عادي

حرائق غير مسبوقة تلتهم مناطق كاملة في أمريكا الجنوبية

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين
أمريكا الجنوبية

تسبب الجفاف التاريخي الذي يضرب حالياً مناطق في الأرجنتين والباراجواي وبوليفيا والبرازيل، في اندلاع حرائق مدمرة خلال الأشهر الأخيرة، أتت على غابات وأراضٍ رطبة ذات تنوع بيولوجي استثنائي.
ومع اقتراب موسم الجفاف من نهايته، في أمريكا الجنوبية، يتفق المراقبون على أن خطورة وضع الحرائق عام 2020 كانت استثنائية. وذكرت الباحثة في السياسات البيئية في جامعة سان مارتان الوطنية إليزابيث موهله، أن «الحرائق هذا العام كانت أكثر بكثير مما كانت عليه في السنوات السابقة»، مشيرة إلى أنها «ازدادت في الأرجنتين على سبيل المثال، بحوالي 170%، وهذا أمر خطر جداً»، مشيرة إلى أن هذه الحرائق «اندلعت خلال عام تضاعفت فيه الحرائق الضخمة في الأمازون وأستراليا وكاليفورنيا. والآن جران تشاكو»، منطقة الغابات الثانية من حيث الحجم في أمريكا الجنوبية بعد الأمازون.
ويعود السبب في ذلك أولاً، إلى أشهر طويلة من جفاف غير مسبوق. فمنطقة بانتانال، كبرى الأراضي الرطبة في العالم بين البرازيل والباراجواي وبوليفيا، لم تشهد موجة جفاف مماثلة منذ حوالي نصف قرن.
أما مستوى نهر بارانا، أحد أقوى الأنهار تدفقاً على الكوكب والذي ينبع من البرازيل، فلم يكن بهذا الانخفاض منذ عام 1970، والأمر نفسه بالنسبة إلى نهر باراجواي.
ويعد هذا السيناريو مثالياً للحرائق التي تغذيها رياح قوية، وحرارة تتجاوز 40 درجة مئوية، خاصة أن موسم الجفاف هو فترة حرق الأراضي الزراعية، وهي ممارسة ما شائعة في المنطقة لتجديد التربة.
وقال إدواردو مينجو من المديرية الوطنية للأرصاد الجوية في الباراجواي، إن «بؤر الحرائق التي اندلعت بين نهاية سبتمبر/أيلول، وبداية أكتوبر/تشرين الأول حطمت الأرقام القياسية». وارتفع عدد الحرائق بنسبة 46% عام 2020.
وبسبب كثافة الحرائق، عاشت أسونسيون عاصمة الباراجواي، وكذلك عدة مدن أرجنتينية وبرازيلية، في ظل سحب كثيفة من الدخان لأيام إن لم يكن لأسابيع، في ظل عدم هطول الأمطار المعتادة.
ومن منطقة بانتانال البرازيلية، وهي محمية فريدة من نوعها للتنوع البيولوجي، انتشرت صور للأشجار والطيور والأفاعي المتفحمة في أنحاء العالم. ودمرت النيران ربع مساحة المنطقة بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول، في حين تضرر الجزء الباراجوياني من المنطقة بشدة عام 2019.
وفي دلتا بارانا، وهي أرض تعد خزاناً للتنوع البيولوجي، اندلعت حرائق بكثافة غير مسبوقة، ما حول عشرات الآلاف من الهكتارات على مدى أشهر إلى صحارى من رماد.
وفي شمالي الأرجنتين، تمت إزالة غابات تعادل مساحتها ضعف مساحة بوينس آيرس، خلال شهري مارس/آذار، وسبتمبر/أيلول وفق منظمة «جرينبيس». (أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"