الأسرة.. كلمة السر بتفوق الطلاب في «التعليم عن بعد»

مسؤولة عن تميزهم في عام دراسي استثنائي
04:41 صباحا
قراءة 8 دقائق
تحقيق: إيمان سرور

وجدت الأسر المواطنة والمقيمة في دولة الإمارات نفسها في عام دراسي استثنائي، شكلاً ومضموناً؛ بفعل الظرف الصحي الطارئ، وتأثيراته المباشرة في التعلم، والتداعيات التي أفرزتها جائحة فيروس «كورونا» المستجد، التي شكلت هاجساً لأغلب الأسر، إلا أن هذا الوضع لم يؤثر بأي حال من الأحوال في مستقبل الأبناء الدراسي في ظل الحس الوطني الذي يتحلى به الجميع، وبفضل الاستراتيجيات التي تبنتها القيادة الرشيدة، التي تصب في مصلحة أفراد المجتمع بشكل عام، والطالب بشكل خاص؛ حيث إن الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها كانت فاعلة لتدارك كل ما من شأنه أن يشكل إرهاصات للطالب وأسرته، كما أعادت تلك الإجراءات ترتيب أولويات الأفراد والأسر والمؤسسات، حتى تكون أجيال ومؤسسات ما بعد «كورونا» أفضل بكثير مما كانت عليه قبل الجائحة.
وكشفت نتائج العام الدراسي الماضي تحقيق الأبناء بمختلف مستوياتهم التعليمية النجاح والتميز في امتحاناتهم التي أدوها عن بُعد، والتي أثلجت صدور أولياء الأمور، بعد أن عانى الآباء والأمهات تحديات تمثلت في متابعة دراسة الأبناء أثناء تلقيهم دروسهم الافتراضية، والاهتمام بإدارة أوقاتهم، ومراعاة حالتهم الصحية والنفسية.

يؤكد خبراء تربويون، وأخصائيون اجتماعيون ونفسانيون ل«الخليج» أن بعض الأسر تواجه صعوبة في مهمة تيسير التعليم عن بعد لأبنائهم، لاسيما محدودي التعليم والموارد؛ حيث تشكل التكنولوجيا عائقاً لهم في متابعة الدروس مع أبنائهم؛ لكنها في الوقت استطاعت أن تذلل تلك الصعوبات؛ عبر تشجيع الأبناء على المثابرة والاجتهاد؛ لتحقيق النجاح والتميز، لافتين إلى أنه إذا كان الدعم من الأسرة كافياً فلن يتأثر الأبناء، أما في حالة عدم توفر الدعم فسيعاني الأطفال تأخر دمج مهاراتهم.
مفارقات
يقول الدكتور عادل أحمد كراني، استشاري طب نفسي: إن من نتائج «كوفيد 19» الأولية، كانت الدراسة من المنزل، وليست هناك سابقة أن درس الطالب من منزله؛ لكن انتهى العام الدراسي الماضي وبدء الجديد على خير ما يرام، وكانت هناك مفارقات بين من أخذ هذه الفرصة بجدية من الوالدين وأصبح أحدهما أو كلاهما يجلس ويتابع ما يتعلمه الطالب، ويستمعان إلى الحصص؛ ليساعدانه في تلقي وفهم الدروس، ويعملان على تشجيعه؛ لكي لا يقع فريسه الإهمال، مشيراً إلى أن الآباء والأمهات أصبحوا في ظل فيروس «كورونا» المستجد، أشد حرصاً على التعليم، ومعرفة مهارات أبنائهم وتنميتها، ما أدى إلى تميز عدد كبير منهم.
ويؤكد أن التميز في التعليم المنزلي، أصبح مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى اهتمام الوالدين أو أحدهما بتنظيم الوقت للطالب، ومعرفته بالتكنولوجيا، ومتابعة ما يشرح له من دروس ومراجعة الفروض، وأخذوا على عاتقهم الكثير من الأمور التي تشجع الطالب وتدعمه على الاستمرار في التعليم والارتقاء بمستواه الدراسي حتى وإن كان يدرس من منزله، مشيراً إلى أنه يوجد في المقابل آباء وأمهات لا يستطيعوا أن يواكبوا الدراسة في المنزل مع أبنائهم لغيابهم عن التكنولوجيا، فأصبح أبناؤهم أقل مهارة وتركيزاً، كما أن هناك آباء وأمهات عودوا الأبناء على حل الواجبات الدراسية نيابة عنهم، وهذا يخلق الاتكالية لديهم ويقودهم إلى الإهمال لدراستهم؛ لذلك فإن دور الأبوين مهم؛ لتميز الأبناء أو إهمالهم لدراستهم ورسوبهم، ما يؤكد لنا بأن التعليم ينبع في الأساس من المنزل، واهتمام الأسرة بأبنائها.
عنصر مهم
ويقول عمر عبد العزيز، مدير مدرسة، أن دور البيت يعد عنصراً مهماً في نجاح العملية التعليمية؛ بل يعد شريكاً مهماً في متابعة عملية التعليم، فالمدرسة معنية بتوفير البيئة التعليمية الجاذبة للطالب، وتوفر كل سبل الأمن والسلامة، بما فيها السلامة الصحية والنفسية له في ظل الجائحة التي يمر بها العالم، والتي تسببت في إغلاق مدارس وجامعات ومعاهد معظم بلدان العالم، إلا أن القيادة الرشيدة اتخذت القرار الحكيم باستمرار عجلة التعليم بالدولة، هذا القرار أثبت ثقة القيادة في أدوات وإمكانات الدولة؛ للتحول من التعليم التقليدي المباشر إلى التعلم الافتراضي (عن بُعد)، هذه النقلة النوعية حققت نجاحاً باهراً؛ من خلال استعدادات الدولة عبر الشبكة الرقمية، وتوفير الأجهزة الحديثة المستخدمة في تطبيق التجربة مع وجود كفاءات بشرية، تمتلك المهارات اللازمة؛ للتعامل مع هذه النقلة النوعية في التعليم، إضافة إلى تعاون كبير فعّال من قبل أولياء الأمور الذين تمّيز أغلبهم بالوعي الكافي؛ لدعم هذه التجربة وإنجاحها عن طريق تواجدهم مع أبنائهم جنباً إلى جنب، مستشعرين بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، كل ذلك التعاون المشترك ألقى بظلاله على نجاح هذه التجربة، وحقق التميز والتفوق للأبناء.
دور كبير
يرى أحمد الحمادي (معلم متقاعد)، أن هناك من الأسر كان دورها عظيماً وفاعلاً، وأثره واضحاً في الطالب، وهذه الشريحة من أولياء الأمور كانت نسبتها كبيرة، كشفتها الظروف التعليمية الاستثنائية، وهي نسبة الأمهات اللائي كان لديهن الأثر الكبير في تميز أبنائهن، ولعبن الدور الأكبر في توجيه وإرشاد الأبناء والجلوس معهم أثناء التعلم عن بُعد والتواصل مع إدارات المدارس؛ للاطلاع على ما يستجد في التعلم الافتراضي أولاً بأول، لترشد وتوجه وتساعد ولدها أو ابنتها لتستمر وتتميز، ولا شك أن الوالدين يلعبان دوراً كبيراً في دراسة الأبناء وتفوقهم ولا يتأتى ذلك إلا من خلال قيامهم بتأسيسهم بأساس قوي من الصغر، ومتابعتهم المتابعة المستمرة خلال سنوات دراستهم، مشيراً إلى أنه في الوقت الحاضر قد يجد بعض الآباء صعوبة في متابعة أبنائهم في ظل التطور التكنولوجي في شتى المجالات ومنها التعليم؛ لكن يمكن لهم الاستعانة بالأبناء الأكبر سناً في مساعدة إخوانهم الصغار.
مبادئ المسؤولية
التفوق لا يأتي مصادفة، وتربية الطالب المتفوق ليست صعبة، كلمات بدأ بها عمر الجنيبي -اختصاصي اجتماعي، وإن كانت كذلك في بدايتها، لكن بعد تلقينه مبادئ المسؤولية وتنظيم وقته، لا تتطلب إلا الرقابة الواعية من الأبوين اللذين يقومان بمساندة أبنائهما المتفوقين، مشيراً إلى أن البيئة المحيطة بالمتميزين دراسياً إذا توافرت؛ تؤدي حتماً إلى التفوق في نهاية الطريق، وأن حصول الطالب على أعلى المعدلات الأكاديمية، هدف وطموح يشترك في تحقيقه عدة أطراف، أهمها تعاون الأسرة والمعلم، خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي نمر بها جميعاً، مؤكداً أن الأسرة تلعب دوراً كبيراً في تفوق أبنائها، يبدأ من فهمها لقدراتهم وميزاتهم العقلية والنفسية، وإذا لم يفهم الأهل ذلك فهم يهدرون فرص تفوقهم.
استشعار الهمم
يؤكد خالد السعيدي، مدير مدرسة التفوق للتعليم الثانوي، أن التعليم عن بُعد يحتاج إلى تغيير في ثقافة المجتمع، لاسيّما طريقة التعليم الإلكتروني للأبناء من المنزل، مشيراً إلى أنه يجب على كل أم وأب أن يستشعروا الهمة والعزيمة وأن يتحملوا الجزء الأكبر من المسؤولية تجاه تعليم أبنائهم في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وأن يحولوا بيوتهم إلى غرف صفية من أجل بيئة تعليمية جاذبة للطالب، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم سهلت كثيراً من الأمور التي ساهمت في استمرارية التعليم للطالب؛ منها: توفير البرامج التعليمية الافتراضية، وكان ذلك هو أبرز التحديات التي واجهت الدولة، لافتاً إلى أن أولياء الأمور لعبوا هذا العام دوراً رئيسياً ليس فقط في الجانب التعليمي؛ لكنهم وقفوا على الصعوبات التي كان يواجهها الأبناء؛ حيث أدرك الآباء والأمهات أماكن الضعف والقوة لدى أبنائهم، وأصبح ولي الأمر عنصراً أساسياً في التعاون مع الإدارة المدرسية والمعلمين في معالجة تلك الصعوبات، والاهتمام بالطالب وإدارة وقته أثناء التعليم الافتراضي حتى لا يشعر الطالب أن هناك انقطاعاً للعملية التعليمية بإغلاق مدرسته.
تضحيات
وتقول نهال البدري- ولية أمر، أن فترة كورونا كانت صعبة على الجميع، خاصة على الأسر التي لديها تلاميذ في المدارس، وبانتقال التعليم من الواقعي إلى الافتراضي، عانى العديد من الأمهات والآباء مشاكل تمثلت في كيفية التعامل مع وسائل التقنية الحديثة إلا أن هؤلاء قدموا تضحيات كبيرة في سبيل أن يتفوق الأبناء في دراستهم عن بُعد؛ من خلال المتابعة المستمرة، والتشجيع والقيام بالدور الإرشادي والتوجيهي لهم، وهذا ما أفزرته نتائج العام الماضي الذي حقق فيه الأبناء تفوقاً أثلج صدور أُسرهم، على الرغم من الظروف الصعبة التي عاشوها في ظل جائحة فيروس «كورونا» المستجد.
تقول فاطمة الكندي- ولية أمر، عن تفوق ابنتها عائشة التي حققت معدل 98% المسار العام، إنها عودتها الاعتماد على الذات منذ نعومة أظافرها، وعلى روح التحدي، وشجعتها على بذل كل ما بوسعها من جهد حتى تتحقق أهدافها التي رسمتها لنفسها منذ بداية مشوارها التعليمي، كما ساعدتها على تنظيم وقتها، خاصة وأن هذا العام يعد عاماً استثنائياً، يتطلب تخصيص أوقات للدراسة عن بُعد، وأنه قد يحرم الطالب من الخروج إلى المتنزهات؛ لكنها وفرت الأجواء المناسبة لابنتها وأشركتها في تنفيذ أعمال أخرى تفيدها لحياتها المستقبلية، كما سمحت لها بمشاركة صديقاتها الحديث واللعب عن بُعد (افتراضياً) ومتابعة المفيد في التلفاز في أوقات معينة، حتى لا يتسرب إلى نفسها الملل من الجلوس في المنزل والمذاكرة الطويلة، مشيرة إلى أنه ليس صحيحاً أن الطلبة المتفوقين يتم حبسهم في غرف مغلقة، وينكبون طوال الوقت على الكتب.
رغم التحديات
يقول بهاء الدين خنفر- ولي أمر، إن دولتنا اجتازت بنجاح هذه المرحلة الاستثنائية على الرغم من التحديات؛ نتيجة الخطوات الاستباقية، وعلينا كآباء وأمهات بذل المزيد من الجهود؛ لمتابعة الأبناء وإعدادهم أكاديمياً وتهيئتهم نفسياً لمواصلة تعليمهم، مشيراً إلى أن الوزارة هيأت لبناء منظومة تعليمية، يشكل التعلم الذكي فيها مرتكزاً أساسياً، كما عززت القدرات التعليمية المتصلة بتدريب المعلمين، وقدمت النصح والإرشاد لأولياء الأمور والطلبة، ووفرت منصات تعلم رقمية، وواءمتها مع المناهج الدراسية، إضافة إلى امتلاك الأدوات التقنية الأساسية لاستمرار التعلم عن بُعد، وخلق مجتمع مسؤول وواعٍ ومتعاون، كلها عوامل ساهمت في نجاح عملية التعلم عن بُعد وتحقيق النجاح لأبنائنا.

إعلان الفائزين في «مواهب»

أعلن مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات بمدينة دبا الحصن التابع لمجلس الشارقة للتعليم بحكومة الشارقة عن أسماء الفائزين في مسابقة منصة مواهب واعدة لفئة أولياء الأمور وفئتي الطلاب من سن 6-12 سنة و 13- 17 سنة .
جرى تحكيم المسابقة من لجنة تحكيم مكونة من المعلمين آسر آمين محمد المسيري وأحمد راشد الهنداسي وفؤاد اشتفاق.
من جانبه تقدم محمد راشد رشود الحمودي رئيس المجلس بالتهنئة لجميع الفائزين داعياً الله التوفيق للجميع.

نادي الذيد يحاضر حول العام الدراسي

نظم نادي الذيد الثقافي الرياضي محاضرة عن بعد، عبر «زووم» وحسابات التواصل الاجتماعي للنادي بعنوان «لنستعد معاً لعام دراسي جديد» قدمتها المدربة والمرشدة الأسرية عنود الزيودي، بهدف وضع الأسس الأساسية للأسرة عن كيفية الاستعداد النفسي للأبناء لاستقبال العام الدراسي الجديد بإيجابية. وركزت المحاضرة على الاستعداد النفسي للطالب من خلال الاستعداد ( الذهني - البدني - المعنوي - النفسي ). وتأتي هذه المحاضرة في إطار الخطة الاستراتيجية للجنة الثقافية والمجتمعية بالنادي.

«إسعاد» تجدد تعاقدها مع «أمتي دبي»

جددت لجنة بطاقة إسعاد التابعة للقيادة العامة لشرطة دبي، تعاقدها مع جامعة «أمتي دبي»، للعام الثاني على التوالي، مقدمة لحاملي البطاقة منحاً دراسية جديدة وخصومات بنسب مرتفعة.
ووفقاً لاستمارة تقديم العروض الجديدة المعتمدة من قبل الدكتورة كافينا شوكلا، مساعد نائب المدير للقبول والتسجيل في الجامعة، ومنى محمد العامري، رئيس لجنة «إسعاد»، قدمت الجامعة إلى اللجنة 5 منح دراسية كاملة، إضافة إلى الاستمرار في سريان الخصومات السابقة المقدمة لحاملي البطاقة في عام 2019م.

تسليم الكتب بأبوظبي اليوم

تبدأ مدارس أبوظبي الحكومية اليوم توزيع كتب الفصل الدراسي الأول على الطلبة الذين يدرسون التعليم الواقعي في الصفوف الدراسية ، فيما تمت دعوة أولياء أمور الطلبة الذين يدرسون عن بعد لاستلام الكتب صباح اليوم من مدارس أبنائهم، مشيرين إلى أن عملية تسليم الكتب ستستمر حتى يوم الخميس .
وتسلمت المدارس الكتب من المطابع مع نهاية الأسبوع الماضي.
من جانب آخر أكدت مدارس الحلقة الثالثة في أبوظبي، بدء إجراء فحص كوفيد 19 للطلبة في مدارسهم، اعتباراً من اليوم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"