من سيدات الإمارات اللواتي أثرن في شخصيات بنات الإمارات على مر السنين، وشخصية بنات اليوم من الإماراتيات تأثرت بشكل مباشر بمن سبقهن في الماضي من سيدات فاضلات تحلين بالأخلاق العربية والإسلامية الأصيلة، وواحدة من تلك النساء، الشيخة حمدة بنت محمد بن خليفة آل نهيان شخصية عظيمة، لا تؤطرها كلمات المديح ولا توفيها طوال المقالات حقاً، فحيثما يمّمنا وجهنا وجدنا لها يداً بيضاء، وأنّى التفتنا، رأينا لها أثراً من آثار الخير والإنجاز. لم تبحث عن إطراء ولم تكترث لتقريظ، ولم تخلب بصيرتها أضواء الشهرة، يعرف عنها الطيب والكرم وسمو الأخلاق والتواضع، وبشاشة الوجه وسماحة النفس، كما عرف عنها حبها لعمل الخير في كل مكان.
تحظى بمكانة سامية في عقول وقلوب أبناء وبنات الإمارات جميعاً: الكبار والصغار، المرأة والرجل، المواطن والمقيم. هي المعنى الحقيقي للخير والعطاء. تؤمن بأهمية عنصر المبادرة وعدم انتظار المعجزات لتحدث بنفسها، بل الإنسان من يجب أن يخلق تلك المعجزات بالعمل المضني والعزيمة التي لا تُطفئ شُعلتها عراقيل الأحداث، وأن يكون الهدف ماثلاً أمامها دائماً حتى تحقيقه عندما يتيه الكثيرون في التفاصيل الصغيرة حتى يضيع المسار للهدف الرئيسي! وأنّى حلّت، نشرت الخير العميم وفتحت أبواب الأمل لمن فقده أو شارف على ذلك، في هذا البيت تزرع بسمة، وفي ذاك المنزل تحنو على قلب يتيم، وفي تلك الناحية تمسح دمعة حزين بمنديل أمل جميل لغد أجمل، فأحبتها قلوب من لم تعرفها قبل قلوب من عرفتها وألِفتها. بعد هذه السنين من الجهد الكبير والمبادرات المتعدّدة والمتابعة التي لم تتوقف، فإنّه لواجب أن نقول لها: «بوركتِ وبورك زرعك أم خليفة»، تطل علينا ابنتها الدكتورة الشيخة شما ببعض من صفات «أمي حمدة» وتذكر لنا بعض الصفات الأصيلة التي تتصف بها والتي لا نوفيها حقها مهما ذكرنا من قصص.
تتصف أمي حمدة حفظها الله بقربها من أهالي المنطقة الشرقية وتواصلها المباشر معهم، وسجلّها حافل بخدمة الدولة ومواطنيها. واتسمت أيضاً باهتمامها بزيارة المواطنين في منازلهم، ومشاركتهم مختلف مناسباتهم، وكثيراً ما نراها حفظها الله ملبية لدعوة أحد المواطنين، وبكل اللهفة والصدور المفتوحة والقلوب العامرة بالحب والولاء والاعتزاز يستقبلها المواطنون صغاراً وكباراً، وتتوسطهم في جلستها أو تتناول معهم الطعام وتتبادل الحديث حول أمورهم وأحوالهم، أو نراها مهنئة في زفاف، أو حاضرة لتقديم واجب العزاء في وفاة أحد أبناء الوطن.
الشيخة حمدة، باتت أماً للجميع تحتضن الكثير من الأحلام والطموحات والإنجازات التي حققتها لتصبح أمراً واقعاً يحدد بإتقان ومهارة مستقبل أبناء وبنات تراب هذا الوطن.
إنها أم الخير والإنسانية والعطاء وصاحبة الأيادي البيضاء والمجلس العامر المفتوح لسيدات وطنها من كافة الأعمار وكافة مناطق الدولة يتوافدن لزيارتها، تستمع لهمومهن ومشاكلهن الأسرية ومتطلباتهن الاجتماعية، وتبادر بالحلول والمساعدة اللازمة والفورية، تحب ناسها وشعبها، وكذلك تحظى بمحبة سيدات وبنات الوطن لشعورهن بقربها منهن.
مهما أوتينا من بلاغة وبراعة الكلمة والإسهاب في وصف شخصية عظيمة كشخصية الشيخة حمدة بنت محمد آل نهيان، فإننا لا شك سنبدو عاجزين مقصرين.
في واحة العين هناك إنباتات خضراء تحدت الصحراء القاحلة وحولت المنطقة إلى حاضرة غناء. ماء قليل أو كثير، ترى الواحات بساتين عامرة بالنخيل. وفي هذه الواحة نبتت نفوس خضراء من سيدات الأصل والفعل والخير، ما كان يهمها قلة أو وفرة، بل ما يهمها هو الفعل والعطاء. الشيخة حمدة من رياحين خضرة أرض الإمارات وكرمها.
لكننا نحاول أن نعبر ولو عن شيء من مشاعرنا تجاه هذه المرأة الإماراتية العظيمة في يوم المرأة الإماراتية، فكل عام وهي بخير وجميع نساء وبنات الإمارات بألف خير وكل عام ونحن سند لوطننا ولمجتمعنا ولقيادتنا الرشيدة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"