يورغو شلهوب: التمثيل اختارني.. ولبنان سيتجاوز الأزمات

01:46 صباحا
قراءة 3 دقائق
بيروت: هدى الأسير

برسالة مؤثرة، عبر تطبيق «إنستجرام»، ودع الفنان اللبناني الشاب يورغو شلهوب، أولاده الأربعة، بعد اتخاذه قراراً بتسفيرهم من لبنان إلى قبرص بسبب الحالة التي وصلت إليها البلاد، وجاء في نص رسالة تحت عنوان: راحوا الحلوين وبقيت الغصة والدمعة محبوسين.
أثارت الرسالة ردود فعل واسعة بين الناس، منهم من سمّاها استعراضاً، ومنهم من سمّاها لوعة فراق، وآخرون رأوا فيها تعبيراً عن واقع حزين. ولكن مهما تكن الأسباب، فإنها كانت صرخة أب أردنا الوقوف على أسبابها من يورغو نفسه، فبادرنا بقوله:
لا شك بأن الفراق صعب، خصوصاً عن أولادنا الصغار الذين غادروا البلد غصباً عنهم، ولكن لا بد من تحكيم العقل والتفكير بشكل منطقي عن الوضع الأفضل بالنسبة لهم في هذه الظروف الصعبة تحديداً، لذلك وجدت أن سفرهم يمكن أن يوفر لهم استقراراً من كل النواحي، الأمني، الاجتماعي والنفسي، فأنا لم أقبل أن يمر أولادي بما مررت به في صغري حين عشت الحرب الأهلية، خصوصاً وأنهم بدأوا يعيشون كوابيس الخوف والهلع بعد انفجار مرفأ بيروت، فاتخذت قراراً بإبعادهم هذه الفترة ريثما تتوضح الصورة، لاسيما وأنهم يحملون جوازات سفر أجنبية، ويستطيعون السفر مع والدتهم التي اُضطرت للسفر لأن عملها تأثر سلباً في ظل الأوضاع المصرفية الصعبة، وهي تتعامل مع شركات أجنبية.


* هل وصلت لمرحلة يأس؟


-المشكلة أننا اعتدنا على العيش في ظل الظروف الصعبة، ولكننا وصلنا اليوم إلى المرحلة الأخطر، في ظل السبات العميق الذي يعيشه ساسة لبنان الذين أخطأوا بحق شعبهم بدون أن يقروا بما ارتكبوا....فالطبيب إذا ارتكب خطأ طبياً، يتم إيقافه عن العمل، فما بالك بمن يخطئ بحق شعب كامل ويوصله إلى الموت.

رغم كل شيء، ما زال هناك شركات إنتاج تعمل، ماذا عنك؟

- فوجئت بجرأة البعض على خوض مغامرات جديدة بعدما توقفت معظم الأعمال عن التصوير العام الفائت، علماً بأنه إذا تحدثنا عن شركات قادرة على الاستمرار فعلياً في الوقت الحالي فنحن نتحدث عن اثنتين ليس أكثر، «الصباح»، و«إيجل فيلمز»، وهذا أمر إيجابي لمصلحة هذا القطاع الذي يؤمن العمل لكثيرين.

لماذا اخترت مهنة التمثيل؟

- شخصياً، لم أختر مهنة التمثيل، بل هي من اختارتني، وهذا قدر. لأن الظروف حولتني أكثر من مرة باتجاه التمثيل، في الوقت الذي كنت أقرر فيه عمل أشياء أخرى. لذلك أقول، يجب أن نرضى بالمكتوب.فما لك لك، وما ليس لك لن يمكنه أن يكون لك. وأكبر دليل على ذلك أننا نتفق أحياناً على عمل فنعقد أكثر من اجتماع لمدة أشهر، وبعد ذلك إما أن يتوقف العمل أو ننسحب منه أو يتم استبدالنا. وفي المقابل، قد يأتينا عمل لنكون بديلاً عن أحد، فنبدأ في اليوم التالي في التصوير.

هل هناك عمل يمكن أن يجمعك بوالديك، السي فرنيني وجورج شلهوب؟

- فكرنا كثيراً في الموضوع، وكان هناك مشروع سينمائي في هذا الإطار، ولكن تكاليفه الإنتاجية الباهظة، حالت دون تنفيذه.

بعض النجوم أعلنوا عن تضحيتهم ببعض أجورهم لتستمر عجلة الدراما بالدوران، ما رأيك؟

- نحن في لبنان نضحي أكثر من غيرنا في الظروف العادية، وأنا مع هذه التضحية في هذه الظروف، لأن تضافر الجهود للخروج من المأزق مطلوبة، ولكن بشكل منطقي ومؤقت وبعيداً عن التعسف الذي يمكن أن يضرب الأعمال والدراما، خصوصاً إذا شعر الفنان بالغبن وهو ذاهب إلى عمله.


الاستفادة درامياً


هل يمكن الاستفادة من الأوضاع التي نعيشها درامياً ؟

- ممكن، ولكن بحسب معالجة الموضوع درامياً، فالفن يؤثر ويتأثر بالأوضاع الاجتماعية. المهم أن يتم اللحاق بنبض الشارع وأن تحاكي الجمهور وإحساسه.

ما زال لديك أمل بالدراما، أم أنك تفكر بالخروج من دائرتها المحلية؟

- ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، فعندما نبحث عن الإيجابيات لا بد وأن نجدها، وفي كثير من الأحيان خرج من الكوارث والظروف الصعبة أمور كثيرة أجمل من قبل، وربما نقول غداً أنه كان من الضروري أن يحصل ما حصل من أجل التغيير، ونحن معتادون في لبنان أن نقوم من الأزمات أقوى من قبل، ومن خلال مبادرات فردية، وهذا ما سيحصل برأيي.. بالنسبة للخروج والبحث عن فرص، فالأمر ليس وارداً عندي، أقله في المرحلة الحالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"