عادي

أموال للأسلحة بـــدل الأقنـــعـــة

03:41 صباحا
قراءة دقيقتين
فيليس بينيس *

مع استمرار الوباء في حصد الأرواح في جميع أنحاء البلاد، تستمر المعلومات الجديدة في الظهور حول كيفية جعل إدارة ترامب هذا الأمر صعباً على الأمريكيين لحماية أنفسهم.

نحن نعلم الآن، أنه في وقت مبكر من ظهور الوباء، كانت خدمة البريد الأمريكية قد خططت لتقديم خمسة أقنعة للوجه لكل أسرة أمريكية. وكان من الممكن جعل ارتداء القناع أكثر شيوعاً في وقت سابق وربما إنقاذ الكثير من الأرواح. لكن البيت الأبيض ألغى الفكرة.

ونحن نعلم الآن أيضاً أن إدارة ترامب أخذت مليار دولار من أموال التحفيز التي كان من المفترض أن تذهب نحو صناعة الأقنعة وغيرها من المعدات الوقائية للوباء وقدمت معظمها لمصنعي الأسلحة.

كانت هذه الأموال جزءاً من 10.6 مليار دولار من أموال قانون كير المخصصة للبنتاجون وهو مبلغ مذهل، خاصة وأن الميزانية العسكرية المتضخمة تطالب بالفعل ب 53 سنتاً من كل دولار فيدرالي تقديري متاح للكونجرس.

وكان من المفترض أن تساعد أموال كير في البنتاغون الموظفين العسكريين وعائلاتهم على النجاة من الوباء.

وتم منح مبلغ المليار دولار المعني بموجب قانون خاص يسمح للبنتاجون بمطالبة الشركات بتصنيع السلع المطلوبة بشكل عاجل في حالة الطوارئ الوطنية. هذه المرة، كان الهدف هو التأكد من أن الشركات تبذل كل ما في وسعها لإنتاج معدات الحماية الشخصية (PPE)، مثل أقنعة N-95 وأجهزة التهوية وغيرها.

لكن معظم هذه الأموال لم تذهب لصنع معدات الوقاية الشخصية على الإطلاق. وأعطتها وزارة دفاع ترامب للشركات التي تصنع المحركات النفاثة، وأجهزة التحكم في تحليق الطائرات بدون طيار، والزي الرسمي للجيش. وتم توزيع ثلثيها في عقود كبيرة تزيد قيمتها على 5 ملايين دولار لكل منها.

ويقول الجيش إن «الحالة الصحية» للصناعة الدفاعية أمر حاسم للأمن القومي. علماً بأنه تم تخصيص أموال قانون كير على وجه التحديد لحماية صحة الناس في هذا البلد وليس الشركات التي تصنع الأسلحة.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن «مقاولي الدفاع الرئيسيين مثل لوكهيد مارتن، وجنرال دايناميكس، ونورثروب جرومان، ظلوا في وضع جيد مالياً على الرغم من بعض الاضطرابات المرتبطة بالوباء، واستمروا في دفع أرباح الأسهم للمستثمرين».

وكان يمكن لمليار دولار إضافية أن تحدث فرقاً كبيراً في الحرب ضد كورونا. باحثون في معهد دراسات السياسية الأمريكية اكتشفوا أن المليار دولار كان يمكن أن تمول ما يقرب من 28 مليون اختبار كورونا أو شراء أكثر من 294 مليون قناع تنفس N-95.

ولكن ما الذي يجعلنا أكثر أماناً في ظل الوباء هل هو الوصول إلى المزيد من الاختبارات وامتلاك المزيد من أقنعة الوجه، أو مساعدة الشركات العسكرية ومديريها التنفيذيين في تحقيق أرباح ضريبية؟

* مديرة مشروع الأممية الجديدة في المعهد عبر الوطني في أمستردام. كاتبة ومحللة في قضايا الشرق الأوسط (فورين بوليسي إن فوكس)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"