عادي

الخليج في عيونهم

22:20 مساء
قراءة 21 دقيقة
الخليج

العلاقة بين الصحيفة والقارئ.. علاقة روحية يرتبط خلالها القارئ بصحيفته، فلا يمر يوم دون أن تكون بجانبه أو يستمتع بقراءتها وقتما شاء، وقد تكون علاقة مادية يتعرف من خلالها القارئ على الاخبار أو يقرأ مادة صحفية مميزة في المجال الذي يحبه سواء أكان سياسياً أو اقتصادياً أو رياضياً أو اجتماعياً أو فنياً أو ثقافياً.

وهكذا كانت علاقة القراء بصحيفة «الخليج» التي لم تكن يوماً ما بالنسبة للقراء مجرد صحيفة، فعلى امتداد البسيطة العربية من المحيط للخليج، كانت هناك علاقة ارتباط روحي ومادي منذ اليوم الأول للصدور في 1970 وحتى اليوم، قدمت الخليج خلال هذه السنوات للقراء والشركاء في العمل الإعلامي صحافة حرة ومسؤولة لا هدف لها سوى إعلاء شأن ومصلحة المواطن والوطن العربي 

طوال ال 50 عاماً الماضية كانت «الخليج» تضع القارئ وعقله وقلبه وصحته وتضع الأمة العربية وقضاياها القومية في «عينها» وعلى رأس أولوياتها.. ولذا كانت دائماً الخليج في قلب وعقل وعين قرائها.

  منبر هموم الأمة وصوت القضية الفلسطينية

عمرو موسى

الأمين العام السابق للجامعة العربية، ووزير الخارجية المصري الأسبق

أكد عمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة العربية، ووزير الخارجية المصري السابق، أنه ارتبط بجريدة «الخليج»، منذ سنوات طوال، وحرص على متابعتها، فهي صحيفة جادة، تمتلك روحاً عربية، إلى جانب طابعها الخليجي، وأسهمت في بناء منظومة ارتقت بالمحتوى الصحفي بكل تنويعاته.

وتحدث عمرو موسى، عن ذلك بالتفصيل، بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي، فقال: «أتابع صحيفة «الخليج»، ليس فقط من خلال مواقعي السابقة، وزيراً للخارجية المصرية، وأميناً عاماً للجامعة العربية، وإنما قبل ذلك بسنوات، ثم في السنوات اللاحقة. وبوسعي القول إن «الخليج» صحيفة جادة، وتمتلك روحاً عربية، إضافة إلى طابعها الخليجي، مع الأخذ في الاعتبار قيامها بتحقيق معادلة الترابط بين الهويتين الخليجية والعربية، على نحو ميزها عن غيرها من الصحف الأخرى في المنطقة، وجعلها أكثر استقطاباً للقراء من مختلف الأعمار والشرائح والتوجهات، ضمن منهجية مهنية تتفاعل مع مستجدات العصر، خاصة أنها استعانت بكفاءات من مختلف الأقطار العربية، في منظومة تستهدف الارتقاء بالمحتوى الصحفي بكل تنويعاته.

وأكد عمرو موسى، أن ما لفت نظره في جريدة «الخليج» هي «المصداقية العالية، التي تقدم بها مضمونها المتعدد الجوانب، سياسياً واقتصادياً وثقافياً وفكرياً. وفي تقديري فإن ثمة حاجة شديدة، لأن تنتظم هذه السمة للصحافة العربية؛ بل وتعمل على تعميقها، لاسيما تلك التي ظهر بعضها في السنوات الماضية، حتى يكون بمقدورها أن تصل إلى درجة المصداقية، التي من شأنها أن تصبغ أخبارها وموضوعاتها بالمنطقية، وذلك حتى يمكنها إقناع الرأي العام، وأمام هذه النوعية من الصحف فإن تجربة «الخليج» الواضحة الملامح، يتعين قراءتها بعمق والاستفادة منها».

وأضاف عمرو موسى، أن «الخليج» أسهمت في رفع منسوب الاهتمام بالشأن العربي العام، وهي في ذلك ضمن مجموعة قليلة من الصحف العربية، التي تبدي اهتماماً واسعاً بالشؤون العربية، وقضايا وأزمات المنطقة العربية، سواء في مراحل سابقة بعد تأسيسها في عام ١٩٧٠ أو على مدى العقد الأخير، الذي شهر اندلاع ثورات الربيع العربي، وما نجم من سلسلة من النزاعات. 

وأوضح: «بيد أن القضية التي حظيت باهتمام خاص من «الخليج» هي القضية الفلسطينية، ضمن توجه يقوم على مساندة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها بناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في مواجهة المخططات والمبادرات، التي ترمي إلى القفز على هذه الحقوق من بعض الأطراف الدولية التي تقدم الإسناد السافر للدولة القائمة بالاحتلال للأراضي الفلسطينية».

وأضاف: «أتذكر جيداً أن «الخليج» كانت- وما زالت- تعطي مساحة واسعة للنشاط الواسع للجامعة العربية ومؤتمراتها ولجانها ومؤسساتها المتنوعة.

 

توأم «السفير»  في الموقف القومي والنجاح المبكر

طلال سلمان

رئيس تحرير جريدة «السفير»

طلال سلمان مؤسس ورئيس تحرير جريدة «السفير»، له تاريخ طويل مع صحيفة الخليج خاصة مع إصدراها الثاني.. ويقول عن هذه الفترة:

أواخر العام 1979 زارني في «السفير» الصديق الكبير تريم عمران الذي كنت قد تعرفت إليه في الشارقة، مع شقيقه عبدالله، خلال زيارة سابقة لدولة الإمارات.

قال من دون مقدمات:- سنعيد إصدار جريدة «الخليج»، وهذه المرة ستكون يومية، وسنجتهد في أن تكون مثل «السفير» صوت العروبة ومنبر المناضلين والقوميين عموماً.

فرحت للخبر، وسألت تريم: ومتى- الصدور؟

وردّ قائلاً: - بعد شهر، أو بعد شهرين، إذا ما تأخر الإصدار. فلنا، كما تعرف تجربة عريضة في العمل الصحفي بالتوجه القومي، وسبق أن أصدرنا «الخليج» ومنشورات عدة في الكويت لتوزع في دولة الإمارات العربية المتحدة.. ولقد جاء الوقت لنصدر «الخليج» من بعد توقفها في الإمارات، ولسوف تنطلق «الخليج» في الشارقة خلال أسابيع.

لفتتني جرأته، ونبرته الحاسمة، وقلت مجاملاً:

سأكون معك، وهذه «السفير» تحت تصرفك، فنحن رفيقا سلاح في المعركة لحماية كرامة هذه الأمة... ولكن، هل أكملت استعداداتك.. فالجريدة اليومية منهكة ومكلفة، مادياً وسياسياً، وإصدار جريدة جديدة في دولة حديثة التكوين ستكون مهمة شاقة.

قال تريم عمران بحزم:- أعرف هذا، وقد جئت أطلب مساعدتك في تكوين أسرة التحرير. إنني أعتز بنجاح «السفير»، وسأسعى لأن تكون جريدة «الخليج» توأم «السفير» في الموقف القومي وفي النجاح المبكر.

شقت جريدة «الخليج» الطريق إلى النجاح بسرعة لافتة لتغدو الجريدة الأولى في الجزيرة العربية، والخليج ضمناً، بهويتها القومية، خصوصاً وأنها جمعت العديد من الكتَّاب والصحفيين العرب.

على أن طموح تريم عمران كان يتجاوز إصدار صحيفة إلى إقامة مؤسسة إعلامية في الخليج العربي بعنوان الشارقة في دولة الإمارات... وهكذا أخذت الإصدارات تتزايد كملاحق ثم كمجلات، ثم تجاوز اللغة العربية إلى الإنجليزية ليخاطب الخبراء والعاملين الأجانب في الخليج العربي عموماً، وفي دولة الإمارات خصوصاً.

في الذكرى الخمسين لصدور «الخليج» التي طالما اعتبرتُها جريدتي الثانية، بعد «السفير» يسعدني أن أتوجه بخالص التهنئة إلى أسرة تحرير هذه الجريدة الرائدة، مستذكراً بالتقدير والود وطلب الرحمة لمؤسسها تريم وشقيقه د. عبدالله عمران وأسرة تحرير الجريدة الولاّدة التي تحولت إلى بقعة ضوء، بإصدارات دارها المتعددة، يومية وأسبوعية وشهرية.

الأخوان تريم وعبد الله عمران وثمرة المسؤولية 

بشارة مرهج

وزير ونائب لبناني سابق

أتصورهما أوائل السبعينات في مكتبهما يعاينان بكل مسؤولية الوضع العام في بلادهما العزيزة، حيث الاستعمار البريطاني يهيمن، وحيث تتصاعد أعمال الشاه وتهديداته فيضع يده على الجزر الثلاث. داخل ذلك الإطار القاتم، بل الضاغط، أتصورهما كانا يشعران بمسؤولية حقيقية تجاه بلادهما والوطن العربي الكبير..

«الخليج» كانت ثمرة الإحساس بتلك المسؤولية، فولدت من رحم المعاناة من جراء الأجواء السائدة.. لقد كان الأخوان تريم وعبد الله عمران من قامات الخليج وأعيانه المهجوسين بفكرة التحرر والتنمية، فلما تعذر طباعة الجريدة في الإمارات نهضا مع رفيقهما د. يوسف الحسن إلى الكويت يتفقون مع مناراتها القومية على طباعة الجريدة وشحنها يومياً إلى الإمارات.

وعلى صعوبة الانطلاقة وأعبائها المتزايدة انطلق قلم «الخليج» إلى فضاء المعرفة والخبر والموقف الطليعي يسمي الأشياء بأسمائها دون خوف أو وجل معلناً رفضه للاحتلال وإصراره على الاستقلال والاستقرار وعقد العلاقات الحسنة مع كل طرف يحترم الذات العربية ويعرف حدوده من وجودها وحدودها وسيادتها.

فالأخوان تريم وعبد الله عمران لم يكونا من أهل الصحافة التقليدية التي تبغي النجاح التقليدي ومراكمة الأرباح على حساب المواقف. كانا أصحاب رسالة يتهيبون الكلمة، يلتزمون محرابها ويتشبثون بالأصالة والانتماء، مثلما يطمحون إلى الحداثة والمشاركة في رسم معالم الطريق. 

وفي معركتها المستمرة دفاعاً عن الخليج والأمة العربية قاومت جريدة «الخليج» الضغوط السياسية مثلما قاومت الإغراءات المادية لتبقى صوتاً حراً يعبر عن الخطاب الوطني والقومي ومصلحة البلاد وأهلها الذين يرفضون الخضوع للإملاءات الخارجية ويرفضون التفريط بعروبة الخليج متمسكين بكل ذرة من ترابه وفي مقدمها الجزر الثلاث التي احتلها شاه إيران متجاوزاً في عدوانه الاعتبارات الحقوقية والقوانين الدولية، وقيم حسن الجوار. وكم من مرة تعرضت «الخليج» لحملات الابتزاز والتهويل لإخراجها عن مواقفها الوطنية وخطها السليم، فكانت تتمسك بقناعاتها الوطنية وآرائها الاستقلالية.

وفي خضم تلك المعارك المتواصلة لم تتردد «الخليج» في تطوير نفسها تقنياً وفنياً وأدبياً حتى ضاهت أكثر الصحف العربية تطوراً فأصبحت محط أنظار الجميع خصوصاً أنها أكدت بتضحياتها الجسام التزامها بالصحافة الحرة المسؤولة التي تسعى وراء خدمة القارئ الإماراتي والعربي وتزويده بالمعلومات الصحيحة والأفكار السديدة والآراء المتنوعة والمقاربات الموضوعية، داعية إلى ارتقاء الحياة العربية وتقدم الإنسان العربي المتطلع إلى الاستقلال، المؤمن بالعروبة الحضارية والعدالة والديمقراطية. وإذ تمكنت من خلال مسيرتها الصعبة أن تعبر عن تطلعات أبناء الخليج العربي فهي اليوم بقيادة الأستاذ خالد عبد الله عمران تريم وزملائه الكرام تحرص بالميزان نفسه أن تعبر عن آمال ومصالح أهل الخليج مثلما تحرص على تحقيق أهداف العروبة في كل أقطارها وأمصارها مؤكدة على أهمية مواكبة العصر بمعطياته وآلياته وتحولاته.

منبر الإعلام والإعلاميين في العالم العربي

جوزف قصيفي

نقيب محرري الصحافة اللبنانية

صحف في صحيفة واحدة، تلكم هي «الخليج» التي غدت داراً بحجم أحلام مؤسسيها، وواكبت نهضة الإمارات، في مرحلة البدايات، عضداً لاستقلالها الوطني، وسنداً لورشة التحديث التي نهضت بها، وحاضنة للنخب العربية التي كان لها سهم في تشكيل المشهد الفكري والثقافي والاجتماعي، وقد احتشدت في الصحيفة التي اغتنت بإبداعاتها. 

وما كان لل«الخليج»، أن يتعاظم دورها، ويمتد أثرها، لا في دولة الإمارات فحسب، بل في الدول المجاورة لها، امتداد الظل الواقي للافحة الهجير، لولا النهج ‐الرسالة الذي طبع عمل تريم وعبدالله عمران تريم، والمناخ الديمقراطي الرحب الذي افسح لأقلام عربية شابة ‐على تنوع آراء أصحابها واتجاهاتهم ‐أن تكتب وتكتب، فاتسعت صفحات الجريدة لنتاجها الثري في جميع الميادين، وكانت سبباً رئيسياً في إطلاق حوار مفتوح حول القضايا الكبرى التي تواجه عالمنا العربي. 

كان مؤسسو الخليج يعتبرون أن العروبة هي الحل، عروبة لا يحتكرها دين، أو مذهب، أو عرق، أو حزب، بل إطار يتسع لجميع مكونات هذا العالم. 

هكذا كانت «الخليج» التي أصبحت داراً زاهرة تنبض بالحياة، وأضافت إلى الجريدة الأمّ مجلات وإصدارات متنوعة. فمن «الشروق» المجلة السياسية الجامعة، والراقية، إلى «كل الأسرة» وهي مجلة أسرية، فنية، اجتماعية، تتميز بجودة المحتوى وأناقة الإخراج، إضافة إلى يومية «جلف توداي» باللغة الإنكليزية. وقد عزز آل تريم مؤسستهم هذه بمركزي أبحاث ومعلومات، ما جعل من «دار الخليج» مؤسسة كاملة الأوصاف والمواصفات، لها مكاتبها المنتشرة في عواصم القرار والعديد من الدول العربية مشرقاً ومغرباً، وشبكة واسعة من المراسلين والكتاب ذوي الحضور البارز في دنيا الصحافة والإعلام. وإذا جازت المقاربة في هذا المجال يمكن القول، إنها تماثل «الأهرام» من حيث شموليتها وانتشارها، وقدرتها على استقطاب الأدمغة والطاقات، أي أنها «أهرام الخليج»، مع فارق رئيسي، وهو أن صفحات مطبوعاتها اتسعت لصحفيات وصحفيين من جميع البلدان العربية.

في الذكرى الخمسين ل «الخليج» ولدارها لابُدّ من التنويه بما يأتي: لا نغالي في القول إن هذه الدار وصحيفتها هي الأبرز، إذا لم نقل الأولى، من نوعها في الخليج العربي من حيث الاحتراف والشمول ومجاراة الحداثة مهنياً وتقنياً.

إنها صحيفة تشكّل «جامعة عربية» بما للكلمة من معنى، لأنها حوت تحت سقفها في «الشارقة» باقة واسعة من الصحفيين والكتاب من جميع البلدان العربية، فعملوا معاً، متكاتفين متحابين، مغدقين عليها من روحهم ومواهبهم والتزامهم الصادق، ما مكنها من التحليق عالياً في دنيا الإعلام العربي.

رحم الله مؤسّسَيْها، تريم وعبد الله عمران تريم، آملين أن تتمكن، بقيادة خالد بن عبدالله وعائلتيه الكبرى والصغرى، من مواجهة ما يعترضها من تحديات، وهي قادرة طالما استلهم القيّمون عليها سيرة من تقدمهم الذين كانوا رؤيويين، وطلاّعين، فرسموا دور الدار بيراعة المستقبل، وكان الغد طوع بنانهم. 

 مشروع عربي يتطلع إلى المستقبل الأفضل للمنطقة

يوسف القعيد

كاتب صحفي وروائي، وعضو في مجلس النواب المصري

يوسف القعيد، كاتب صحفي وروائي، وعضو في مجلس النواب المصري، تتسم كتاباته بالعمق الشديد، والانفتاح على قضايا وهموم مصر، مع ربطها بهموم وتطلعات الأمة العربية، ولهذا تحضر القضايا العربية في معظم كتاباته، وروايته، ويتميز مشواره الصحفي، بأنه كان جزءاً من الصحافة العربية، ومنها الخليجية، وارتبط بدار الخليج للصحافة، ككاتب وأول مراسل لمجلة «الشروق» في القاهرة؛ حيث عاصر بدايتها وتطورها.

يتحدث يوسف القعيد، عن تجربة «الخليج» داراً وصحيفة بحب كبير، فيقول: إن مؤسسة دار الخليج، قامت ومازالت بدور تنويري ثقافي كبير بالمنطقة، فهي تعتبر هذا الدور، رسالة أكثر من مجرد صحيفة لديها حسابات المكسب والخسارة، كما قامت ولا تزال بدور عروبي قومي. 

وأضاف، رأيت هذا الدور في مكتب القاهرة، الذي كنت أتردد عليه بالقرب من ميدان طلعت حرب، بوسط القاهرة، ف«الخليج» صوت عربي قومي مهم بمنطقة الخليج، وفي عموم الوطن العربي، وارتبطت ودافعت عن القضايا العربية، طوال تاريخها.

وتابع: «لا أريد أن أصفها بالناصرية أو التقدمية، لكنها هي الحلم الخليجي المشروع في إنشاء مستقبل أفضل، وحياة أفضل، وكتابة أفضل، وصور أفضل، وإخراج أفضل، فقد كانت منذ انطلاقتها، وحتى الآن، نقلة غير عادية في تاريخ الصحافة في الخليج العربي. 

وأضاف يوسف القعيد، أن من سيدون التاريخ، سيرى أن مؤسسة دار الخليج، هي التي بدأت تلك النقلة الصحفية في منطقة الخليج، وليست أي دولة أخرى كما يرى البعض. 

وأضاف أن القضية الفلسطينية كانت من ثوابت مؤسسة «دار الخليج»، وكل مطبوعاتها منذ لحظة انطلاقتها، وحتى الآن، وأرى أن ما بدأ صواباً لا بد أن يستمر صواباً؛ حيث تواصل مؤسسة «دار الخليج»، دفاعها عن القضية الفلسطينية. 

وأضاف، أن «الخليج»، كرست جهداً في التصدي للتدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، انطلاقاً من دورها العروبي، والحفاظ على الهوية العربية، في مواجهة كل هذه التدخلات، فلدى «الخليج» موقف ثابت من هذه التدخلات منذ البداية، مشيراً إلى أنها آخر نفحة قومية عربية في منطقة الخليج. 

وأوضح من واقع تجربته مراسلاً لمجلة «الشروق»، قائلاً: عندما تم تأسيس مجلة الشروق، كنت مسؤولاً عن مكتبها بالقاهرة، وكانت «الشروق»، وما زالت صفحة جديدة في ثقافة المجلات الأسبوعية في منطقة الخليج العربي كله، مؤكداً أن تاريخ صحافة المجلات بالمنطقة، كان التحدي الأساسي لصحافة الأخوين، تريم وعبدالله عمران، رحمهما الله، وقد أثبتت المجلة وجودها في الساحة الصحفية منذ صدورها عدداً بعد عدد.  

 من أصدق مصادر المعلومات والتحليل

مصطفى الفقي

مدير مكتبة الإسكندرية

أكد المفكر المصري الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية للمعلومات في عهد الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، أن جريدة «الخليج»، سدت فراغاً كبيراً في مجال الصحافة العربية والإقليمية. وتعد من أصدق مصادر المعلومات والتحليل للشأن العربي والدولي.

ووجه الفقي التحية ل«الخليج»، في عيدها الخمسين، متمنياً لها دوام الازدهار، وأن تحتفل بعيدها المئوي، في ظل دوام التقدم بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال الفقي: إن جريدة «الخليج» تحظى لديه بمكانة خاصة، نظراً لما تحظى به من مصداقية وانتشار واسع، حيث لعبت الجريدة دوراً كبيراً في نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة، ثقافياً وتنويرياً، شأنها شأن كل الصحف التي صدرت في الإمارات مع بداية الوحدة، فجريدة «الخليج» تمثل صورة من صور التقدم، الذي حدث في البلاد في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وسار على نهجه، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.

وأشاد الدكتور مصطفى الفقي، باهتمام جريدة «الخليج» بصفة خاصة بالشأن القومي العربي، والشأن الدولي بوجه عام، قائلاً: إن أهم ما يميز جريدة «الخليج»، منذ صدورها، الطابع العروبي الواضح، وحرصها على تعميق الشعور القومي وتأكيده، وكذلك المصداقية في الخبر.

وأضاف الفقي: «لا أنسى دور جريدة «الخليج» في حرب تحرير الكويت، ودفاعها عن استقلالها، ورفضها شق الصف العربي، ومتابعتها الدقيقة وقتها لتلك الأزمة، وتبعاتها مستقبلاً».

وتابع الفقي: جريدة «الخليج»، عنيت أيضاً، وعلى مدار تاريخها بالشؤون والأحداث الدولية، وأفادت كثيراً القارئ العربي بتلك المتابعات والتحليلات السياسية الثاقبة، وكانت دوماً نافذته على الشأن الدولي، وما يدور حوله.

وتحدث الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي المصري البارز، عن علاقته بمؤسسي «دار الخليج»، تريم وعبدالله عمران، حيث ارتبط معهما بذكريات طيبة، بقوله: «أسعدتني الظروف بمعرفة مؤسسي «الخليج»، الراحلين تريم عمران، والدكتور عبدالله عمران، رحمهما الله، عن قرب، من خلال صديق مشترك، هو أحمد خليفة السويدي، أول وزير لخارجية دولة الإمارات، وهو زميل دراستي الجامعية في الستينات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حيث التقينا في منزله وقتها في منطقة «الدقي» بالقاهرة. وتعددت اللقاءات والحوارات بعدها، على مدار سنوات.

 ترفع راية الفكرة دفاعاً عن الأمة

عدنان السيد حسين 

وزير ورئيس الجامعة اللبنانية سابقاً

خمسون عاماً وصحيفة «الخليج» ترفع راية الفكرة العربية دفاعاً عن أمة العرب. 

خمسون عاماً من النتاج الثقافي، صحافة ومؤلفات وندوات ومؤتمرات، جمع أقطاب الفكرة العربية.

في عيدها الخمسيني، نترحم على المؤسسين تريم وعبدالله عمران، صاحبي الأيادي البيضاء والالتزام الوطني والعربي، ومعهما جيل من المحررين والإداريين أعطى بلا تردد، فكانت صحيفة الخليج موئلاً للعطاء.

نحن من جيل الكتاب على مدى عقود خلت، أعطينا الفكرة العربية حيث تستحق من الشرح والتوضيح في عالم متغيّر، عالم المحاولات الخارجية، من قوى متنوعة، للسيطرة على مقدرات الأمة العربية مادياً وبشرياً، فكان منبر الخليج، وما يزال، مدافعاً عن العروبة الجامعة بعيداً من العصبيات والفئويات من كل نوع.

منبر الاستقلال الوطني والقومي، منبر فلسطين في مواجهة الصهيونية، منبر الثقافة العربية وآدابها وفنونها، منبر الاقتصادات العربية الهادفة للتنمية الشاملة.

وفّر منبر الخليج حرية الكلمة، التي هي المقدمة الأولى للديمقراطية كما حدّد جمال عبد الناصر، فظلّ بعيداً عن التطرف والغلوّ، وفي إطار الوسطية والاعتدال. إنه نهج الأمة، أو هكذا يجب أن يكون، فلا الإرهاب من تراث العروبة الحضارية، ولا العنف ديدن الإسلام، فالإسلام الحنيف دعوة للخير العام، وتنوير للعقل على حساب الغرائز.

حرية الكلمة، فتحت الطريق أمام حرية فكرية مسؤولة ومعنيّة بفكرة الدولة الحديثة، لا دولة الغلبة والقهر، ولا دولة التمييز الفئوي. دولة المواطنة لا دولة الرعايا الممزقين بين عصبياتهم.

ولطالما استضاف منبر الخليج كبار المفكرين، من بلاد العرب والعالم، في إطار فكرة الدولة الحديثة فحدّد مضامين فكرية قائمة على علم الاجتماع وعلوم السياسة والقانون والاقتصاد.

من قبيل الوفاء، نعترف بفضل هذه المؤسسة التي أعطت لدولة الإمارات العربية المتحدة وجهها الحضاري، وساهمت في طرح قضايا الخليج على ما فيها من تعقيدات محلية، وتدخلات دولية، ومصالح متشابكة. ولطالما بقيت العقلانية منهجاً في التعبير والممارسة، بحثاً عن الحلول المفيدة والإيجابية لهذه المنطقة والعالم، وسعياً لتسوية النزاعات والأزمات الإقليمية والعالمية..

لذلك كله، احتلت صحيفة «الخليج» مكانتها المرموقة في عالم الصحافة العربية والعالمية. كانت مصدر المعلومات الموثوقة في المحليات والعربيات والدوليات. وتحليلاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مفيدة وهادفة بعيداً عن التجريح والتحريض والإثارة الغرائزية والفئوية.

في عيدها الخمسيني، تتعاظم مسؤولية صحيفة «الخليج» لإكمال مسيرة المؤسسين تريم وعبدالله عمران، وفيما الوطن العربي يبحث عن مستقبله بعيداً عن النزاعات الداخلية وتفكك الدولة الوطنية، وسعياً لإعادة بناء النظام الإقليمي العربي على قواعد مؤسسية بعدما تصدّعت بعض الجدران، وصار الأمن العربي الشامل حلماً يخالج رواد العروبة.

 شعاع عروبي مضيء من الخليج

 معن بشور

رئيس المؤتمر القومي العربي سابقاً

حين وصلنا خبر صدور جريدة «الخليج» في الشارقة قبل نصف قرن استبشرنا خيراً بهذا المنبر القومي العربي يطل علينا من الخليج مدافعاً عن عروبته. بل عن عروبة الأمة جمعاء...

واستبشارنا بذلك الحدث كان نابعاً من أمرين أولهما أن الأمة كلها كانت تخوض معركة «إزالة آثار العدوان» بعد هزيمة حزيران 1967، وهو عدوان كان في رأس أهدافه تحطيم الحركة القومية العربية وعلى رأسها جمال عبد الناصر، فأتى هذا الصوت العروبي من الخليج بمثابة رد على ذلك العدوان وأهداف مرتكبيه...

أما السبب الثاني للاستبشار فهو أنه كان على رأس هذه الجريدة – المبادرة، شخصية إماراتية مرموقة، الراحل العزيز تريم عمران تريم، لم نكن نعرفه لكننا عرفنا عنه الكثير ممن كانوا يعرفونه لا سيّما المفكر الكبير الراحل منح الصلح الذي كان يقول لنا: في الخليج منبران وطنيان مسكونان بالعروبة والتحرر والتقدم أولهما هو جريدة «الطليعة» في الكويت، وثانيهما جريدة «الخليج» في الشارقة، وعلى رأس الجريدتين رجال أحرار صادقون عابقون بروح النهضة العربية.

وبقينا منذ ذلك الوقت، نواكب مسيرة الصحيفة التي بنت من حولها (دار الخليج)، وكان في الدار إصدارات عدة بعضها أسبوعي «الشروق»، وبعضها متخصص بالمجتمع (كل الأسرة) وبعضها موجه لغير العرب من المقيمين في الخليج باسم (Gulf today) وأحسسنا أننا أمام منارة إعلامية وثقافية تطل على الأمة من خليجها بعد أن كان مغربها.

ولم يكتف أمر «الخليج» بإصداراتها فقط.. بل عمدت إلى تنظيم ندوة فكرية سنوية أشبه بمؤتمر قومي عربي مصغر، يتداول فيها مفكرون ومثقفون عرب من المحيط إلى الخليج في حال أمتهم وسبل نهوضها...

وتصاعد وهج «الخليج» لتصبح الجريدة الأكثر انتشاراً في دول الخليج، بل ليصل إشعاعها إلى خارج دولة الإمارات، حيث فتحت صفحاتها لأقلام من كل أقطار الأمة.

لذلك لم يكن غريباً أن يقام للراحل الكبير تريم عمران تريم حفلات تأبين في بيروت والقاهرة وغيرها من الحواضر العربية، وكأن الرجل كان فقيد كل قطر عربي وليس فقيد الإمارات وحدها...

وأذكر حين أقمنا في المنتدى القومي العربي في لبنان احتفالاً تأبينياً حاشداً لتريم عمران تريم، شارك فيه ممثلون للبنان الرسمي والشعبي، قلت لشقيقه وشريكه ورفيق عمره في «دار الخليج» الراحل العزيز د. عبد الله عمران (أبو خالد)، وللصديق المشترك الدكتور يوسف الحسن (أطال الله في عمره): «أنا وغيري في المنتدى لم نعرف الراحل الكبير تريم شخصياً، ولكن ما عرفناه عنه وعن شخصيته ودوره ومكانة «الخليج» في عقل العروبيين ووجدانهم.

تحية إلى الصحيفة في عيدها الخمسين

 د. عصام نعمان

وزير ونائب لبناني سابق

تعرّفت على تريم عمران وعبد الله عمران رحمهما الله، قبل أن أعرف «الخليج» مناصراً وكاتباً. كانت أخبار تريم تتردد في الأوساط العربية القومية كمناضل يعمل بلا كلل من أجل تحرير بلدان الخليج العربي من سيطرة بريطانيا ولاستكمال استقلالها. فقد كان أنجز تعليمه الجامعي في مصر، حيث احتك بغيره من المناضلين العروبيين. وما إن تخرّج وكانت الإمارات الخليجية قد استكملت استقلالها وأنجزت وحدتها في إطار دولة الإمارات العربية المتحدة حتى أُنتخب تريم عمران، بعد وقت لاحق، أول رئيس لمجلسها الوطني، أي لبرلمانها الاتحادي.

قبل الاستقلال وقيام الإمارات العربية المتحدة، وتسلّمه رئاسة المجلس الوطني، كان تريم عمران وشقيقه الدكتور عبد الله قد باشرا في إصدار مجلة «الشروق» ونشرها من الكويت حيث كانت الحرية متوافرة أكثر من الشارقة حيث السيطرة آنذاك كانت لبريطانيا. ومن الكويت أيضاً، عام 1970، أصدر تريم وعبد الله عمران صحيفة «الخليج».. كانا يطبعانها في الكويت العاصمة ويوزعانها في كل بلاد الخليج. وبعد تحرر جميع الإمارات العربية المتحدة، أعاد تريم وعبد الله عمران إصدار «الخليج»، تحريراً وطباعةً ونشراً وتوزيعاً، عام 1980 من الشارقة، بعد أن كانا أوقفاها لسنوات قبل ذلك عشية خروج الإمارات من ربقة السيطرة البريطانية.

 منذ خمسين عاماً تشعّ «الخليج» يومياً وبلا انقطاع في كل أنحاء عالم العرب، وتزوّد قرّاءها بالأخبار والتعليقات ومقالات رهط من كبار المفكرين والكتّاب والإعلاميين العرب والمسلمين.

إلى ذلك، لتريم وعبد الله عمران مأثرة لافتة. فقد كانا في طليعة من تصدّى لمطامع شاه إيران في الخليج عموماً وفي جزره خصوصاً. وليس أدل على قوة حملتهما عليه ودورهما في توعية أهل الخليج على خطورة مطامعه ومطامحه الجامحة من أن السلطات البريطانية أقدمت، بتحريض منه، على اعتقال تريم عمران بغية تعطيل «الشروق» ومن ثم «الخليج» والحدّ من تأثيره وأخيه في جمهور القراء وأوساط الناشطين من أجل تحقيق التحرير والاستقلال.

خلال اضطلاعهما بمسؤوليات عدّة في الخدمة العامة الرسمية، قدّم تريم وعبد الله عمران لوطنهما الكثير من المآثر والمكرمات. فقد كانا صلة الوصل بينه وبين الأوساط العروبية في مشرق الوطن ومغربه. كما أن الدكتور عبد الله عمران، الذي نهض بمسؤولياته كوزيرٍ للتربية والتعليم ومن ثم كوزير للعدل، سجّل مكرمة بارزة بالمساهمة بتأسيس الجامعة الوطنية في العين بأبو ظبي.

لا غلوّ في القول إن تريم وعبد الله عمران، في نضالهما وعملهما ورسالتهما كناشرين لصحيفة «الخليج» وفي اضطلاعهما بمناصب شتى في الدولة، كانا في طليعة صانعي نهضة الخليج، صحافةً وشعوباً ودولاً..

تحية ل«الخليج» لمناسبة يوبيلها الخمسين مع الدعاء والثقة باستمرار روح الأخوين تريم وعبدالله النضالية في شحذ همّة ولدهما البار الأستاذ خالد عبدالله وهو اليوم بات ربان السفينة..

 نافذتي على مصر  وقت عملي في السلطنة 

د. صفوت العالم

أستاذاً بكلية الإعلام - جامعة القاهرة

الدكتور صفوت العالم، وجه بارز بين أساتذة الإعلام في مصر والعالم العربي، له مشوار طويل في التعليم الجامعي، حيث جمع بين عمله أستاذاً بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ثم إعارته إلى جامعة السلطان قابوس، إلى جانب محاضراته بعدد من الكليات والجامعات العربية. وتخرج على يديه آلاف من الطلاب المصريين والعرب، كما أشرف وناقش العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في الإعلام. 

ارتبط الدكتور صفوت العالم بجريدة «الخليج»، برابط قوي وثيق كقارئ وأستاذ متخصص في الإعلام، وعن ذلك يقول: «كانت جريدة «الخليج» نافذتي لمعرفة أخبار مصر، وقت إعارتي في سلطنة عمان، بجامعة السلطان قابوس، منتصف التسعينات. ولمست ما تحظى به من مصداقية لدى القارئ العربي، حيث كنت أتابع أنا وغيري من الأكاديميين- أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وقتها، من جنسيات عربية متعددة - شأن بلداننا، في متابعات خبرية وافية ودقيقة تتسم بالمهنية والموضوعية».

وأضاف د. صفوت العالم أن جريدة «الخليج» تتميز بالعديد من الجوانب الصحفية، خاصة المحتوى الثقافي والمعرفي، الذي يتسم بالعمق والتنوع والتمييز، كذلك الأبواب الأسبوعية والملاحق، التي أراها متفردة في جوانبها، وتحظى باهتمام القارئ، كذلك صفحات الرأي والمقالات، التي تجمع بين كتاب من كافة المشارب والاتجاهات «ناصريين، قوميين، معتدلين، إسلاميين»، وترجمات لمقالات كتاب أجانب وعالميين، وهو ما يحسب لإدارة الجريدة، التي تحترم عقل وفكر القارئ الإماراتي والعربي، وتزوده دائماً بشتى مسارات المعرفة.

وتابع: «كأستاذ أكاديمي أرى أن التغطية الإخبارية لجريدة «الخليج» تتميز بالمهنية والعمق والتنوع في المتابعة، عبر كوادر صحفية تتسم بالمهنية والموضوعية، وهو خط نجحت الجريدة في الحفاظ عليه طوال تاريخها، ونجحت دائماً في جذب أجيال مختلفة من القراء العرب، سواء بدولة الإمارات العربية المتحدة أو في دول الخليج العربي، وبلدان الشرق الأوسط، انطلاقاً من متابعتها الدقيقة والوافية للشأن العربي الإقليمي، بنهج عروبي مميز وواضح، لم تحد عنه أبداً، ويميزها عن غيرها، وهو ما جعلها تحظى بمكانة وجدانية لدى القارئ العربي».

وأبدى د. صفوت العالم، إعجابه بتطور محتوى «الخليج» إلكترونياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخدمات النشرات والبريد الإلكتروني، وكذلك تعاملها مع الأخبار العاجلة، واصفاً إياها بالذكاء والمرونة في مواكبة عصر الرقمنة، ومخاطبة جيل جديد من القراء من الشباب، بات يعتمد على التكنولوجيا الرقمية بشكل أساسي في متابعة ما يجرى حوله، بعيداً عن عالم الصحافة الورقية، التي ما زالت حتى الآن محتفظة برونقها وقرائها أيضاً.

وأشار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن إصدارات مؤسسة «دار الخليج» تمثل نموذجاً للتطور المؤسسي والصحفي في مواكبة العصر وتنوع القارئ، والاهتمام بمتطلباته وما يأمله.

تجربة تتسم بالتنوع والجدية والمصداقية

حسام زكي

الأمين العام المساعد للجامعة العربية

أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أن تجربة جريدة «الخليج»، على مدى نصف قرن تتسم بالثراء والتنوع والجدية، وهو ما جعلها ذات مصداقية لدى القارئ العربي، وبالذات النخب السياسية والفكرية والثقافية.

وفي ذلك يتكئ السفير حسام زكي على خبرة طويلة من العمل الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية، حتى وصل إلى منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية.

وكان قد عمل من قبل بعدد من العواصم الأجنبية، آخرها سفيراً لمصر لدى البرازيل ومع تولي أحمد أبو الغيط موقع الأمين العام للجامعة العربية في يوليو 2016 صحبه معه إلى الجامعة العربية، ليتولى منصب أمينها العام المساعد.

يتحدث زكي عن تجربة جريدة «الخليج»، التي انطلقت قبل خمسين عاماً، بمدينة الشارقة، قائلاً: «من خلال متابعتي، لأداء ومضمون صحيفة «الخليج» على سنوات عملي الطويلة، سواء في العمل الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية، أو في الجامعة العربية، أستطيع أن أقول إنها نجحت في استقطاب احترام النخب السياسية والفكرية والثقافية، بل والقارئ العادي، وذلك لما تتسم به أخبارها وموضوعاتها ومعلوماتها، من مصداقية وموضوعية، وانحياز لقضايا الشأن العربي، وبالذات فيما يتعلق بأنشطة الجامعة العربية المختلفة، التي تكاد تتابعها بصورة يومية».

وأضاف زكي «على الرغم من أن «الخليج» تصدر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما كان يمكن أن يجعلها تعطي الأولوية للقضايا المحلية فقط، إلا أنها منذ أن انطلقت قبل خمسة عقود أبرزت حرصها على القضايا العربية بكل مفرداتها، الأمر الذي جعلها واحدة من الصحف، التي تتمتع بالاحترام في المنطقة العربية، لا سيما أن خريطة قرائها تمتد إلى مختلف أنحاء الوطن العربي. وأحسب أن تجربة الخمسين عاماً من عمر «الخليج»، اتسمت بالثراء والجدية والتنوع، وبهذه المناسبة نتطلع للمزيد من النجاح والتوفيق على مدى خمسين عاماً إضافية».

وأضاف السفير حسام زكي، «لعل ما يمكن ملاحظته في جريدة «الخليج»، هو أنها أضحت تتمايز عن غيرها من الصحف العربية بسمات خاصة، في لغة وأساليب الكتابة والعناوين الجذابة، التي تستقطب القارئ، بالإضافة إلى منهجيتها الرصينة في المتابعة اليومية للأحداث والتطورات في المنطقة، والتي لم تهدأ منذ إطلاقها في مطلع سبعينات القرن الفائت، لتسد فراغاً في إقليم الخليج والمنطقة العربية، ما جعلها واحدة من الصحف ذات المقروئية العالية».

وحول مقومات نجاح «الخليج»، وسط العديد من المطبوعات الصحفية العربية، قال زكي: «أكاد أجزم بأنه عندما تمتلك الصحيفة الرؤية والقدرات الفنية والمالية والتنظيمية، وتمضي باتجاه التطوير والتحديث المتواصل لأدواتها ومناهجها. 

مدرسة متميزة بسماتها الخاصة ومنهجيتها الرصينة

قيس العزاوي

الأمين العام المساعد للجامعة العربية

الدكتور قيس العزاوي، قبل أن يكون أميناً عاماً مساعداً للجامعة العربية والمشرف على قطاع الإعلام والاتصال بها، فهو واحد من المفكرين والباحثين السياسيين العرب، هو عراقي الجنسية، عروبي الفكر والرؤى.

في الذكرى الخمسين لإصدار جريدة «الخليج»، يتحدث العزاوي من منظوره كمسؤول عن الإعلام في الجامعة العربية، فيقول: «ثمة عدد من الصحف في المنطقة العربية، لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها، وذلك بفعل ما قدمته- وما زالت تقدمه– للقراء والرأي العام، وحتى بالنسبة لصناع القرار، من متابعة حثيثة، لمختلف مفردات الواقع بتجلياته السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية على صعيد تقديم مادة خبرية موسعة، وشديدة التنوع والشمول، فضلاً عن الرؤى التحليلية».

وأضاف: «لا شك في أن «الخليج» في صدارة الصحف، فهي تمكنت بإصدارها الغني والثري والمتنوع، عبر خمسة عقود، من أن تتبوأ مركزاً مرموقاً بين الصحف العربية اليومية؛ بل يمكنني القول إنها باتت تمتلك مدرسة صحفية خاصة بها، تميزها عن غيرها من صحف المنطقة، فهي متميزة بمنهجيتها الرصينة في الكتابة والمتابعة اليومية للأحداث والتطورات في المنطقة، والتي لم تهدأ منذ إطلاقها في مطلع سبعينات القرن الماضي، لتسد فراغاً في منطقة الخليج، كما أنها فتحت في الآن ذاته أبواب صفحات الرأي لنفر متميز من المفكرين والمثقفين العرب، من مختلف المشارب، على نحو أعطى لهذه الصفحات صفة المرجعية الفكرية لقضايا القومية». 

وأكد الدكتور قيس العزاوي، أن «الخليج» تبدي- منذ إصدارها- اهتماماً بالقضايا القومية، وهي في صدارة الصحف العروبية، التي تبنت منذ انطلاقها القضايا العربية المركزية، وتقديم الإسناد الفكري والصحفي- إن صح التعبير- للدفع قدماً بمفردات العمل العربي المشترك، مع إيلاء أهمية خاصة للقضية الفلسطينية، كما تبنت كل ما من شأنه أن يفضي إلى بناء أنساق تكاملية بين الدول العربية، سياسياً واقتصادياً وثقافياً. وبالتالي وضعت في خدمة القارئ العربي إمكانات كبيرة لمعرفة كل التفاصيل، أي باختصار مارست دوراً إيجابياً في تعميق وعي قارئها بهذه النوعية من القضايا وفق أساليب العمل الصحفي المتنوعة.

وحول اهتمامها بالقضايا العربية، قال الدكتور قيس العزاوي: «يمكنني القول إن «الخليج»، وصحيفة «الاتحاد»، وبعض الصحف العربية التي تصدر بالخارج، أبدت اهتماماً واسعاً بالقضايا العربية والإنسان العربي، أكثر من اهتمامها بالقضايا والمتابعات المحلية. الأمر الذي جعل «الخليج»، تتسم بميزات نسبية وأهمية استثنائية على نحو جعل المواطن العربي، أياً كان يجد ما يبحث عنه في صفحاتها المتعددة والمتنوعة، وفي الوقت نفسه وفر ذلك مشاركة أوسع لأصحاب الأقلام للكتابة فيها لأنهم يشعرون أن «الخليج»، هي منبرهم الإعلامي».

وأكد الدكتور قيس العزاوي، أن جريدة «الخليج» نجحت، خلال خمسة عقود، في بلورة حضور صحفي واسع ومتميز، كما قامت بدور مرموق تمكنت خلاله من فرض معادلات جديدة في المشهد الصحفي العربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"