من منا لا يحب الزهور، ولا تنتعش روحه حين يهدى باقة منها، أو يهديها؟ للزهور سحر خاص، وعبق لا يقاوم. هي هدية كل المناسبات لأنها الأكثر قدرة على التعبير عن المشاعر. وتنتشر محال بيع الزهور بصورة كبيرة في الإمارات، ما يعبّر عن حب التهادي في ظل الاستقرار الذي يعيشه المجتمع.
يوضح أغيد محمود مدير فرع لمحل للشوكولاته والزهور، أن أكثر أنواع الزهور طلباً هي الورود ذات الأوراق المتعددة، والتي تتضمن عشرات الأنواع، والألوان، إلا أن أكثرها شيوعاً وطلباً: الأحمر، والأبيض، يليهما الوردي، يليه الأوركيد، و«الليلي» التي تعتبر من أنواع الزهور المميزة التي تفتح وتغلق أزهارها خلال اقتنائها، مشيراً إلى إن جائحة «كورونا» حولت الطلب بشكل أكبر إلى الإلكتروني، وعبر «واتس أب»، وبالرغم أن هنالك عدداً من الذين يحرصون على القدوم إلى مقر البيع والإشراف على تنسيق الباقة، إلا أن تقنين الزيارات ومنع التجمعات جعل الأغلبية يتجهون للطلب عن بعد.
ويؤكد محمود أن الطلب على الزهور لا موسم له، فالناس طوال العام يحبون التهادي بالزهور لأنها الهدية الأكثر تعبيراً عن المشاعر، إلا أن انتعاشه بالتأكيد مرتبط بمناسبات خاصة، منها عيد الأم، موسم التخرج، عيد الحب، منوهاً بأن أسعار الزهور تبدأ من 7 دراهم للزهرة، وتحدد حجم وأنواع الزهور المعدة في الباقة بحسب ميزانية المهدي، وحجم المناسبة.
ويضيف محمود: المواليد الجدد إن كانوا إناثاً تنسق للمناسبة باقات من الورود الوردية، والبيضاء، بينما للذكور الزرقاء الفاتحة والبيضاء، وبالنسبة للمرضى، فإن كانت امرأة تدمج ألوان الوردي والأبيض والبنفسجي، بينما يهدى الرجل المريض باقة من الورد الأصفر والبرتقالي والأبيض. ويشير إلى أن إهداء الأزهار للمتزوجين الجدد في المنزل يكون بالتنسيق مع ما يغلب على ألوان ديكور وأثاث منزلهم.
ثقافات
يوضح أسامة سليمان من محل للزهور: تتصدر هولندا قائمة الدول التي تستورد منها الزهور، فهي متخصصة في زراعتها واستيرادها من دول أخرى حتى أصبحت مصدراً رئيسياً، تنافسها في ذلك فرنسا، الإكوادور، كولومبيا، تايلند، كينيا، ومن أبرز الأزهار التي تستخدم في الباقات: الورود، والليلي، هيدرانجيا، تيوليب، السوسن، إضافة إلى الأوراق الخضراء التي تمنح تلك الباقات الشكل الأقرب للطبيعة. ويقول: «من خلال خبرتي الطويلة في مجال استيراد وتنسيق الزهور بت أعرف تماماً رغبات الثقافات المختلفة في ألوان الزهور وتصميم الباقات، فالإماراتيون يميلون للباقات المملوءة بالورود والزهور على أنواعها دونما أوراق خضراء، حيث يستشعرون قيمتها أكثر خاصة أنها للتهادي، لكنهم في الوقت نفسه يلتزمون بالإتيكيت الخاص بألوان الزهور بحسب المناسبة، بينما يميل الأجانب، خاصة الأوروبيين، إلى الإكثار من الفروع والأوراق الخضراء في باقات الزهور لأنها أكثر قرباً من الطبيعة، ولأنهم يستخدمونها لتزيين منازلهم، وبذلك فهي أطول عمراً، بينما يحرص الروس، والأوكرانيون، والدول المجاورة على اقتناء باقات تتكون من أزهار طويلة، وبأعداد فردية، بخاصة 31 أو51 زهرة، خصوصاً ورود الجوري. ويميل البريطانيون إلى اقتناء الباقات المتضمنة الزهور هادئة الألوان والأوراق الخضراء من دون تغليف لتكون أقرب للطبيعة، ويميل العرب عموماً إلى الاهتمام بتصميم الباقة سواء بتنوع ألوانها، والإضافات الخضراء، حتى التغليف الخارجي بالورق الأحمر، الذهبي، الأبيض، والفضي، أما الهنود فهم أكثر من يميل إلى جمع الألوان الفاقعة في الباقة الواحدة، وهو ما يترجم طبيعة ذوقهم فهم شعب محب للألوان المفعمة بالطاقة».
وحول ارتفاع أسعار الزهور، يشير سليمان إلى أن السبب في ارتفاع سعر شحنها من خارج الدولة الذي يعادل سعرها. وللمحافظة على عمر الزهور في المنزل يقدم سليمان عدة نصائح أهمها: تغيير المياه يومياً في الصيف، وكل يومين في الشتاء، والحرص على قص أسفل الغصن كل يومين بشكل مائل لتتمكن الأزهار من امتصاص الماء، مع الاحتفاظ بها في أدنى درجة حرارة في المكان، ففي محلات الزهور تحفظ بدرجة ما بين 7-10 درجات مئوية.
مشاعر الود
الكاتبتان د. نادية الحفني، ودعاء حبيب، ألفتا كتاب «الإتيكيت وفن التعامل مع الآخرين»، تقولان فيه: الزهور هي من أكثر الهدايا التي تعبر عن مشاعر الود والامتنان والشكر والاعتذار، وإهداء الأزهار يجب أن يراعي بشكل رئيسي نوع المناسبة، والشخص المهدى، ومع ذلك لا يفضل في بعض الأحيان كتقديمها عند حضور مناسبة رسمية، أو في العمل لأن ذلك قد يسبب الحرج للجميع، وقد يساء فهمها، أما الدعوات غير الرسمية فتفضل فيها الزهور على أن تكون هدية جماعية وليست فردية، كما هو حال ترقية أحدهم. ولغة الزهور رغم رقتها ولطافتها إلا أنها لا بد أن تتقن بعناية، فلا يجوز تقديم الزهور من قبل سيدة، أو آنسة إلى رجل، إلا إذا كان من أقارب الدرجة الأولى، ولا من رجل إلى آنسة إلا بمناسبات محددة، كعيد الميلاد، والتخرج، كما يجب عدم إرسال أزهار ذات أشواك، أو ذات رائحة نفاذة إن كانت لمريض، أو لأشخاص يقطنون قرب مزارع الزهور، أو يمتلكون الأراضي الزراعية لأنها متوفرة بكثرة لديهم، وحولهم.