العلاقة الإماراتية الفلسطينية

03:53 صباحا
قراءة دقيقتين

عبدالله محمد السبب

الشيء بالشيء يُذْكَر، والحدث بالحديث يُفَصَّل، الأمر الذي يَحْملنا على تصفح شيء من أبواب ومواد وبنود دستور دولة الإمارات العربية المتحدة، للوقوف على مقومات الاستراتيجية الخارجية للدولة وعلاقاتها بدول العالم وشعوبها:
(الباب الأول: الاتحاد ومقوماته وأهدافه الأساسية): {مادة (6) الاتحاد جزء من الوطن العربي الكبير، وتربطه به روابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك؛ وشعب الاتحاد شعب واحد، وهو جزء من الأمة العربية. مادة (12) تستهدف سياسة الاتحاد الخارجية نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب، على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والخلاق المثلى الدولية}.
على ضوء ما تقدم، وفي ظل الصورة الحقيقية والواقعية للعلاقات الإماراتية الخارجية، المتسمة بالحكمة والاعتدال، والمرتكزة على قواعد استراتيجية ثابتة تتمثل في الحرص على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة واحترامها للمواثيق والقوانين الدولية، نتعرف قليلاً على العلاقة القائمة بين دولة الإمارات ودولة فلسطين، على النحو التاريخي السياسي والاقتصادي التالي:
تتشارك الدولتان بروابط ثقافية قوية ومتشابهة، ودولة الإمارات كغيرها من البلدان الإسلامية تدعم استقلال فلسطين، ويُقيم مئات آلاف الفلسطينيين في الإمارات بغرض العيش والعمل فيها.. وكما أن لدى فلسطين سفارة في أبوظبي وقنصلية عامة في دبي، فللإمارات مكتب في فلسطين. وقد بدأت العلاقات الإماراتية الفلسطينية الرسمية في عام 1968 حين تم افتتاح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في أبوظبي، وفي 5 فبراير 1989 وضع المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والرئيس ياسر عرفات حجر الأساس لسفارة دولة فلسطين وافتتحت في 2 مايو 2010.
وتُعد الإمارات أول دولة عربية تعترف بدولة فلسطين بعد إعلان استقلالها في عام 1988، كما وتتبنى موقفاً ثابتاً في دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتقدم مساهمة كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية لتمكين الفلسطينيين من الصمود على أرضهم حتى تتحقق دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وهذا ما أكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، في كلمته التي وجهها إلى الجالية الفلسطينية في نهاية شهر أغسطس الماضي بمناسبة تأسيس (نادي الصداقة الإماراتي - الفلسطيني)، حيث ثمن سموه الدور الفلسطيني في نهضة دولة الإمارات خلال العقود الماضية، متطلعاً إلى استمرار العطاء الإيجابي للجالية الفلسطينية بكل أفرادها في المرحلة المقبلة، ومشيراً إلى أن دولة الإمارات ستكون كما كانت دائماً الحاضنة الأمينة لهم ولأسرهم، مع التأكيد على أن خيار السلام مع إسرائيل استراتيجي ولن يكون على حساب الفلسطينيين، وأن موقف الإمارات ثابت وراسخ في دعمه للموقف العربي، الداعي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، حيث الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية على خطى الدعم التاريخي الذي قدمته الإمارات، وهو موقف نابع من قناعة متجذرة لا تغيره أية اعتبارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"