عادي

تقليص القوات ليس إنهاء للحرب

04:49 صباحا
قراءة دقيقتين
بريت ويلكنز *

قوبل إعلان الجيش الأمريكي قبل أيام، بأن آلاف الجنود سينسحبون قريباً من العراق، بتشكك من قبل نشطاء السلام الذين سارعوا إلى الإشارة إلى أن خفض عديد القوات ليس مثل إنهاء الحرب.

الجنرال فرانك ماكنزي قائد القيادة المركزية الأمريكية، قال إن عدد القوات الأمريكية في العراق سينخفض ​​من 5200 إلى 3000 خلال شهر سبتمبر/ أيلول، لكن النقاد قالوا إن هذا لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه وفاء من الرئيس دونالد ترامب، بوعده الانتخابي في عام 2016 لإنهاء حروب الأمة الخارجية المهدرة.

وقال ماكنزي في بيان، إن هذا الأثر المنخفض يسمح لنا بمواصلة تقديم المشورة والمساعدة لشركائنا العراقيين في اجتزاز بقايا «داعش» الأخيرة في العراق، وضمان هزيمتها الدائمة.

وأضاف ماكنزي أن قرار الانسحاب جاء نتيجة «ثقة الولايات المتحدة بزيادة قدرة قوات الأمن العراقية على العمل بشكل مستقل».

ولطالما كان قرار سحب القوات الأمريكية من العراق متوقعاً. وتخطط إدارة ترامب أيضاً لخفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان من 8600 إلى 4500، وهو أقل عدد منذ الأيام الأولى للحرب التي استمرت 19 عاماً.

وقالت الناشطة المؤسسة المشاركة ل CodePink، ميديا ​​بنجامين، إنه بينما «ترحب» مجموعتها بتخفيض القوات كخطوة في الاتجاه الصحيح، يجب أن يكون الهدف النهائي هو إنهاء الحرب التي بدأت في عام 2003.

وكتبت بنيامين: أن البرلمان العراقي «صوّت على انسحاب كامل لجميع القوات الأمريكية من بلادهم»، في وقت سابق من هذا العام. وتابعت: «إن إعلان ترامب، وتوقيته، هو اعتراف في موسم الانتخابات هذا بأن الشعب الأمريكي سئم وتعب من عقدين من الحروب المدمرة، والمكلفة، والعبثية، في الشرق الأوسط. ووعد ترامب كان إخراج الأقدام الأمريكية من هناك، وليس التقليص فقط». ويجب أن يفي بهذا الوعد بإعادة كل القوات إلى الوطن».

وقال فينسينت إيمانويل، وهو جندي سابق في مشاة البحرية خلال حرب العراق، حيث كان يعمل سابقاً مع قدامى المحاربين إن «الشعب العراقي لا يزال يتحمل القرارات المتخذة في واشنطن العاصمة بعد 16 عاماً من «بدء» الحرب».

ويتساءل: «من الذي يتخذ هذه القرارات؟، فلا يقتصر الأمر على أن الشعب العراقي ليس له رأي، فالناس في الولايات المتحدة أيضاً ليس لهم رأي. والنخب في الولايات المتحدة تتخذون هذه القرارات وهم لا يمثلون ما يريده الناس في أي من البلدين».

وغردت تريتا بارسي، المؤسسة المشاركة لمعهد (كوينسي فور ريسبونسبيل ستيت كرافت)، بأن «إنهاء الحروب وسحب القوات أمران مختلفان».

وكتبت بارسي: «في حين أن إعادة القوات إلى الوطن هو القرار الصحيح، فإن ترامب يصعّد في الوقت نفسه التوترات في المنطقة، وبذلك يجعل إنهاء الحرب أكثر صعوبة».

وحسب جامعة براون، يقدر مشروع تكاليف الحرب ب800 ألف شخص على الأقل، من بينهم 335 ألف مدني، لقوا حتفهم أثناء الحرب، بينما يقول أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية إن ما لا يقل عن 1.3 مليون شخص - وربما ما يصل إلى مليوني شخص - قُتلوا بشكل مباشر أو غير مباشر في ثلاث دول فقط: العراق، وأفغانستان، وباكستان.

* كاتب مقالات رأي وإعلامي مستقل.- (موقع كومون دريمز)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"