عادي

أحمد بن سعيد لـ«الخليج»: واثقون من قدرتنا على استئناف النمو والتوسع

01:15 صباحا
قراءة 12 دقيقة
أحمد بن سعيد
أحمد بن سعيد
أحمد بن سعيد

حوار: أنور داود

أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن نجاح طيران الإمارات، وصعودها، وتعزيز مكانتها في هذه الصناعة العالمية لم يكن ليتحقق لولا اقترانها مع دبي كقاعدة رئيسية لانطلاقها، وقد سار نموهما جنباً إلى جنب. فقد وفرت دبي ومطارها منصة انطلقت منها طيران الإمارات إلى العالمية، في حين وفرت الناقلة لدبي بُعداً وصدى عالمياً سلط عليها الأنظار، وأسهم في استقطاب شركات ومستثمرين وزوار إليها من مختلف بقاع المعمورة.

وقال سموه ل«الخليج» بمناسبة مرور 35 عاماً على أول رحلة لطيران الإمارات، إنه على الرغم من أن جائحة «كوفيد-19» غير مسبوقة من حيث تأثيراتها وشموليتها، فإننا واثقون من قدرتنا على الخروج منها، ومواصلة النمو والتوسع مستقبلاً، مشيراً إلى أن طيران الإمارات كانت تخرج من كل أزمة إقليمية أو عالمية أقوى وأشد عوداً.

وأضاف سموه: استطعنا تحسين أعمالنا بشكل كبير، ما ساهم في المحافظة على أرصدتنا النقدية. وقد تلقينا للمرة الأولى منذ التأسيس استثماراً في رأس المال بقيمة ملياري دولار من المالكين، لمساعدتنا على اجتياز هذه الظروف الصعبة على جميع شركات الطيران العالمية والقطاع السياحي العالمي. ويرى مالكونا أن طيران الإمارات تشكل إحدى الركائز الاقتصادية لدبي، وسوف يبذلون كل ما في وسعهم؛ لضمان عودتنا إلى ما كنا عليه قبل الجائحة. إلى نص الحوار: 

الصورة
أحمد بن سعيد
 
  • تحتفل طيران الإمارات اليوم بمرور 35 عاماً على تشغيل أول رحلة، في وقت يواجه فيه قطاع الطيران العالمي، صدمة لم يسبق لها أي مثيل؛ شلت حركة القطاع ككل وفرضت قيوداً على السفر وها هي تغير الإجراءات في المطارات وعلى متن الطائرة، هل كنتم تتوقعون يوماً أن يواجه القطاع هكذا تحديات مصيرية؟

- لم يكن أحد يتخيل، إلا في سيناريوهات الرعب السينمائية أو الكوابيس، هذه الجائحة التي ضربت جميع جوانب حياتنا وأثّرت في دول العالم كافة. لقد شهدت طيران الإمارات منذ البداية تحديات ليست باليسيرة، كان أولها الانطلاقة خلال الحرب العراقية - الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات. ثم جاءت أزمة الاحتلال العراقي لدولة الكويت الشقيقة وحرب الخليج الأولى وما تلاها من توترات في المنطقة والعالم، وصولاً إلى هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وحرب الخليج الثانية واحتلال العراق في 2003، والأزمة المالية العالمية في 2008، ناهيك عن الأمراض التي ضربت مناطق معينة، مثل: السارز والإيبولا وإنفلونزا الخنازير؛ لكن طيران الإمارات كانت تخرج من كل أزمة إقليمية أو عالمية أقوى وأشد عوداً.

وعلى الرغم من أن جائحة «كوفيد-19» غير مسبوقة من حيث تأثيراتها وشموليتها، فإننا على ثقة من قدرتنا على الخروج منها، ومواصلة النمو والتوسع مستقبلاً.

تجربة السفر 

  • فلسفة السفر قامت ونهضت خلال ال100 عام الماضية على فكرة التجربة الفريدة والترفيه في الأجواء. تبدأ التجربة من لحظة التخطيط للسفر ولا تنتهي بمجرد هبوط عجلات الطائرة لرحلة العودة. هل تعتقدون أن الجائحة التي أدت فيما أدت إليه من شطب وظائف وإفلاس ناقلات ستغير تجربة السفر وتحولها إلى رحلة من الإجراءات التي لا تنتهي؟

- تميزت طيران الإمارات منذ اليوم الأول بالريادة والابتكار في المنتجات والخدمات الجوية، وكذلك على الأرض. فقد كنّا أول من أدخل الشاشات الشخصية في كل مقعد على طائرات الإيرباص، وأول من أدخل أجنحة الدرجة الأولى والصالون الجوي والشاور سبا وغيرها من المبادرات التي شكّلت أمثلةً تُقتدى على مستوى الصناعة.

لقد أحدثت الجائحة زلزالاً أصاب مختلف مناحي حياتنا، وربما كان السفر والسياحة من بين الأشد تأثراً؛ نظراً لمساهمتهما الكبيرة ودورهما في دعم القطاعات الاقتصادية الأخرى. ومع العودة التدريجية للرحلات الجوية الدولية، بدت التغيرات في قطاع السفر واضحةً مع لجوء الصناعة إلى تعديل خططها.

نحن في طيران الإمارات ركّزنا على ضرورة التأقلم مع الإجراءات التي فرضتها الجائحة، مع المحافظة، ما أمكن، على جودة الخدمة في جميع النقاط، والحد من تعقيد الإجراءات، ولكن من دون التهاون في صحة وسلامة عملائنا وموظفينا. وقد استأنفنا مؤخراً توفير الصالون الجوي وحمّام الشاور سبا على طائراتنا الإيرباص A380؛ وذلك بعد إعادة تصميم هاتين الخدمتين وفق مراجعة شاملة للمعايير والاحتياطات المعتمدة عالمياً.

الأجواء المفتوحة

  • لطالما آمنت دبي بسياسة الأجواء المفتوحة. هل ترون أن هذه السياسة لا تزال ذات نفع لقطاع الطيران؟ هل نحن أمام تغييرات جذرية قد تتطلب سياسات جديدة في هذه المرحلة الحساسة بالنسبة للقطاع؟

- كنا على الدوام، ولا نزال، من الداعمين بقوة والمُنادين بفتح الأجواء على مستوى العالم. فقد تطور مطار دبي وازدهر بفضل هذه السياسة التي جلبت إلى دبي أكثر من 120 ناقلة جوية عالمية. كما أن فتح الأجواء لم يؤثر سلباً في طيران الإمارات التي نشأت واشتد عودها في ظله حتى أصبحت الناقلة الدولية الأولى على مستوى العالم.

أنا أرى أن الجائحة وتأثيراتها سوف تثبت صواب رؤيتنا. فمع توقف شركات طيران وقيام بعضها بإلغاء الكثير من الخطوط، فإن فتح الأجواء وإزالة القيود أمام الناقلات التي يمكنها توفير الخدمات يصبح الحل الوحيد. في حين أن الإبقاء على سياسات الحماية؛ سيسبب أضراراً كبيرة للناس ولاقتصادات دول كثيرة.

الصورة
أحمد بن سعيد
 
  • مع تفشي الوباء وإغلاق الكثير من وجهات الترفيه حول العالم، ومع وجود تقنيات حديثة مساعدة، نلاحظ توجهات نحو السياحة الافتراضية فضلاً عن لقاءات الأعمال عن بُعد.. هل تعتقدون أن ذلك يهدد حقيقةً تجربة السفر والتنقل بين المدن للترفيه والعمل؟ أم أننا أمام مرحلة استثنائية تعود بعدها الأمور كما كانت عليه في السابق؟

- في اعتقادي، ويشاركني الكثيرون في هذا الرأي، أن السياحة الافتراضية لا تعوض ولو بجزء يسير من إحساس التشويق واللهفة خلال الاستعداد للسفر، والمتعة التي يشعر بها الناس عند زيارة الأماكن ومناطق الجذب. فكيف تقارن رؤية سور الصين العظيم على الشاشة مع المشي والتقاط الصور على مقاطعه وأبراجه. وأنى لك الإحساس بعظمة إنجازات البشرية عند مشاهدة صور الأهرامات مقارنة مع وقوفك أمام هرم خوفو وتمثال أبي الهول. هذا إضافة إلى عجائب ومعجزات الطبيعة وأماكن الترفيه الشهيرة عبر العالم.

لقد لجأ الناس إلى ما يُسمى «السياحة الافتراضية»؛ نظراً لتعذر السفر منذ بضعة أشهر، واستمرار بعض الدول في إغلاق حدودها وفرض قيود على الدخول وارتياد الأماكن السياحية. وأنا واثق من أن الإقبال على السفر فور أن تعود الحركة إلى طبيعتها، سيكون أقوى من السابق؛ لأن الناس يتطلعون للانطلاق والرجوع إلى نمط الحياة الذي اعتادوا عليه.

كما أن رجال الأعمال سيعاودون السفر مجدداً؛ ذلك أن الاجتماعات الافتراضية باستخدام الوسائل التكنولوجية قد تصلح للتواصل الروتيني؛ لكن مفاوضات الصفقات الكبيرة والاتفاقات المهمة؛ تتطلب السفر والاجتماع وجهاً لوجه مع عودة الانتعاش الاقتصادي.

حماية القطاعات

  • السياحة والسفر والمعارض والمؤتمرات قطاعات حيوية رئيسية بالنسبة لدبي. هل تعتقدون أن ما تم من تنسيق وإجراءات لحماية القطاعات والأعمال يعد كافياً أم أن هناك عملاً كثيراً ومبادرات جديدة لا بد من العمل عليها في هذه المرحلة؟

- دبي لا تكف عن المبادرات والمفاجآت التي تكون في أغلب الأحيان قاطرة تغيير يلتحق بها الكثيرون. كما أن التكامل والتنسيق بين القطاعين الحكومي والخاص لعبا دائماً دوراً مهماً في تميّز دبي وتعزيز مكانتها على مستوى العالم والإقليم. وسوف تتواصل جهود عودة الأمور إلى طبيعتها وتتكثف خلال المرحلة المقبلة.

بادرت دبي إلى فتح الباب أمام حركة المسافرين، بدءاً بالعابرين (الترانزيت) ثم في عودة المقيمين الذين علقوا خارج الدولة، وبعد ذلك الترحيب بالزوار والسياح، مع الالتزام بالبروتوكولات والإجراءات الاحترازية. ورأينا عودة الحياة إلى مراكز التسوق والمرافق الترفيهية في المدينة. كما سمحت دبي مؤخراً بإقامة حفلات الزواج في القاعات والمنشآت الفندقية والمنازل والقاعات المؤقتة والخيام في المناطق السكنية، مع الالتزام بالتطبيق الدقيق لمجموعة من الاشتراطات والتدابير الوقائية الكفيلة بالمحافظة على صحة وسلامة المشاركين.

كما أننا الآن على أبواب ثلاث مناسبات كبرى؛ إذ ينطلق موسم القرية العالمية ال25؛ حيث ستستقبل الجمهور حتى 18 إبريل/نيسان 2021. كما سيقام أسبوع جيتكس لتكنولوجيا المعلومات خلال الفترة من 6- 10 ديسمبر/كانون الأول، في حين سيعود مهرجان دبي للتسوق بعروضه وفعالياته الترفيهية العائلية التي أصبحت بنداً ثابتاً على برامج الجمهور في الدولة والمنطقة عامة.

دبي لا تكف عن المبادرات والمفاجآت التي تكون في أغلب الأحيان قاطرة تغيير يلتحق بها الكثيرون

  • قبل عام من اليوم كانت «ناقلات التذمر» الأمريكية تحاول مراراً وتكراراً الضغط على واشنطن؛ من أجل الحصول على مكاسب من خلال اتهامات غير مدعومة بحقائق تتهم ناقلات خليجية بتلقي الدعم الحكومي. اليوم نحن أمام مرحلة جديدة من الدعم الحكومي الذي يكاد لا يستثني أي ناقلة حول العالم. أولاً: هل تلقت طيران الإمارات دعماً مالياً من حكومة دبي؟ كم المبلغ؟ هل صحيح أن المبلغ وصل إلى ملياري دولار؟ ثانياً: هل طلبتم أو تفكرون بطلب دعم أو تعويضات من الحكومات حيث إنكم تملكون أعمالاً على الأرض (عمليات دناتا)؟

- على الرغم من أن طيران الإمارات تعمل على أساس تجاري بحت، ولم يسبق لها أن تلقت أي دعم مالي حكومي، فإنها رحبت بإعلان مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية (الجهة المالكة) استعدادها لتوفير الدعم اللازم في هذه الظروف الصعبة. وأنوّه هنا إلى أن جميع الناقلات الجوية تلقت دعماً مالياً بمليارات الدولارات من حكوماتها؛ للتعامل مع تأثيرات الجائحة، بما فيها الناقلات الأمريكية والأوروبية والعالمية الكبرى؛ لذا، فإن اتهاماتها السابقة، على الرغم من عدم صدقيتها، فإنه لم يعد أحد يأخذ بها حالياً.

لقد استطعنا تحسين أعمالنا بشكل كبير، ما ساهم في المحافظة على أرصدتنا النقدية. وقد تلقينا للمرة الأولى منذ التأسيس استثماراً في رأس المال بقيمة ملياري دولار من المالكين؛ لمساعدتنا على اجتياز هذه الظروف الصعبة على جميع شركات الطيران العالمية والقطاع السياحي العالمي. ويرى مالكونا أن طيران الإمارات تشكل إحدى الركائز الاقتصادية لدبي، وسوف يبذلون كل ما في وسعهم؛ لضمان عودتنا إلى ما كنا عليه قبل الجائحة.

بالنسبة إلى الشق الثاني من السؤال، فإن عمليات دناتا الخارجية، خصوصاً في المملكة المتحدة وأستراليا، تأثرت كثيراً بتبعات الجائحة. وقد حاولنا إدراج العاملين ضمن برامج المساعدة الحكومية في تلك الدول، إلا أن المشاريع المشتركة اعتبرت ذات ملكية أجنبية لأن حصتنا في معظمها تزيد على 50%، ولم تقدم المملكة المتحدة وأستراليا دعماً للعاملين، ما اضطرنا إلى اتخاذ قرارات صعبة بالاستغناء عن أعداد منهم.

الصورة
أحمد بن سعيد خلال تسلم طائرة A380 الرقم 100 ويبدو تيم كلارك ورئيس إيرباص

 

  • حتى قبل تفشي الجائحة كان قطاع السفر الجوي يعيش متغيرات متسارعة لجهة دمج مزيد من التقنيات والابتكارات؛ لتعزيز تجربة السفر. طيران الإمارات سبّاقة في هذا المجال. بماذا يمكن أن يعد سمو الشيخ أحمد المسافرين عبر دبي بعد 5 سنوات من الآن؟

- نعدهم أن تستمر طيران الإمارات بتوظيف الأموال في مبتكرات تحافظ على ريادتها في الصناعة، مع استمرار الاستثمار في البنية التحتية لمطارات دبي.

  • كيف تقيمون الإنجازات في هذه الرحلة الحافلة بالنجاحات غير المسبوقة بالنسبة لطيران الإمارات ودبي والتحديات كذلك، وما توقعاتكم للسنوات المقبلة؟

- مع انطلاق أولى رحلاتنا إلى كراتشي ثم إلى مومباي يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 1985، لم يكن أحد في دولة الإمارات أو المنطقة أو العالم يتصور أن هذه اللحظة التاريخية تدشن مولد ناقلة عصرية عملاقة طبقت شهرتها الآفاق، وحققت في سنوات قليلة ما لم تحققه شركات طيران عالمية سبقتها بسنوات كثيرة.

إن نجاح طيران الإمارات، وصعودها وتعزز مكانتها في هذه الصناعة العالمية لم يكن ليتحقق لولا اقترانها مع دبي كقاعدة رئيسة لانطلاقها، وقد سار نموهما جنباً إلى جنب. فقد وفرت دبي ومطارها منصة انطلقت منها طيران الإمارات إلى العالمية، في حين وفرت الناقلة لدبي بُعداً وصدى عالمياً سلط عليها الأنظار، وساهم في استقطاب العديد من الشركات والمستثمرين والزوار إليها من مختلف بقاع المعمورة.

أما بالنسبة إلى التحديات المستقبلية التي ستواجه صناعة الطيران عامةً، فإن أبرزها عمليات الاندماج التي ستشهدها الصناعة؛ نتيجةً لخروج بعض اللاعبين، وما قد ينجم عن ذلك من اللجوء إلى سياسات حمائية تحد من خيارات المسافرين وترفع كُلفة السفر.

الصورة
طائرة الإمارات A380 العملاقة من إيرباص
 
  • ما تقييمكم لأداء عمليات طيران الإمارات بعد استئناف الرحلات؟ وكيف تبدو نتائج الناقلة في النصف الأول من السنة المالية 2020/ 2021؟

- تعمل طيران الإمارات على إعادة خدماتها إلى جميع وجهات شبكة الخطوط التي كانت تخدمها ما قبل الجائحة، أي إلى 143 مدينة في القارات الست، بحلول صيف عام 2021. ومن الطبيعي أن عدد الرحلات إلى كل وجهة لن يعود بالضرورة كما السابق، فالأمر كله سيتوقف على طلب الركاب وكذلك على رفع قيود الدخول في مختلف مطارات ودول العالم.

وتلتزم طيران الإمارات بخدمة عملائها، والمحافظة على مكانة دبي كمركز عالمي لحركة النقل الجوي. ونأمل أن نتمكن من استئناف خدماتنا ووجهاتنا وأعداد رحلاتنا؛ لتعزيز قدراتنا على تحقيق التواصل بين مختلف مناطق العالم بسرعة وأمان وفق ما تسمح به الظروف، والعمل على تحقيق الاستقرار وعودة الطلب على السفر وبدء مرحلة التعافي الاقتصادي.

أما فيما يتعلق بالنتائج نصف السنوية، فسوف نعلن قريباً عن نتائج الأشهر الستة الأولى من سنتنا المالية، اعتباراً من 1 إبريل/نيسان وحتى 30 سبتمبر/أيلول وعلى الرغم من أن هذه النتائج لن تكون بمستوى مثيلاتها في السنوات السابقة؛ لأن الفترة بدأت مع توقف كامل في حركة السفر، إلا أننا لن نتردد في إعلانها بمنتهى الشفافية.

  • برأيكم، كيف يمكن النهوض مرة أخرى بقطاع الطيران عالمياً واستئناف الرحلات بين المدن ودعم قطاع السياحة؟

- أنا متفائل بمستقبل الصناعة. قطاع السفر قوي ومهم ومساهم رئيسي في الاقتصاد العالمي. وينبغي علينا أن نكون مرنين وأن نستعد لركوب موجة النمو التالية.

  • في ظل المتغيرات بسبب «كوفيد- 19»، ما مستقبل العمليات بين طيران الإمارات وفلاي دبي فيما يخص الرحلات وربط المدن وتوحيد الوجهات؟

- أظهرت جائحة «كوفيد-19» وتداعياتها صواب رؤيتنا في تحقيق التكامل وإبرام اتفاقية الرمز المشترك على نطاق واسع بين طيران الإمارات وفلاي دبي. نحن مقبلون على تعاون أكبر مستقبلاً؛ لتوفير خيارات أوسع ومزايا وفوائد أكبر لعملائنا ولدبي.

  • هل ستعيد الناقلة النظر في طلبياتها من طراز بوينج 777X والتركيز على 787؟

- نحن على تواصل دائم ونقاشات وثيقة مع بوينج حول خطط أسطولنا وعمليات التسليم المستقبلية، ويمكنني التأكيد أننا لم نتوصل بعد إلى اتفاقيات مؤكدة بشأن أنواع الطائرات أو مواعيد التسليم. الحوار مع بوينج مستمر وليس هناك حالياً ما يمكننا الإعلان عنه.

  • كيف تأثرت عمليات تسلم طائرات جديدة في 2021 وما بعده؟

- نقوم بمراجعة خطط أسطولنا على ضوء أوضاع التشغيل الراهنة، ونبقى على حوار وثيق مع كل من إيرباص وبوينج بشأن عمليات التسليم المستقبلية.

مستقبل «العملاقة»

 
الصورة
طيران الإمارات
  • ما مستقبل أسطول الناقلة من طائرات A380 خصوصاً مع ضعف الطلب العالمي على السفر وارتفاع كُلفة الطائرة العملاقة وقيام شركات عالمية بإحالة الطائرة للتقاعد؟

- نحن نؤمن بطائرة الإيرباص A380 وإمكاناتها منذ أن كانت مخططاً على الورق وعلى شاشات الكمبيوتر. وقد شاركنا في تطويرها، وكنّا أول من تقدم بطلبية مؤكدة لشراء عدد منها. لقد خدمت الطائرة عملياتنا القائمة على ربط العالم عبر دبي، ولبّت متطلبات عملائنا الذين يحبونها ويستمتعون بتجربة السفر على متنها. وقد استأنفنا منذ يوليو/تموز الماضي تشغيل طائراتنا العملاقة، التي تخدم حالياً 7 وجهات، وسوف نضيف المزيد مستقبلاً.

طيران الإمارات هي أكبر مشغّل لهذه الطائرة، التي توفر الراحة وتجربة سفر فريدة لعملائنا، وستعطينا ميزة فريدة وأفضلية عل جميع منافسينا خلال السنوات المقبلة. سوف نتسلم طائرة جديدة من هذا الطراز قريباً، وسوف تبقى هذه الطائرات تعمل ضمن أسطولنا عبوراً إلى عقد الثلاثينات.

 

الصورة
إكسبو 2020 دبي
 
  • تم تأجيل حدث إكسبو 2020 دبي عاماً بسبب الجائحة. فكيف تستعد طيران الإمارات تحديداً ودبي عموماً للحدث. ووسألنا سمو الشيخ أحمد بن سعيد: هل تعتقدون أن العالم سيأتي متلهفاً في موعد عودة النشاط العالمي في أكتوبر 2021 أم أن الأمر سيكون مرتبطاً أكثر بإيجاد لقاح أو علاج لفيروس كورونا المستجد؟ وهل من خطط يمكن لطيران الإمارات أن تكشف عنها الآن؟

- كنا نتوقع بالطبع أداء استثنائياً هذا العام لولا الجائحة وتأجيل «إكسبو 2020 دبي». أمامنا من الآن نحو عام كامل تقريباً، وتشير جميع الدلائل المتوفرة إلى ان اللقاح ضد «كوفيد-19»، وكذلك الدواء، سيكون آمناً وجاهزاً مطلع العام المقبل. نحن متفائلون بالمستقبل، ونتطلع إلى تقديم دورة متميزة من هذا المعرض للعالم. معلوم أن طيران الإمارات شريك رئيسي والناقل الرسمي لمعرض إكسبو 2020 دبي، ونعمل على نشر الوعي حول الحدث العالمي واستقطاب الزوار. وسوف نكشف خلال الأشهر المقبلة النقاب عن مبادراتنا وخططنا للترويج لهذا الحدث الكبير.

تعديل حجم القوى العاملة 

  • هل تتوقعون تخفيض المزيد من القوى العاملة في طيران الامارات؟

- لقد أكدنا مراراً وتكراراً أننا في طيران الإمارات والمجموعة نبذل كل ما في وسعنا للإبقاء على موظفينا من ذوي الخبرة والكفاءة بقدر ما نستطيع. إلا أن التداعيات الكبرى على أعمالنا من جرّاء جائحة كوفيد-19، جعلتنا غير قادرين على الاحتفاظ بالموارد الزائدة، وأملت علينا تعديل حجم القوى العاملة بما يتناسب مع التقلص الهائل الذي شهدته عملياتنا. وبعد دراسة جميع السيناريوهات والخيارات المتاحة، فإننا لم نجد بداً من اتخاذ قرارات مؤلمة وصعبة على أنفسنا بتسريح بعض موظفينا. وفي الوقت الذي لا ندّخر أي جهد للاحتفاظ بمواردنا البشرية الكفؤة، فقد حرصنا على معاملة جميع من أنهيت خدماتهم بعدالة واحترام؛ حيث حصلوا على جميع حقوقهم، كما وفرنا للموظفين المتأثرين بهذا القرار، الذي لم يكن من السهل علينا اتخاذه، كل دعم ممكن. وأضاف: نحن نأمل بالإبقاء على مواردنا البشرية، التي تتمتع بالمهارة والخبرة في مختلف المجالات، وألا نضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة مجدداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"