مُعَلِّمُوُنَ وَمُتَعَلِّمُوُنَ

04:39 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

(5 أكتوبر/ تشرين الأول)، مناسبة احتفالية عالمية بالمعلم في أكثر من 100 بلد منذ عام 1994، إحياءً لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في عام 1966 والمتعلقة بأوضاع المعلمين؛ فيما بعض البلدان تحتفل بهذه المناسبة في أزمنة وتواريخ متفرقة من العام.. وبقدر ما ترمي الفكرة من هذا اليوم إلى الإشادة بالمعلمين في العالم أجمع، فإن الهدف من هذا التخصيص الزمني هو تعبئة الدعم والتأكيد على توفير احتياجات الأجيال القادمة من التعليم الجيد والتدريب المناسب من قبل معلمين مؤهلين وأكفاء مخلصين لمهنة التدريس، مع تأكيد ضرورة توفير التنمية المهنية المستمرة للمعلمين وحماية حقوقهم؛ بما يؤدي إلى (ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل، مع تعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع).
مناسبة عالمية عالية القيمة كهذه، تذهب بنا إلى الأنشودة الشوقية العربية الشعرية المتوارثة جيلاً إثر جيل:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا

                          كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي

                             يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ

                       عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى

أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ

                      وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا

وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً

                     صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

إلا أننا سنذهب في تتبع أثر المعلمين في مجالات وأمكنة وأزمنة مختلفة؛ إذ لا تقتصر مهام التعليم على المعلمين في المجال المؤسس على القراءة والكتابة، منذ التعليم التقليدي ممثلاً بالكتاتيب والمطاوعة، ومروراً بالتعليم النظامي ابتداءً بمرحلة الحضانة ورياض الأطفال، مروراً بالتعليم الابتدائي فالإعدادي والثانوي والجامعي، والتعليم العالي والتخصصي، وما إلى ذلك من محاور ومحطات تعليمية مختلفة في الزمان والمكان..
مجالات التعليم عديدة ومتنوعة؛ التدريب الرياضي مثلاً، والذي ينتج عنها من إعداد أجيال رياضية في مختلف الألعاب، الفردية منها والجماعية.
كذلك؛ المهارات الإبداعية الأدبية، عبر تنظيم الورش التخصصية، أو من خلال الأمسيات واللقاءات التي ينجم عنها تبادل الآراء ووجهات النظر المختلفة.
أيضاً؛ ما يخص البيئة الوظيفية بما تضمه من كفاءات بشرية تتبادل في ما بينها خبرات مكتسبة من عدة وظائف في بيئات أعمال مختلفة، أو في بيئة العمل الأم التي يعملون بها في وقتهم الراهن.
حتى المهارات التكنولوجية والتقنية والذكية التي يتقنها الجيل الحالي، لها انعكاسها الإيجابي على مجتمعاتهم.
إذن، كلنا في الحياة مُعَلِّمُوُنَ وَمُتَعَلِّمُوُنَ؛ فبقدر ما يتعلم الأبناء من الآباء والأجداد، فإن الآباء كذلك والأجداد يتعلمون من الأبناء والأحفاد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"