باقون على العهد

01:48 صباحا

خمسون عاماً انقضت وصحيفة «الخليج» ما زالت كما كانت منذ يوم ولادتها على يد الشقيقين الوالدين تريم عمران وعبدالله عمران، وفيّة لعهدها، ثابتة على مواقفها، وأكثر حماسة لنهجها. تطورت وأخذت بكل وسائل الحداثة والمهنية، وارتقت سلم التقدم والازدهار، وظلت ضمير الوطن والأمة، وصوت الإنسان العربي في كل مكان، تحمل همومه وتدافع عن حقوقه.

خمسة عقود مرت عايشت فيها «الخليج» مخاض ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم واكبت بزوغ فجر الاتحاد على يد الآباء المؤسسين: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وإخوانهما، وكانت شاهدة على كل الإنجازات التي تحققت، وشاركت في تعزيز فكرة الاتحاد كخيار لا بد منه، وتشكيل الوعي حول أهمية التكامل كي يكون لنا المكان الذي نستحقه تحت الشمس، ثم واكبت كل ما تحقق من إنجازات في مختلف الميادين الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والصحية، وهي ما زالت وفيّة للإمارات وشعبها، مشاركة في نهضتها وتطورها.

و«الخليج» إذ تمضي بثبات على نهجها كصوت خليجي وعربي مميز، فإنها تتذكر الشقيقين تريم وعبدالله عمران اللذين قررا ركوب الصعاب قبل خمسين عاماً، وصمما على التحدي، وأسسّا صحيفة أصبحت مع الأيام صوتاً هادراً يجلجل في المنطقة والعالم العربي، حاملة هموم الأمة وشاهدة على كل ما جرى في المنطقة، وحولها، قادرة على التمييز بين الحق والباطل، وبين الغث والسمين، وبين الثوابت القومية والوطنية، وبين الزيف والخداع والباطل.

راهنت «الخليج» منذ ولادتها على أن اتحاد الإمارات هو الخيار الذي لا بد منه، وتبلور ذلك في مواكبتها اليومية لكل إنجاز تحقق، ولكل مستحيل صار حقيقة، وقد اتخذت في قضايانا الوطنية وحقوقنا التاريخية موقفاً راسخاً إزاء جزرنا المحتلة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، فلم تتعامل معها موسمياً، وإنما كهمّ يومي وطني وقومي، انطلاقاً من فهمنا الكامل للحق والعدالة ومشروعية استرجاعها، طال الزمن أو قصر.

هذا الموقف الثابت ينطلق من إيمان «الخليج» الراسخ بأن الحق لا بد أن يعود إلى أصحابه، وأن الاحتلال إلى زوال، وأن كل محاولات التفتيت ما هي إلا أزمات عابرة؛ لأن التاريخ يؤكد أن إرادة الشعوب هي التي لا بد أن تنتصر في نهاية المطاف، وأنه لا بد من صحوة عربية، وبزوغ فجر جديد يمسح عن وجه الأمة كل غبار الهوان والضعف.

وإذ تخطو «الخليج» بعزم وثبات سنوات أخرى إلى الأمام بعون الله، فهي ثابتة على موقفها ولن تتنازل عن حق تؤمن به، وهذا وعد وعهد للأبوين تريم وعبدالله عمران، بأن نظل أوفياء لهما؛ نحمل رسالتهما أمانة في أعناقنا، ما بقينا على قيد الحياة، وما دام هناك ليل ونهار، ومهما امتد بنا العمر.

خلال هذه السنوات المديدة من عمر «الخليج» ودولة الإمارات، كانت الصحيفة تواكب كل الإنجازات العظيمة التي تحققت في مختلف الميادين، ومع إطلالة الخمسين عاماً القادمة، ما زالت على العهد وستظل على هذا النهج الذي يقوده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وإخوانهم حكام الإمارات.

في الذكرى الخمسين لولادة صحيفة «الخليج» نتذكر عميديها المرحومين تريم وعبدالله عمران، ونسأل الله العلي القدير أن يغمرهما بواسع رحمته، فهما ما زالا حيين باقيين في ثنايا القلب والوجدان، وفي مآقي العيون، نستلهم منهما العزم والقوة والصبر والإيمان.

خالد عبدالله تريم
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، رئيس تحرير "الخليج"

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"