بناء مناهج الإبداع

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

عبد اللطيف الزبيدي

كيف يكون التمهيد للابتكار والإبداع في النظام التعليمي؟ إلى هذا السؤال وصل القلم أمس. واضعو المناهج العربية تأتمنهم الأسر على عشرات ملايين الأدمغة التي كل واحد منها كأنه مجرات الكون بنجومها: «أتحسب أنك جِرم صغير.. وفيك انطوى العالم الأكبر»؟

معاذ الله أن يتجرأ أحد على القوم الذين هم في عداد العلماء، وهؤلاء مدادهم أنفس من دماء الشهداء في مأثور القول، فضلاً عن أن أمير الشعراء أمر بالوقوف تبجيلاً للذي كاد أن يكون رسولاً. كل ما هنالك أن الإعلام حياته في المشاكسات. نصيحة لله أيها السادة: إذا فتح عليكم الرحمن باحتمال التفكير في يوم، في شهر، في سنة، في وضع تصور مبدئي يستحق أن تشكل له طبقات فوقها طبقات من اللجان، أن تخرج بنتائج يمكن أن تؤدي إلى دراسة جدوى القرارات والتوصيات التي لا ترى مانعاً من وضع تصور لما يمكن أن يسفر عنه تحديث أنظمة التربية والتعليم، بداهة، قرارات من هذا المستوى، تحتاج طبعاً إلى جلب مرضاة «المجتمع الدولي». 

كل المطلوب من واضعي المناهج العربية، هو أن يجمعوا كبار الموجهين وذوي الوجاهة في العلوم التربوية، وأن يصبروا على محاضرات في الدماغ البشري، من قبل أساتذة في العلوم العصبية، حتى يعلموا علم اليقين أن تلك الجماجم الصغيرة عوالم قادرة على أن تغير مصير الأمة وشعوبها. من هنا المنطلق على بركة الله، حين يوقن معلم الابتدائية بأن رأس الطفل بداخله مئة مليار خلية عصبية، وليس علبة مدمّس، يجب أن يكون التعليم قد تغير منذ الحضانة. 

عندئذ يجب أن يقام صرح التعليم الحضاري الذي يمهد للابتكار والاكتشاف والاختراع والإبداع. حريات الفكر والرأي والتعبير، ليست دروساً وتلقيناً، هي سلوك تربوي من الأسرة إلى المدرسة إلى الجامعة، وعلى ذلك يبنى المجتمع. البحث العلمي أيضاً، سلوك ذهني ومنهجية تفكيرية وفكرية، تأتي بعد ذلك الأعمال الأكاديمية. من الأسرة ينشأ الطفل على الانفتاح الفكري والمشاركة في القرار.

لزوم ما يلزم: النتيجة البنيوية: الإبداع حرية، والحرية انبثاق وانطلاق، فلا بد من الآفاق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"