حوار الطرشان في كليفلاند

03:43 صباحا
قراءة دقيقتين
يونس السيد

كثيراً ما سخر دونالد ترامب من منافسه الديمقراطي جو بايدن، وأطلق عليه أوصافاً عدة؛ لعل أبرزها «النعسان» قبل أن يفاجأ، خلال المناظرة الأولى بينهما في كليفلاند، بولاية أوهايو الثلاثاء الماضي، باستفاقة هائلة من «النعسان والبطيء» تخللها قيامه بهجوم شرس؛ قد يكون له الأثر الكبير في صناديق الاقتراع في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الأول المقبل.

المناظرة التي اعتبرت الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، بحسب المتخصصين؛ لكثرة ما شهدته من «شتائم» واتهامات متبادلة، حتى تحول المنبر إلى ساحة للفوضى، كشفت عن شخصيتين مختلفتين إلى حد التناقض في مختلف الموضوعات التي طرحت للنقاش، والتي تضمنت السجلات السياسية للرجلين، والمحكمة العليا، وجائحة كورونا، والاقتصاد، والعنف الذي شهدته المدن الأمريكية، وأخيراً نزاهة الانتخابات.

وعلى مدار 90 دقيقة، اندلعت بينهما معركة حامية الوطيس، كانت الغلبة فيها لبايدن، بحسب الخبراء، وهو الذي يتقدم أيضاً في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني، من دون أن يعني ذلك ضمان فوزه في الانتخابات المقبلة، ويعيد الخبراء إلى الأذهان التفوق الذي حققته هيلاري كلينتون في استطلاعات الرأي والمناظرات الثلاث التي جرت، خلال الانتخابات الماضية؛ لكن ترامب أحدث مفاجأة مدوية؛ بالفوز فيها. ربما يتوقف المراقبون عند أبرز محطات هذه المناظرة التى بدأت بإيماءة بين الرجلين بدلاً من المصافحة، وانتقلت منذ لحظاتها الأولى إلى الهجوم والهجوم المضاد، وأثار صمود بايدن خلالها دهشة الجميع؛ إذ بينما كان المراقبون يتوقعون أن يكون ترامب هو المبادر بالهجوم، لم يتردد المرشح الديمقراطي بأخذ زمام المبادرة، حين الحديث عن السجل السياسي لكليهما، وإقحام الأبناء والعائلة، مستخدماً ألفاظاً؛ مثل: «كاذب» و«أحمق» و«عنصري» وغيرها، فيما سارع ترامب إلى اتهامه بأنه لا يمت إلى الذكاء بصلة، وبأنه كان الأخير في صفه، وأنه دمية في يد اليسار الراديكالي.

ولكن مع رفض ترامب إدانة نظرية «تفوق العرق الأبيض»، ومهاجمة ابنه هانتر، وإصراره على أن الاقتراع بالبريد، سيشوبه التزوير، والتحذير من أن تولي بايدن الرئاسة؛ سيضر بالاقتصاد، هب الأخير بالقول: «أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة»، وأضاف: «كل ما يقوله حتى الآن كذب.. أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه، فقد أصبحنا أكثر ضعفاً وفقراً وانقساماً وعنفاً وعرضة للمرض تحت إدارته»، وحينما واصل ترامب مقاطعة خصمه صرخ به بايدن قائلاً: «هلا تخرس يا رجل»، ما دفع الصحفي كريس والاس الذي كان يدير المناظرة إلى التدخل.

الموضوع الأكثر سخونة في هذه المناظرة، والأكثر تأثيراً لدى الأمريكيين، كان جائحة «كورونا»، وكيفية تعامل ترامب معها؛ حيث حاول ترامب الدفاع عن إدارته؛ لكن بايدن أكد أن «الرئيس ليس لديه خطة، وكان يدرك منذ البداية خطورة الأزمة»، كما أن رفض ترامب التعهد، في حال خسارته الانتخابات، بانتقال سلمي للسلطة، مقابل تعهد بايدن باحترام نتائجها؛ أعطى الأخير نقطة إضافية للتفوق؛ لكن تبقى الكلمة الفصل لصناديق الاقتراع، التي ستحسم كل هذا الجدل في الثالث من نوفمبر/تشرين الأول المقبل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"