هناك كثير من التهديدات الإلكترونية تستهدف أجهزة الهواتف النقالة الخاصة بنا، كالهجمات المرتبطة بمواقع الويب الضارة، ورسائل البريد الإلكتروني الموجهة التي تحوي مرفقات عالية الخطورة، وحتى الرسائل النصية المصممة لتدمير تلك الأجهزة.
تقوم «أبل» وغيرها من مصنعي الهواتف الذكية بعمل رائع في تأمين أجهزتها وبرامجها، ولكنها لن تستطيع فعل الكثير وحدها إذا لم نتخذ نحن المستخدمون، الاحتياطات الأساسية لأنفسنا، وهذا هو الحال بالتأكيد مع ميزة «واي فاي».
علينا اليوم أن نكون مدركين جيداً لمخاطر شبكات ال«واي فاي» العامة داخل المطارات ومراكز التسوق والمقاهي والمتاجر والفنادق وغيرها، التي تكون في الغالب مريحة ومجانية، وتضمن إمكانية وصول سلس وطبيعي لهواتفنا خارج المنزل، لكن بالمقابل، فإن حجم المخاطر يمكن أن يكون أسوأ مما نتوقع.
حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي، مرة أخرى هذا الشهر، المستخدمين من مخاطر شبكات «واي فاي» العامة، حيث يعمل الأمريكيون بشكل متزايد بعيداً عن المكاتب وفي كثير من الأحيان عن المنازل أيضاً. وسلط المكتب الضوء على الفنادق التي تروج اليوم لبيئات عمل مثالية لأولئك الذين يعملون عن بعد.
يمكن لقراصنة الفضاء الإلكتروني تنفيذ هجومهم الشرير من خلال إنشاء شبكة خاصة بهم تحمل اسماً مطابقاً لشبكة الفندق. وقد يتصل الضيوف عن طريق الخطأ بهذه الشبكة بدلاً من شبكة الفندق، وحينئذ سيتصل جهازك ببساطة شديدة تلقائياً بالشبكة تلك مراراً وتكراراً في كل مرة تعود فيها إلى الموقع، الذي كان الغرض منه في الأساس توفير الراحة، لكن هذه الراحة جلبت معها مخاطر أمنية كبيرة تجب عليك معالجتها.
يحذر الباحث الأمني شون رايت من أن معظم الأجهزة مهيأة للاتصال تلقائياً بالنقاط الفعالة المعروفة، فالضحايا لا يحتاجون إلى فعل أي شيء للاتصال، هم فقط بحاجة إلى أن يكونوا في النطاق.
هناك دائماً مخاطر لشبكات «واي فاي» العامة. يقول رايت: «تجنب الانضمام التلقائي إلى أي شبكة عامة. أنت لا تعرف أبداً من وراءها، ونظراً لأنها عامة ومفتوحة، فإنها تجعل الولوج أمراً سهلاً للغاية». فالمهاجم يمكنه بسهولة إعداد نقطة اتصال إنترنت خاصة به، باستخدام نفس المعرف. سيتصل هاتفك مباشرة عندما يكون في النطاق، والأسوأ من ذلك، أن جهازك الخاص يبحث باستمرار عن شبكات «واي فاي» مألوفة.
لا تكون شبكة الإنترنت المجانية دائماً كما نتوقع. ينسى كثير من الناس أن شبكات الاتصال العامة يمكن أن تكون خطرة على الأمن والخصوصية، وإذا استخدمنا هذه الشبكات العامة أثناء العمل بعيداً عن المكاتب في ظل قيود فيروس كورونا، فإننا نجازف بتعريض بيانات أصحاب العمل للخطر، وليس بياناتنا فقط.
* «فوربس»
