عادي

" الخليج" .. حديث ذو شجون

18:00 مساء
قراءة دقيقتين
عبد العزيز المسلم

الحديث عن صحيفة الخليج، حديث ذو شجون، فهي الصحيفة الأول التي رأيناها وتعلمنا منها ونهلنا من معينها الكثير من المعلومات والأفكار، فقد أسهمت صحيفة «الخليج» بشكل رئيس في إغنائنا ثقافياً ومعرفياً، وطُفنا من خلالها على مراكز الثقافة والآداب والفنون حول العالم.
فهي البحر الهادئ الذي تعلمنا فيه السباحة مع تيار الثقافة، وتعرفنا من خلالها الى الشعراء والأدباء والعلماء والمفكرين والفلاسفة من عرب وأجانب، بل قرأنا العديد من الكتب والمراجع من على صفحاتها البيضاء النقية. 
قبل أكثر من عشرين عاماً كان لقائي بالدكتور عبدالله عمران تريم رحمه الله، والذي كان معيناً لي في مجال الكتابة، فالدكتور عبدالله كان رجلاً مميزاً، وهو أحد المثقفين الأوائل المؤثرين عربياً، كما أنه داعم و محرّك لعجلة الثقافة والنشر في الدولة، كونه أحد رواد الإمارات في الثقافة والسياسة.
التقيته ذات يوم في محفل ثقافي في مدينة الشارقة، فسأل عن صحة والدي رحمه الله، ثم عاتبني على عدم الكتابة في جريدة الخليج، وقال لي حرفياً – هذه جريدتكم فلماذا تعزفون عن الكتابة فيها – وبالفعل بدأت فوراً بكتابة عمود أسبوعي في قسم المنوعات، ثم توليت كتابة صفحة كاملة على مدى سنتين تقريباً، نشرت فيها مجموعة من المقالات حول السفر والرحلات أولاً، ثم نشرت دراساتي حول الكائنات الخرافية في التراث الثقافي الإماراتي، والتي جمعتها فيما بعد ونشرتها في كتاب خاص بعنوان (موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الاماراتي)، ذلك العمل الذي وضعني في مكانة ثقافية مهمة، كما كتبت لأكثر من موسم عموداً خاصاً في شهر رمضان المبارك، ذلك الملحق الذي كان مميزاً دائماً.
علاقتنا مع جريدة الخليج لا تنحصر في أمر الكتابة والتغطيات الصحفية والنشر فقط، بل هي علاقة وثيقة مع مؤسسة ثقافية ذات رؤية وتأثير مهم، فالمؤتمر السنوي الذي يعقد في دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر والذي تشرفت بالمشاركة فيه أكثر من مرة، علاة على الندوات والملتقيات المهمة التي تقام في مبنى الصحيفة، كذلك التكريم السنوي للشخصيات الثقافية سنوياً، هو تقليد راسخ مهم، وأفخر بأنني كنت أحد تلك الشخصيات الثقافية، وكرمني المغفور له الدكتور عبدالله عمران تريم شخصياً مع الأخ محمد المر.
هنيئاً لنا هذه النافذة الثقافية والفكرية المهمة، ونبارك للإمارات ولأسرة آل تريم ولجميع القائمين على الصحيفة، هذه الذكرى الجميلة الطيبة.

د. عبدالعزيز المسلّم *

* رئيس معهد الشارقة للتراث 

المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للفن الشعبي
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"