أساليب التدريس أبرز تحديات التعليم الهجين

يتطلب تحولاً شاملاً في الأنظمة
04:44 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: محمد الماحي

يشكل «التعليم الهجين» إحدى الركائز الأساسية التي تدعم جودة واستدامة العملية التعليمية خلال العام الدراسي الجديد، بعد أن ارتأت وزارة التربية والتعليم تطبيق هذا النموذج التعليمي الذي يجمع ما بين التعليم المباشر والتعلم الذكي في منظومتها التعليمية لتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة لكافة مكونات العملية التعليمية.
ويتطلب التعليم الهجين تحولاً شاملاً في أنظمة التعليم، وخلق بيئة تعليمية قادرة على مواكبة التطور التقني المتسارع وتصميم المناهج بشكل تفاعلي واختيار الأساليب التدريسية المناسبة يساعد في جودة الحياة الرقمية عند تقديم التعليم الهجين.
ويكتسب «التعليم الهجين» أهمية بالغة كونه الأول من نوعه القائم على الجمع بين التعليم داخل المدرسة، والتعليم عن بُعْد، وفق إطار ذكي ومتوازن يضمن توفير التعليم الأفضل لمبتكري ومبدعي المستقبل عبر طرق تدريس جديدة، تضمن تمكين الأجيال الجديدة من تولي زمام المبادرة لقيادة دفة التنمية الشاملة وصنع واستشراف المستقبل.

كشفت وزارة التربية والتعليم أنها تعمل حالياً على إعداد مناهج دراسية تتناسب ونظام التعليم الهجين الذي يجمع بين التعليم التقليدي والذكي، بهدف تحقيق أقصى درجة من المخرجات التعليمية التي تسعى إليها قيادتنا الرشيدة.
وأكدت أن التعليم الهجين سيسهم بشكل كبير في تطوير التعليم وفقاً لأحدث النظم التربوية بمختلف دول العالم والتي تم اتباعها مؤخراً لمواجهة جائحة كورونا، وأوضحت أن النظام الجديد سيدعم تغيير خارطة التعليم بالمنطقة للأفضل مستقبلاً، فضلاً عن دوره في إفراز فرص عمل جديدة لم تكن موجودة على الساحة من قبل.
وأفادت بأنها تعتزم في الفترة المقبلة تطوير مهارات الكوادر التعليمية بالمدرسة الإماراتية من خلال تنظيم دورات تدريبية وورش عمل مهجنة لتمكينهم من آليات النظام التعليمي الجديد.
وذكرت أن التعليم الهجين سيسهم في بناء قاعدة عريضة من الكوادر الوطنية الفاعلة.
استراتيجية حديثة
وأشارت إلى أن التعليم الهجين يمثل استراتيجية تعليمية حديثة تمزج بين التدريس التقليدي والتعليم الافتراضي بين المعلمين والطلبة، ويسهم أيضاً في تطويع المنظومة التعليمية وفقاً لاحتياجات الطلبة بمختلف فئاتهم ومراحلهم التعليمية.
وأردفت بأن له دوراً فاعلاً ومتوافقاً مع مختلف الظروف الاستثنائية والطارئة، موضحة أنه يشتمل على العديد من موارد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي يتم تصميمها لتتكامل مع بعضها البعض كنظم إدارة التعليم والبرمجيات التعليمية والمقررات الافتراضية ومقررات التعليم الذاتي.
وأبانت أن تطبيق استراتيجية التعليم الهجين بالمدرسة الإماراتية سيسهم بدوره في تغيير الكثير من المفاهيم كالوقت فلم يعد التعليم قاصراً على ساعات محددة أو يوم دراسي محدد، فضلاً عن انعكاسه على مفهوم المكان فلم يعد التعليم قاصراً على جدران الفصول الدراسية أو مبنى المدرسة أو الجامعة.
الآلية التطبيقية
وحول تصميم المناهج بشكل تفاعلي واختيار الأساليب المناسبة للتعليم الهجين استطلعت «الخليج» آراء خبراء ومتخصصين وأطراف العملية التربوية في الدولة، بهدف تطوير التعليم وفقاً لأحدث النظم التربوية بمختلف دول العالم والتعرف على الآلية التطبيقية والخطة الاستراتيجية للنظام التعليمي الجديد.
يقول الخبير التربوي سالم زايد الطنيجي، إن التعليم الهجين ليس حلاً مؤقتاً لمواجهة أزمة كورونا، بل هو تحول جديد في مسيرة التعليم، والذي سيعزز عملية التفاعل بين الطلبة والمعلمين، ويوفر تقارير فورية عن أداء الطالب، مما يسهل على الطلبة تقييم أنفسهم ومستوى تقدمهم في التعليم، ويتطلب النظام الجديد منظومة الكترونية تفاعلية تربط بين الكتب التفاعلية والمكتبة السمعية والبصرية والمنحنى التدريبي الإلكتروني للمعلم، ونظام إدارة امتحانات ذكية
وأضاف: يستند نموذج التعليم الهجين إلى استخدام مجموعة متنوعة من تقنيات التعلم لتقديم المحتوى ومواد التعلم المرقمنة، مع إشراك الدارسين وتعزيز مهاراتهم وكفاءاتهم، وضمان تحقيق مخرجات تعلم لجميع الدورات من خلال التصميم الفعال لمواد التعلم وعناصر التعلم الداعم والتعلم الرقمي.
اتصال مؤثر
ويتفق الخبير التربوي محمد راشد رشود مع ما سبق ويضيف إليه: إن أهم محاور جودة الحياة الرقمية في التعليم الهجين هو تصميم المنهج التفاعلي، وإشراك جميع عناصر العملية التعليمية بدور اتصالي مؤثر، يجعله أشبه بنظام كوني متكامل يلعب جميع أطراف العملية التعليمية فيه دوراً مهماً.
وأهم مميزات التعليم الهجين هو الاستثمار الأمثل للوقت والموارد، وتحقيق التعلم الفاعل في البيئة الصفية، وتفعيل المشاريع التعليمية، وهو ما يتوقع تحقيقه من منظومة المدرسة الإماراتية.
ولفت إلى أن هذا النظام يعزز تفاعل الطالب مع زملائه من خلال التعليم الإلكتروني، خصوصاً أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت محط اهتمام لدى جيل الشباب، مما يسهل رفد الطلبة بأفضل الخبرات التعليمية، كما يوفر التعليم الهجين مرونة في تحديد الإطار الزمني والذي يمكن التحكم به، بما يتناسب مع كل طالب بشكل منفرد.
وأضاف أن التعليم الهجين يتطلب مهارة أكبر من قبل المعلم، وهو الخيار الأصعب.
الطرق القديمة
أما الخبير التربوي مانع النعيمي، فيرى أن نظام التعليم الهجين يتطلب تحويل المناهج الدراسية إلى إلكترونية تفاعلية ليتماشى مع أحدث التقنيات، لافتاً إلى أن المناهج التفاعلية ستنقل الطلبة من الطرق القديمة بالتعليم إلى تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
وشدد على ضرورة التفريق بين المدرسة الرقمية، والمدرسة الذكية، لافتاً إلى أنه في حين تهتم المدرسة الرقمية بالتقنية والأساليب الإلكترونية، فإن المدرسة الذكية تتعلق بمنظومة متكاملة تحكمها معايير محددة لكل من القيادة المدرسية والمعلم والمتعلم والمنهج الدراسي والبيئة التعليمية وتمتد إلى علاقات الشراكة مع ذوي الطلبة والمجتمع ككل، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بفلسفة التعلم الذكي بكل جوانبها من إعداد المعلم، وبناء المنهج التفاعلي، ووضع الأساليب التدريسية التي تتوافق مع المنهج، واختيار التكنولوجيا لكل منهج بشكل منفصل، وتطوير القيادات التربوية وفق الأفكار الحديثة لبناء الإنسان، وإشراك أولياء الأمور في منظومة التعلم الذكي، لدمج ما يحصل عليه الطالب في المدرسة مع حياة اليومية، وضرورة تبادل الخبرات والاستفادة من الناجحة منها للتحول إلى المدرسة الذكية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"