عادي

المناظرة.. إهانة لأمريكا

03:22 صباحا
قراءة دقيقتين
مايكل وينشيب *

كان الأمر أكثر منطقية وتميزاً بقدر أكبر من الكرامة والإثارة من عرض الرعب الذي ظهر أمام العالم ليلة الثلاثاء في أول مناظرة بين الرئيس دونالد ترامب والمنافس الديمقراطي جو بايدن.

بعد دقائق قليلة، حول ترامب المناظرة إلى مهزلة، مقاطعاً محاوره بشكل متكرر، ومتحدثاً خارج وقته المحدد، مطلقاً الأكاذيب، والانتهاكات الخطرة للاتفاقات التي تم إعدادها بعناية من قبل اللجنة الرسمية للمناظرات الرئاسية وموظفي الحملة؛ لإجراء مناقشة سياسية مناسبة. لقد تصرف كما لو كانت هذه إحدى تجمعاته، وأعاننا الله، على رجل يلعب بأدنى غرائزنا ويقوم بإهانة ذكائنا.

وبكل المقاييس، ما حدث هو ما خطط له طوال الوقت. كان المشهد مظهراً آخر من مظاهر المأساة المفروضة على الأمة والعالم من قبل شخص مصاب بجنون العظمة.

وفي استطلاعات الرأي، ربما كان ذلك يعد يأساً من جانبه، كما اقترح البعض، وحيلة؛ لجعل بايدن يبدو ضعيفاً. وإذا كان الأمر كذلك، فقد جاء بنتائج عكسية.

وكما لاحظ الكثيرون، فإن أدنى لحظة كانت رفض ترامب إدانة التفوق الأبيض، وطرح ما كان في الأساس دعوة لحمل السلاح لجماعة (براود بويز)، اليمينية التي تؤوي بلطجية من العنصريين يرحب بهم العديد من الجمهوريين، والذين كثيراً ما يظهرون في الاحتجاجات السلمية؛ للتهكم والتحريض وضرب بعض الرؤوس. وينكر أفراد ترامب أن هذا ما كان يقصده، لكن المجموعة الهامشية عملت بالفعل من «استعد وقف» صرخة لمعركة جديدة.

علاوة على ذلك، عندما سأل مدير الجلسة كريس والاس ترامب عما إذا كان «يحث مؤيديه على التزام الهدوء خلال هذه الفترة الممتدة (لفرز الأصوات)، وعدم الانخراط في أي اضطرابات مدنية»، رفض ترامب الإجابة وقال: «أنا أحثهم للذهاب إلى صناديق الاقتراع ومراقبتها بعناية شديدة؛ لأن هذا ما يجب أن يحدث» ومع هذا النوع من التشجيع، يمكن للمضايقات في يوم الانتخابات أن تعيدنا إلى أعمال شغب بروكس براذرز في عام 2000.

وفي النهاية، إن هناك أفكاراً قليلة تغيرت ليلة الثلاثاء. وكما قال المحلل الجمهوري مايك مورفي بإيجاز بعد المناظرة على قناة MSNBC: «الرجال منقسمون على ترامب والنساء تكرهه».

* كاتب حائز جائزة إيمي والمجموعة السياسة ديموس، والرئيس السابق لكتاب «شرق أمريكا»
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"