عادي

«غرفة 304».. الروائي يختبئ من أبيه

23:43 مساء
قراءة دقيقتين
6

الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم

يغلب طابع البوح الذاتي على رواية «غرفة 304: كيف اختبأت من أبي العزيز 35 عاماً»، الصادرة لأول مرة عن دار «الشروق» للنشر والتوزيع، للكاتب عمرو عزت الذي يحاول فيها تقديم رؤية حول طبيعة العلاقة بينه وبين والده، والتباينات والاختلافات بين طرفي هذه العلاقة الأزلية، ويرى البعض أن أفكار الرواية تتقاطع؛، سواء عمداً أو من غير قصد، مع مفاهيم رمزية يمكن تلمّسها داخل مختلف المجتمعات التي تسعى للتغيير.

يحاول الكاتب من خلال أسلوب سردي سلس تسليط الضوء على مسألة الأبوّة بكلّ ما تمثله من أهمية في مجتمعاتنا، إلى جانب مناقشة مختلف الأفكار بين جيلي الآباء والأبناء، وكيف أن جيل الأبناء يلجأ أحياناً إلى المناورة والتحايل على جيل الآباء نظراً للاختلافات الشاسعة بين الجيلين، وبالتالي يحاول الأبناء نسج عوالمهم الخاصة بعيداً عن السلطة الأبويّة؛ بغض النظر عن المجال الذي يرغبون في خوضه.

لا شكَّ في أن مثل هذه المواضيع يُعنى بها القراء بمختلف فئاتهم ومشاربهم، ويقول أحد القراء إن «للكاتب قدرة على التعبير بذكاء وخفة ظل مضبوطة عن هواجس وأزمات شخصية أو عامة، ورغم ذاتية الرواية، إلا أنها في محطات كثيرة تقاطعت مع أزمات متشابهة مع سطوة الأب في محطات التعليم والسياسة والاستقلال، ولحظات التقارب والإعجاب والصِدام».

يصف قارئ آخر الرواية بأنها «جميلة جداً، ومكتوبة بفنية عالية وذكاء كبير، لقد أحببتها منذ قراءة أول مقطع فيها، وهي تعتبر من أفضل الروايات التي تعالج فكرة الأبوة»، وهو ما يذهب إليه أحد القراء بالقول إن «الرواية مدهشة وشديدة الجمال، وتنبع من تجربة شخصية مع الأب، حيث تناقش الرواية موضوع الأبوة وعلاقتها كسلطةٍ في حياتنا، وكذلك تقاطع سلطة الأبوة مع سلطات أخرى».

يتحدث أحد القراء عن تفاعله مع الرواية قائلاً: إن «سرد الكاتب جذاب وحميمي، ربما لأن هذا هو الحال مع غالبية الروايات المماثلة، والتي تُشعرك بأنك والكاتب صديقان بمعنى ما، وربما لأن انتماء الكاتب إلى نفس الطبقة أو الشريحة الاجتماعية الوسطى خلق حالة الألفة هذه، بما تحتويه من مفردات المنزل، والحي الشعبي، والمشاهد التي تُبرز مكانة الأب وسطوته، سواء داخل المنزل أو الحي، والتي تعرضنا لما يشابهها بشكل أو بآخر».

يبدي قارئ آخر إعجابه بالأسلوب المميز للكاتب، وتأثره بالرواية في الوقت ذاته، فيقول: «الكاتب هنا يعبر عن أزمات كثيرة مررنا بها جميعاً، التشتت والخوف في حياتنا، والحماية الأبوية والتمرد عليها حتى لحظة إدراك الوعي والقلق المصاحب لها، شكراً للكاتب على هذه الرواية الصادقة الشاعرية التي تلامس الوجدان».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"