عادي

القطاع الخاص شريك تطوير قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة في دبي

14:07 مساء
قراءة 5 دقائق
دبي تحتضن مشاريع طاقة مستدامة عملاقة
دبي تحتضن مشاريع طاقة مستدامة عملاقة

أشار تقرير «الآفاق العالمية للطاقة المتجددة: تحول نظام الطاقة 2050» الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا) في إبريل 2020، إلى أن تحول نظام الطاقة يمكنه إحداث تطور اقتصادي واجتماعي واسع، مدعوماً بسياسات شاملة لخفض انبعاثات الكربون، ومن شأن استخدام الهيدروجين والوقود الصناعي والتقنيات الكهربائية المباشرة وأنواع الوقود الحيوي وإدارة الكربون المساهمة في تحقيق الهدف العالمي المتمثل في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بعد عام 2050، لتحقيق الحياد الكربوني، بالإضافة إلى نماذج الأعمال المبتكرة والتغييرات الهيكلية والتكيف السلوكي.
كما أشار تقرير «التعافي بعد كوفيد: أجندة عمل لتحقيق المرونة والتنمية والمساواة» الذي أصدرته الوكالة الدولية في إبريل الماضي، إلى أن كل مليون دولار يتم استثمارها في قطاع الطاقة المتجددة توفر ثلاثة أضعاف عدد الوظائف التي يوفرها نفس حجم الاستثمار في قطاع الوقود الأحفوري، وأن رفع الإنفاق الحكومي والخاص على الطاقات المتجددة من شأنه أن يحفز الاقتصاد العالمي ويوفر نحو 19 مليون فرصة عمل إضافية بحلول عام 2030.

التخطيط الاستراتيجي لمستقبل أكثر استدامة

تبرز الطاقة المتجددة باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز الاستدامة، ما يجعلها في مقدمة الأولويات الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تضع الاستدامة في مقدمة أولوياتها وتقود الجهود السبّاقة لتبني أحدث الابتكارات الدافعة لمسيرة مواجهة آثار تغيّر المناخ والتخفيف من الاحتباس الحراري، مقدمةً مساهمات بارزة في دعم «أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030».

وقد اتخذت دولة الإمارات خطوات مُبكرة نحو الاستعداد لوداع آخر قطرة نفط، وتحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على بيئة نظيفة وصحية وآمنة. واليوم، تقود دولة الإمارات الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال، حيث تستهدف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، وستستثمر الدولة 600 مليار درهم حتى عام 2050، لضمان تلبية الطلب على الطاقة، واستدامة النمو في اقتصاد الدولة.

استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050

تعد دبي من المدن الرائدة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، والسباقة في ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وإيجاد حلول بديلة عن الطاقة التقليدية، بما يدعم التنمية المستدامة في الإمارة. وتهدف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى أن تكون دبي المدينة الأقل في البصمة الكربونية بحلول عام 2050، وتوفير 75% من القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. ويتطلب تحقيق أهداف الاستراتيجية قدرة إنتاجية تزيد على 42 ألف ميجاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة بحلول عام 2050.

تتضمن الاستراتيجية 5 مسارات رئيسية: البنية التحتية، والبنية التشريعية، والتمويل، وبناء القدرات والكفاءات، وتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة. وتندرج تحت مسار البنية التحتية مبادرات مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية على مستوى العالم في موقع واحد بطاقة إنتاجية تصل إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030. وتحظى مشروعات المجمع منذ إطلاقه باهتمام كبير من المطورين العالميين، الأمر الذي يعكس ثقة واهتمام المستثمرين بالمشروعات الكبرى التي تتبناها حكومة دبي، وتبلغ قدرة مشروعات الطاقة الشمسية في المجمع حالياً 1013 ميجاوات بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية، وقدرة المشروعات قيد التنفيذ 1850 ميجاوات بتقنيتي الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة؛ في سبيل الوصول إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030.

تعزيز الشراكة بين القطاعين 

أسهمت البنية التحتية المتطورة التي تمتلكها دولة الإمارات وموقعها الاستراتيجي، إضافة إلى انفتاحها على العالم ووجود البيئة الجاذبة للاستثمارات والقوانين التي تحمي حقوق المستثمرين، في ترسيخ ريادتها العالمية في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزيز مكانتها كوجهة مهمة لأكبر الشركات والمؤسسات والعلامات التجارية العالمية، والمكان المفضل للعيش والعمل وريادة الأعمال. واعتمدت دبي في تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، نظام المنتج المستقل للطاقة الذي يعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وتبلغ قيمة استثمارات هيئة كهرباء ومياه دبي في قطاع الطاقة نحو 86 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة.

وقال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: «ينص المبدأ الرابع ضمن المبادئ الثمانية لدبي أن:«نمو دبي تقوده ثلاثة محركات؛ حكومة ذات مصداقية ومرونة وتميز، وقطاع خاص نشط وعادل ومفتوح للجميع، وقطاع شبه حكومي ينافس عالمياً ويحرك الاقتصاد محلياً». وفي ظل الرؤى الطموحة والنهضة التنموية التي تشهدها دبي في المجالات كافة، والتي تترجمها إلى مشروعات عملاقة وفرص واعدة لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة، بات التعاون والتكامل بين القطاعين الحكومي والخاص ركيزة مهمة لتحقيق طموحات الإمارة 
وترسيخ مكانتها كنموذج متطور يوفر المناخ الملائم والبيئة الداعمة للاستثمار. وفي هيئة كهرباء ومياه دبي، لدينا شراكات استراتيجية مع العديد من الشركات العالمية، لا سيما في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة. وتتعاون الهيئة مع شركات عالمية في تنفيذ مشروعات مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وفق نظام المنتج المستقل للطاقة. وقد اجتذبت الهيئة استثمارات تقدر بنحو 40 مليار درهم من خلال هذا النموذج الذي يعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وحققت الهيئة من خلاله أرقاماً قياسية عالمية في أدنى الأسعار لمشروعات الطاقة الشمسية لخمس مرات متتالية، حتى باتت دبي معياراً لأسعار الطاقة الشمسية على مستوى العالم».

معرض ويتيكس ودبي للطاقة الشمسية

انسجاماً مع رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في تحويل التحديات إلى فرص، نظمت هيئة كهرباء ومياه دبي هذا العام معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس) ودبي للطاقة الشمسية عبر منصة افتراضية ثلاثية الأبعاد في الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر، وذلك للمرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد استقطب المعرض هذا العام 63,058 زائراً من مختلف أنحاء العالم، ويعد العدد الأكبر من الزوار في تاريخ المعرض على مدى 22 عاماً. 

يعد معرض ويتيكس ودبي للطاقة الشمسية الأكبر من نوعه في المنطقة وأحد أكبر المعارض المتخصصة في العالم، وبات موعداً سنوياً تترقبه الشركات والمؤسسات العالمية المتخصصة في قطاعات الطاقة والمياه والبيئة والنفط والغاز والتنمية الخضراء، لتوسيع دائرة أعمالها وتعزيز أنشطتها انطلاقاً من دولة الإمارات، ملتقى الحضارات وأرض الفرص وتحقيق الطموحات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"