عادي

مدربون مواطنون عاطلون عن العمل.. لماذا؟

01:02 صباحا
قراءة 4 دقائق
402

تحقيق: عاطف صيام

علي الرغم من حصول 287 مدرباً مواطناً علي الرخصة التدريبة لمزاولة مهنة التدريب في الأندية فإن نسبة قليلة جداً منهم تعمل في أنديتنا، فيكفي أن نقول إن عبد العزيز العنبري مدرب الشارقة هو الوحيد الذي يحمل لواء المواطنين في دوري المحترفين قبل أن ينضم إليه سالم ربيع مؤخراً في تدريب الوصل بعد إقالة الروماني ريجيكامب، فيما يعمل 4 فقط في دوري الدرجة الأولى، بينما النسبة الأعلى في قطاع الأكاديميات والمراحل السنية، مع العلم بأن هناك نسبة كبيرة من المدربين الذين يحملون الرخصة «pro» ومع ذلك هم عاطلون عن العمل.. ما الأسباب؟ وعلى من يقع اللوم على المدرب أم على الأندية وهل بين المدربين من يعدون التدريب هو مجرد عمل إضافي لهم؟، أم لا تزال الثقة مفقودة بين المدرب «ابن البلد» وإدارات الأندية؟ وهل التوصية التي خرجت من اتحاد الكرة بإلزام الأندية بوجود الكادر الوطني ضمن الأجهزة الفنية اعتباراً من الموسم المقبل ستحل المشكلة؟..لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الغياب طرحنا بعض التساؤلات على شريحة من المدربين وكانت محصلة إجاباتهم في هذا التحقيق.

بدر طبيب: إدارات الأندية السبب

أوضح المدرب بدر طبيب والحاصل على الرخصة ( A ) أن السبب وراء جلوس المدربين المواطنين في المنازل؛ يعود الي إدارات الأندية التي لا تمنحهم الثقة ولا الفرصة الكافية للعمل، على الرغم من أن التجارب أثبتت عملياً نجاح المدرب المواطن عندما يحصل على الدعم والثقة، وأقرب مثال على ذلك ما حققه المدرب عبد العزيز العنبري مع الشارقة، وحصوله على لقب دوري المحترفين.

 وتابع قائلاً: المدرب المواطن يتمتع بمميزات مختلفة عن الآخرين؛ وهي أنه غير مكلف من الناحية المادية، وليست لديه أية شروط تعجيزية وقائمة من الطلبات مثل الأجانب، وربما تكون العقبة الكبيرة أمام المدرب الوطني هي عدم التفرغ لاحتراف المهنة، وهي نقطة أتفق فيها مع إدارات الأندية، فلابد أن يكون المدرب متفرغاً ويعطي كل وقته للتدريب، وأعتقد أن عدد المدربين المواطنين الذين يمارسون مهنة التدريب باحترافية لا يتعدي 10 مدربين؛ لذلك على المدرب المواطن أن يجتهد ويطور من نفسه ويتفرغ للمهنة، وذكر طبيب أنه يمتلك طموحاً ورغبة كبيرين في خوض تجربة التدريب خارج الدولة؛ لكي يستفيد ويفيد بها وطنه مستقبلاً؛ ولكن يجب أن يسبق هذه الخطوة التدريب على المستوى المحلي.

عبد الله حسن: مهمة الاتحاد تأهيل المدربين لا توظيفهم

يرى عبد الله حسن الخبير الفني بالاتحاد الدولي والمحاضر بالاتحاد الآسيوي، أن دور اتحاد الكرة هو تأهيل المدربين المواطنين وليس توظيفهم، مؤكداً في نفس الوقت أن التدريب مهنة محفوفة بالمخاطر وتحتاج إلى مغامرة وجرأة وتضحية بالوظيفة والتفرغ التام لها، إلا أن هناك من لا يريد أن يغامر بمستقبله الوظيفي، وذكر عبد الله حسن أن هناك مدربين مواطنين لديهم طموحات عالية ورغبة كبيرة في مجال التدريب، ويسعون بصفة دائمة إلى تطوير قدراتهم من خلال الاطلاع والبحث الدائم عن الجديد في مجال التدريب؛ ولكن للأسف هذه الفئة قليلة لأن الأغلبية يعدون التدريب عملاً إضافياً ولا يريدون التضحية بالوظيفة الحكومية ويرون أنها أكثر ضماناً وأماناً للمستقبل، وأشار عبد الله حسن إلى أن اللوائح الحالية التي سنها اتحاد كرة القدم تصب في مصلحة المدرب المواطن وتمنحه الفرصة لممارسة التدريب عملياً في الأندية وهذا يعني أن الكرة أصبحت في ملعب المدربين المواطنين.

أسماء غائبة

هناك أسماء كبيرة من المدربين المواطنين المهمين غائبة عن المشهد وبعيدة من المستطيل الأخضر على الرغم من خبرتها الطويلة، وكانت لها بصمات واضحة في الفترات الماضية سواء في المنتخبات الوطنية أو الأندية وعلى رأسهم المدرب القدير مهدي علي صاحب أفضل الإنجازات في مسيرة «الأبيض» والدكتور عبد الله مسفر وعيد باروت ووليد عبيد وحسن ابراهيم وهلال محمد وسليمان البلوشي وبدر طبيب والقائمة تطول.محمد شامس: 

المدرب الوطني ثروة قومية

قال المدرب محمد شامس الحاصل علي الرخصة( A ) الغائب عن العمل لعامين، إن تدخل إدارات الأندية في عمل المدرب المواطن في الشأن الفني وإقحامه في أمور بعيدة كل البعد عن الأمور الفنية ومحاسبته عليها بعد ذلك من أهم أسباب ابتعاد المدرب عن العمل في الأندية، بالإضافة إلي التجاهل الذي يتم بعد الاتفاق معه، هذا بجانب أن الغالبية العظمي من الأندية تفضل التعامل مع المدرب العربي والأجنبي، مع العلم بأن المدرب الوطني قريب من اللاعبين ولا يبالغ في شروطه ولا يهتم بالجوانب المادية كثيراً، فكل همه هو النجاح في عمله وترك بصمة جيدة في مجال التدريب.

وذكر شامس أن المدرب المواطن لا يمكن أن يضحي بوظيفته الحكومية ويتفرغ للتدريب وهو لا يشعر بالأمان، لذلك على الأندية التي ترغب في خدمات أي مدرب أن تطالب بتفرغه أو انتدابه من جهة عمله، خصوصاً أن الدولة لديها تسهيلات كبيرة في هذا الشأن، مؤكداً أن المدرب المواطن يتمتع بالكفاءة العالية ومخلص في عمله وكل ما يحتاج إليه هو الدعم والثقة وتوفير كل ما يلزمه والوقوف بجانبه، وطالب شامس بالاهتمام بالمدرب المواطن من منظور أنه منتج وطني وثروة قومية يجب الحفاظ عليها، أكثر من أي اعتبار آخر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"