«ذا فويس سينيور»

01:49 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

هل هو بداية مشوار، أم لحظة فخر وفرح لا تنسى؟ «ذا فويس سينيور» الذي أطل عبر شاشة «إم بي سي» بأولى حلقات «الصوت وبس»، نقلنا إلى مرحلة مختلفة من مفهوم البرامج الفنية، وتقييم المواهب. أمسية لم تكن للاستمتاع بالأصوات فقط، بل جعلتنا نتأمل ونتأثر بحكايات هؤلاء المشتركين، وكلهم فوق الستين عاماً، وعزيمتهم على إخراج موهبتهم من إطار العائلة، والمعارف، للغناء علناً أمام الملايين من الجمهور العربي.
التجربة ليست عادية، فنحن أمام مواهب حسبت أن الحلم صار خلفها، فإذا بأبواب الأمل تفتح من جديد لتقدم لهم فرصة ذهبية للوقوف أمام الشاشة والغناء بلا خجل، أو تردد. فرصة ذهبية لتحقيق الحلم، حتى إن كان طريقه لن يؤدي إلى الاحتراف، إنما الظهور بحد ذاته، وإثبات كل من هؤلاء الآباء، والأمهات، والأخوال، وربما الأجداد، أنه يملك جوهرة في حنجرته منذ طفولته، ومن حقه أن يقدمها على الملأ، ولو مرة واحدة.
كل المشتركين في الحلقة الأولى حملوا إلينا فرحاً من نوع آخر، تعاطفنا معهم، وتأثرنا وكأننا نرى أحد والدينا، أو أقربائنا يغني وينتظر نتيجة الاختبار، وهم من جيل بعض أفراد لجنة التحكيم (هاني شاكر، وسميرة سعيد)، وأكبر من البعض الآخر (نجوى كرم، وملحم زين). أكثر من أثر فينا، داني حاتم، وعبدو ياغي. داني المرأة الجميلة الروح والشكل، غنت بإحساس جميل أيضاً، إنما الأهم هي تلك الإرادة التي تحلت بها، وقولها إنها تغني من أجل إرضاء والدها الراحل الذي كان يشجعها منذ طفولتها على تقديم موهبتها للعلن، ولم تفعل، ثم اكتمل المشهد المؤثر بحضور ولديها، وإهدائهما لها أغنية أجنبية عن الأم، وقد أخذا عنها موهبة الصوت، وتفوقا عليها.
عبدو ياغي من لا يعرفه في لبنان؟ صاحب الصوت القوي والمميز، كان فناناً قبل أن يهجر وطنه إلى كندا، فنسيه الجمهور، والصحافة، وغابت عنه الأضواء كلياً. مؤثر وقوفه من جديد أمام لجنة تحكيم لتقرر مصير موهبته، وهو الذي انطلق من أول برنامج لاكتشاف المواهب في العالم العربي «استوديو الفن»، ونال الميدالية الذهبية عام ١٩٧٣. ومؤثر أيضاً وقوف عائلته بجانبه، ودعم ابنته بريجيت له، وهو الذي شجعها على الغناء فصارت فنانة معروفة.
«ذا فويس سينيور».. فعلاً «الدنيا دولاب»، أو دوّارة كما يقولون، تدور بنا لنرجع إلى نقطة بداية ما، ولو بعد سنوات طويلة.. قد يتأخر الحلم ولكنه لا يكون مستحيلاً مادام هناك إرادة؛ وأجمل ما في البرنامج أنه يعيد إلى الشاشة صورة العائلات المتضامنة، ولأول مرة تنقلب الآية لنشهد احتضان الأبناء لآبائهم، وأمهاتهم، ودعمهم لهم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"