زحف حركة شباب الديمقراطيين

03:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
عاطف الغمري

أظهر استطلاع لمعهد جالوب أن كثيراً من الأمريكيين يتحولون لتأييد ترامب

اختارت حركة الشباب التابعة للحزب الديمقراطى إدارة حملة مضادة لإعادة انتخاب ترامب لفترة رئاسة ثانية عام 2020، بنفس الطريقة التي اعتاد شباب منظمة «الإيباك» اليهودية، القيام بها في أوقات الاستعداد لانتخابات الرئاسة أو الكونجرس.

فكان ضمن وسائل «الإيباك» في التأثير على المرشحين، إعداد جيش من شباب اليهود في مختلف الولايات، للقيام بحملات دعاية للمرشح الذي يلتزم باتخاذ مواقف داعمة لإسرائيل في حالة فوزه في الانتخابات. فهم يتحركون في مختلف المدن يطرقون أبواب البيوت، ويوزعون المنشورات، ويرسلون رسائل بالإيميلات إلى السكان، ويجرون مكالمات هاتفية لصالح المرشح الذي يختارونه، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانات غنائية في الميادين. وكل هذه الوسائل لم يكن المرشح يستطيع القيام بها منفرداً، خاصة أنها تحتاج إلى حشد كبير من المتطوعين، وإنفاق الكثير من الأموال.

وبينما يستعد الأمريكيون لانتخابات الرئاسة القادمة، فإن حركة شباب الديمقراطيين، نظمت تحركات مشابهة تحت اسم «الزحف الكبير»، بدأت منذ عام 2018، عندما نزل مئات الألوف إلى الشوارع رفضاً لإعادة انتخاب ترامب، ورغم برودة تقلب الجو فإن شباب الحملة لم يتوقفوا عن النزول إلى الشوارع، وطرق الأبواب. ولكن هل يمكن لهذه الحملة أن تحقق أهدافها.

الحقيقة أنها تجد في مواجهتها تحولاً نسبياً لصالح الجمهوريين من بعد تبرئة مجلس الشيوخ لترامب من الاتهامات التي وجهها إليه الديمقراطيون، وبدأوها بإجراءات محاكمته في مجلس النواب والتي انتهت إلى إدانة ترامب، ولكن ترامب استطاع طبقاً لخطة محكمة ومدروسة بينه وبين أعضاء مجلس الأمن القومي، ومستشارين آخرين، أن يلتف على حملة الديمقراطيين ضده، بأن قدم نفسه للرأى العام في صورة «الضحية»، التي تحاول قوى الديمقراطيين الانقضاض عليها لصالح طموحاتهم في الفوز في الانتخابات القادمة، وشملت الخطة اتهامات مضادة للحزب الديمقراطي، يحاول بها إظهار أخطائهم أشد فداحة مما يتهمونه بها.

وكان واضعو خطة الضحية يستلهمون نفس حادثة محاولة محاكمة الرئيس بيل كلينتون عام 1996، التي أفلت منها كلينتون حين خرجت وسائل إعلام أمريكية بمعلومات تثبت أن هدف الجمهوريين لم يكن لصالح العدالة والقيم والمصالح العليا، بل لصالح أغراض حزبية تخصهم، وبذلك ظهر كلينتون أمام الأمريكيين في صورة الضحية، ولذلك توقفت إجراءات محاكمته، وفاز في الانتخابات ليعود رئيساً لولاية ثانية.

أما بالنسبة لترامب فقد أظهر استطلاع لمعهد جالوب، أن كثيراً من الأمريكيين يتحولون لتأييده، وبعد أن كانت نسبة مؤيديه في أكتوبر /تشرين الأول الماضي 39%، فإنها ارتفعت إلى 49%. وكان معهد جالوب قد لاحظ تحولاً مشابهاً لدى الرأي العام لصالح بيل كلينتون، في ذروة حملة الجمهوريين لمحاكمته وعزله.

يضاف إلى ذلك أن الحشود المؤيدة لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي قد تضاعف نشاطها، في ظروف يملك فيها الجمهوريون سيطرة أكبر على الانترنت، وإن إمكانات التكنولوجيا الحديثة أثبتت منذ بداية الألفية الثالثة القدرة على إحداث تحولات في أفكار الرأي العام.

ورغم ذلك كان الديمقراطيون يعلقون آمالاً على صدور كتاب جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق لترامب عن فترة عمله في البيت الأبيض، التي كشفت عن أسرار تشوه صورة ترامب، وقد تحدث تحولاً لغير صالحه.

المواجهة بين الجمهوريين والديمقراطيين لا تزال تتسم بالشراسة، وكل منهما يأمل أن يكون هو الفائز في انتخابات الرئاسة القادمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"