الإمارات.. رسالة سلام

04:39 صباحا
قراءة دقيقتين
مهرة المهيري

تنشغل الأوطان المتقدمة طوال حياتها بتحقيق طموحاتها، وبطلب الرفعة، أو التقدم، أو الارتفاع، أو الصدارة، أو المجد.. تمضي بها رحلة الحياة عبر محطات، أو مراحل.
وتبقى الأوطان مشغولة بالقمة، أو الذروة التي تريد، فإذا بلغتها ربما تبحث عن قمة تالية، أو قمة أخرى موازية، ولكن حالها بالتأكيد على القمة غير حالها قبل أن تبلغها.. الإمارات تحقق إنجازاً تاريخياً للعرب والمسلمين والعالم.
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى الدول العربية الصلبة القليلة، التي قدمت نموذجاً فريداً في التنمية والسلام.
وقدمت الإمارات نموذجاً فريداً في التسامح والتعايش بين الثقافات والحضارات والأديان في إطار مبدأ الاختلاف سنة، والتعايش واجب، وأن التعاون بين البشر على اختلاف طوائفهم ودياناتهم ولغاتهم هو أفضل وأجدى وأنفع للجميع من ثقافة الكراهية والتعصب والتناحر على أسس دينية وطائفية وعرقية، وهو ما عكسته وثيقة السلام والتعايش بين الأديان.
وانطلاقاً من فلسفة ترتكز على أن كلفة السلام أقل كثيراً من كلفة الحروب، وفي هذا السياق يمكن فهم معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، والتي ترتكز على إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين البلدين.
إن تشابك المصالح الاقتصادية والانفتاح والتعاون من شأنه أن يعزز بيئة صنع السلام بين الإسرائيليين والعرب، ويدفع المواطن الإسرائيلي إلى الاقتناع بأن تحقيق السلام العادل والشامل هو السياج الحامي لأمنه ويجعله يعيش بشكل طبيعي وسط إقليمه العربي.
هذا التعايش السلمي لا بد أن يكون له أثر محمود ونتيجة ملموسة في حياة الشعوب، وهو ما أسس له الدين الإسلامي بقاعدة أصيلة وراسخة بأن لا إكراه في الدين.
إن التعايش أصبح واجباً دينياً وإنسانياً حتمياً، باعتبار أن حياة البشر بطبيعتها تقوم على التعاون وفي الوقت نفسه على الاختلاف والتنوع.
إن تبادل المعرفة والخبرات في مجالات مختلفة مثل الاستثمار والسياحة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة، ستساهم بشكل كبير من ازدهار المعرفة والتحقيق المصالح المشتركة لشعوب البلدين واستفادة من الخبرات في كل المجالات.
وحكومة دولة الإمارات، قيادة وشعباً، تؤمن بضرورة التعايش السلمي بين الدول وصولاً إلى تحقيق هدف الإنسانية في عالم يسوده السلم والأمن والاستقرار والتنمية، إيماناً من قيادتها الحكيمة بأن تحقيق السلام والأمن هو المدخل الأساسي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لجميع شعوب العالم.
الإمارات تعرف بالضبط نواياها تجاه الفلسطينيين وقضيتهم، ولم تتوقف عن دعمهم منذ ما قبل تأسيس الدولة ولحد يومنا هذا. ورغم محاولات التشكيك في تلك النوايا، فالحكم على موقف الإمارات يبقى في أيدي الفلسطينيين وليس ما تروجه السلطة الفلسطينية الغارقة في تفككها، وفسادها، أو حماس التي تحار وهي تهاجم أخلاقيات الإمارات، هل تسترضي «الأخوان»، أم قطر، أم تركيا؟ بالتأكيد أن أياً من المنقسمين على أنفسهم على حساب الشعب الفلسطيني، والمتاجرين بالقضية، لا يناسبه أي تحرك إيجابي يعزز من فرص السلام.
الإمارات تستثمر في التعايش والتنمية، والرافضون المؤنبون يستثمرون في البؤس والمآسي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"