عادي

الوجودية..الفلسفة لا تموت

23:03 مساء
قراءة دقيقتين
1

اختفى الإنسان أو أصبح بلغة سارتر «زائداً عن الحاجة» لم نعد بحاجة إلى ذلك الكائن، الذي رفعه فلاسفة «عصر التنوير» إلى مصاف التقديس، غاب هذا الكائن، وأصبح المعبر عنه دائماً بصيغة المجهول، وقضية الاغتراب من القضايا التي تضعنا للوهلة الأولى وجهاً لوجه، أمام الإنسان، فهي تمثل الهم المشترك للعديد من التخصصات الإنسانية مثل الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم السياسة والأدب والفن، وهنا يذكر أحد الكتاب المعاصرين أن كلمة الاغتراب استخدمت في العصر الحديث على نطاق شديد الاتساع للإشارة إلى بعض الظواهر مثل فقدان الذات، حالات القلق، اليأس، استلاب الشخصية، اللامبالاة، اقتلاع الجذور، العزلة، فقدان المعنى.

وفي كتابه «الإنسان وحيداً» يشير د. حسن حماد، إلى أن دائرة من يمكن وصفهم بالمغتربين تتسع لتشمل النساء وعمال المصانع وذوي الياقات البيضاء، والعمال المهاجرين والفنانين المنتحرين، والمضطربين عقلياً، والمسنين والمراهقين بشكل عام، وعلى هذا النحو لم يستثن كاتبنا أحداً من أبناء العصر من السقوط في حبائل الاغتراب، واختيار المؤلف للاغتراب الوجودي بشكل خاص، يعود إلى الإيمان بأن الوجودية من أهم الفلسفات التي انحازت للإنسان، بطريقتها الخاصة، وهي تنطلق في فهمها للاغتراب من رؤية انطولوجية تعالج الاغتراب على أنه أحد الإمكانات المنقوشة في القلب الإنساني.

يرى د. حسن حماد، أن الوجودية لا تزال قادرة على الإجابة عن كثير من الأسئلة، التي تؤرق العقل البشري في عصرنا الراهن، وهذا ما يدعو إلى رفض تلك الدعاوى، التي تذهب إلى أن الوجودية قد ماتت، إن الوجودية في رأي الكاتب مثل أي فلسفة لم تمت، ونحن بحاجة إلى أن نستعيد في الذاكرة مرة أخرى بعض مبادئ وأفكار الوجودية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"