عادي

سعيد الكعبي: حكايتي مع "الخليج".. توأمي في حياتي

17:03 مساء
قراءة دقيقتين
سعيد الكعبي

 

مع اليوبيل الذهبي لتوأمي في حياتي، لجريدتي وصحيفتي الأولى «الخليج»، يسعدني أن أسرد مواقف وشواهد من الزمن، جالت في خاطري على مدى سنوات طويلة، وأنا أحملها بين يدي وفي أحضان صدري، بعد أن طبعت في مشوار حياتي ذكريات تدعوني إلى الفخر والاعتزاز، ومراحل من الزمن، لا يزداد العمر مضياً إلا وازدادت «الخليج» قيمة وأثراً.

رافقتني «الخليج» ولازمتني منذ أن درجت على القراءة والكتابة، عندما كنت شاباً في مقتبل حياتي، ولم تغب يوماً عن ناظري، ولا أخفي الجميع سراً بأنه ندر أن أبدأ يوم عملي من دون أن أتنقل في مرابعها، وأنهل منها فكري وشغفي وتطلعي لمتابعة الأحداث المحلية، فضلاً عن قراءتي النهمة للملحق الرياضي.

كنت أستمتع بقراءة عمود كمال طه ومحمد جاسم في الرياضة، وأتابع المحليات، وأطلع على بعض تقاريرها، لم يكن لدي هوس بالأحداث العالمية كثيراً، لي مع رفيقة عمري ذكريات جميلة، ولعل تلك المعشوقة عرَّضت حياتي للخطر عدة مرات، تلك المرات التي كنت أتجول بين صفحاتها وأنا في طريقي للعمل في المدرسة، فيوم المدرسة حافل ولا يوجد وقت للتصفح ولا يمكن لصبري أن يطول لبعد العمل! فكنت أضطر إلى تصفح بعض صفحاتها وأنا أقود سيارتي.. أيفعل ذلك عاقل؟

ولكن من الحب ما قتل........

أتذكر تلك الأيام التي أصَرَّ من خلالها عليَّ المرحوم بإذن الله عمار السنجري لأكون كاتباً فيها من خلال ملحق (شباب الخليج)، تعلمت كتابة المقال ومدى تأثيره على القراء في ذلك الزمان، اقتحمت باب الإعلام من الباب الواسع، تعرفت إلى زملاء أعزاء جمعتني معهم مواقف عدة وذكريات لا تنسى بقيادة ماهر عريف ومحمد المنجي والمعتصم بالله ومنال بنت عمرو وراشد النعيمي... وغيرهم، فلهم مني كل التحية والسلام.

وفي خطوة لاحقة، عملت مع الأستاذة دلال جويد في إعداد تغطيات للقرى تحت عنوان قرى من بلادي، تلك التجربة التي قادتني للولوج في بحر الإعلام من خلال تعاوني مع تلفزيون الشارقة وتقديمي عدة برامج مازالت وساماً على صدري. فكانت «الخليج» ومازالت هي بوابة إعلامنا لمتابعة الأخبار والتغطيات والاطلاع على مستجدات الموضوعات، وهي المكتبة التي تزودنا بالمعارف، والشجرة، إن صح التعبير، التي تورفنا بظلالها في شتى الموضوعات، هي للطفل قريبة وللشباب قريبة وللكبير وللرجل والمرأة والمجتمع ولكل إنسان هي منه أقرب.

ذكريات أقطعها مع «الخليج»، وهي تعكس صوت الوطن، وتقدم تطلعات الإمارات في مراحلها، وتعكس في كلمتها المقروءة أصالة التاريخ، وتطور الحاضر، وانحيازها للحق وللمعلومة الصادقة، لتحقق رؤية في عقودها، إنها مثال مضيء للإعلام المسؤول والمهني والمنبر للحقيقة الصادقة.

هي توأمي في مسيرتي التربوية والإعلامية بل والأبوية، نقشت في أعماقي إنساناً محباً لعمله، ساعياً لخدمة وطنه ومجتمعه، منحتني ثقة وقوة ورؤية للواقع.

راهنت على «الخليج» ومازلت بأنها ملهمة الأجيال وصانعة الرجال وداعمة الإنجازات، نستلهم منها العطاء والعزم والمضي قدماً للنجاح والإصرار على العمل والثقة بأن الحاضر نرسمه بإبداعنا، والمستقبل في مآقي عيوننا، وأن الغد جميل، طالما أننا نحيا من أجل أن تتكامل جهودها وخطواتنا من أجل غاية واحدة وهي الوطن.

دامت «الخليج» عشقاً سرمدياً للأبد رغم أنف الإعلام الجديد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"