الإمارات والكويت.. تاريخ مشترك

03:30 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

إن رحيل أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله وطيب ثراه خلّف حزناً شديداً في دولة الإمارات، وبالأخص لما خلَّده الراحل من معزة كبيرة في قلوب القيادة الرشيدة لدولة الإمارات والشعب الإماراتي، الرجل الذي كانت أياديه البيضاء تحل في كل مكان في العالم تحمل معها كل خير لكل الناس سواء في الخارج أو في دولة الكويت.

لكويت الخير وإمارات السلام تاريخ مشترك ومصير واحد على مر التاريخ، فهما درة الخليج والقلب النابض للمنطقة، وتمتد منهما الأيادي البيضاء التي تقدم المساعدة والعون للعالم بمختلف المجالات، وبينهما علاقة نمو شهدها التاريخ في جميع القطاعات سواء التعليمية أو الصحية أو الصناعية أو الاقتصادية أو السياسية، وقرارات وحدت المصير المشترك بين البلدين ومواقف كبيرة شهدتها الدولتان في ميادين الحروب.

كان القائدان العظيمان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمهما الله وطيب ثراهما من وضعا الحجر الأساسي للعلاقات بين البلدين، وقد امتدت علاقة الدم والأخوة بين البلدين منذ عقود، فساهم الراحلان في ترسيخ العلاقات التنموية بين البلدين في شتى المجالات، وعلى رأسها التعليم والصحة، فاليوم بفضل الله ثم القيادات الرشيدة للدولتين تشهد جميع القطاعات نمواً بين البلدين في شتى المجالات.

في حرب تحرير الكويت 1991 كان لدولة الإمارات دور رئيسي في تحرير البلد الشقيق، انطلاقاً من واجبها ومسؤولياتها تجاه أشقائها، فقد وضعت الإمارات كل طاقاتها لأجل تحرير الأراضي الكويتية، ويشهد الكويت قيادات وشعباً بأن القوات المسلحة الإماراتية وقفت بجانب القوات الكويتية إلى أن تحرر آخر شبر من الكويت، وقد قدمت دولة الإمارات حينذاك شهداء وجرحى ، وأيضاً فتحت حدودها وبيوتها لاستضافة الشعب الكويتي في وقت الحرب الغاشمة، وهذا يدل على عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين.

أيضاً يشهد التاريخ الاقتصادي لدولة الإمارات والكويت نمواً قبل اكتشاف النفط، فكان تعاون ما قبل اكتشاف النفط أحد سبل التعاون بين الشعبين والبلدين، فموانئ الإمارات والكويت كانت تشهد تزاحماً بين التجار الإماراتيين والكويتيين استمر لعقود من الزمن، وتطور الاقتصاد بعد اكتشاف النفط وازدهر النمو والتطور وأصبح التبادل بمليارات الدولارات، ما أدى إلى بناء قوتين اقتصاديتين في المنطقة والعالم.

لدولة الكويت في خمسينات القرن الماضي نقلات كبيرة في التعليم في دولة الإمارات، فقد ساهمت في إنشاء مدارس وتطويرها ودعمها بالكتب والمعلمين، كما أنشأت في الستينات مستشفيات في الإمارات، وأيضاً دعمت الثقافة والفن الجميل، وهذه الإنجازات الخالدة قدرها الشعب الإماراتي والقيادة الرشيدة، وهي خالدة في وجدان دولة الإمارات وفي ذاكرتها التاريخية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"