"الخليج".. بيتنا الكبير

00:17 صباحا
قراءة دقيقتين

صادق ناشر

 

بعد نصف قرن من خروج أول أعدادها إلى النور في التاسع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1970، ظلت «الخليج» بيت الجميع. صحيح أن كثيرين منا لم يواكبوا بداياتها الأولى، لكنها ظلت تمدنا بالكثير من الزاد المهني طوال مرحلة النشوء والنضج اللاحقة.

50 عاماً من الجهد والتعب اللذيذ في خدمة الحقيقة، تحولت معها «الخليج»، صحيفة وهوية ومساراً، إلى بيتنا الكبير. شهدت خلالها العديد من المحطات، وواكبت كل تطور نشأ في الإمارات والعالم العربي، وكانت صوتاً للمظلومين ومعبراً عن تطلعات الناس البسيطة وأحلامهم الكبيرة.

 اليمنيون، كما حال كثيرين من المواطنين في دول عربية عدة، ارتبطوا ب«الخليج» وخطها القومي الصادح بالحق، وكانت دائماً في مقدمة الإصدارات الصحفية، التي تنفد من أكشاك المكتبات فور وصولها، وحتى في لحظة انقطاعها عن التوزيع بعد الحرب الأهلية عام 1994، بقيت «الخليج» حاضرة بمشروع رائد لطيب الذكر المغفور له الدكتور عبد الله عمران، الذي ضمن للمؤسسات الحكومية ومراكز البحث والنخب السياسية والمثقفة في البلاد، أن تصل إليهم عبر خط طيران يومي، حرصاً على ألا تقطع همزة الوصل مع القارئ اليمني حتى في أحلك الظروف.

 كان اليمن حاضراً بقوة في صفحات «الخليج» سياسة وثقافة واقتصاداً وفنوناً، وأعطى المرحومان تريم وعبد الله عمران كل الاهتمام للساحة اليمنية، فاستقطبت الصحيفة الأقلام من مختلف التيارات والمشارب، واستضافت في مقرها شخصيات سياسية وحكومية من طراز رفيع، وفي كل ارتباطها باليمن، كانت «الخليج»، ولا تزال حتى اليوم، تعلي مصلحة اليمن وأمنه ووحدته واستقراره.

 لم أنس فطنة الدكتور عبد الله عمران بعد اندلاع الاحتجاجات في اليمن مطلع عام 2011 ضمن موجة ما عرف مجازاً ب«الربيع العربي»، عندما أكد أن اليمن يحتاج إلى أكثر من 10 سنوات ليستقر، وها نحن نقترب من العام العاشر على أحداث غيرت وجه اليمن كله.

 طوال عملي عضواً في أسرتها، الممتدة ل 26 عاماً بالتمام والكمال كمراسل ومدير لمكتبها في صنعاء منذ عام 1994، كانت «الخليج» على الدوام وفية لمبادئها، قريبة من نبض الشارع في اليمن، كما كان حالها في بقية الدول العربية.

 اليوم و«الخليج» تطفئ شمعتها الخمسين، تكون قد تجاوزت مرحلة الحلم إلى النضوج والرسوخ، وتحولت مع الزمن إلى بيت كبير لكل من ارتبط بها، وها هو البيت اليوم يكبر ويتوسع، فلم تعد المطبوعة الورقية واجهة «الخليج» فقط، بل انتقلت إلى العالم الرقمي، مقتحمة هذا المجال، الذي صار عنواناً للمستقبل، و«الخليج» لن ترضى إلا أن تكون في مقدمة الصفوف.

 في عيدها الخمسين تكون التحية واجبة للمؤسسين ومن حمل مشعل التطوير لاحقاً، ولكل من كان ولا يزال فرداً في عائلة «الخليج» الكبيرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"