ترامب ـ بايدن.. «الحرب الانتخابية» تصل ذروتها

فيما تفصل الناخبين الأمريكيين ساعات عن حسم السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض، كثف الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، حملتيهما الانتخابيتين. وشدد المرشح الجمهوري الهجوم على خصمه بايدن ورماه بكل الصفات الذميمة وخوف الأمريكيين منه، باعتبار أنه إذا فاز فسيدمر أشياء كثيرة في البلاد اقتصادياً واجتماعياً، كما لم يوفر ترامب الأطباء واتهمهم بأنهم يتربحون من انتشار فيروس كورونا المستجد، ما أثار ضده غضباً واسعاً استغله بايدن ليرسم صورة مغايرة، ويؤكد أنه لن يغلق البلاد، كما يتهمه ساكن البيت الأبيض.

هجوم لاذع

ومع عودة انتشار فيروس كورونا بضراوة ، وجه ترامب لوماً لاذعاً للمسؤولين الحكوميين المعنيين بالتصدي للجائحة والعاملين في المجال الطبي.وألقى ترامب اتهامات جزافاً، وقال إن الأطباء يجنون قدراً أكبر من المال بموت مرضاهم، مواصلاً انتقادات سابقة لخبراء في المجال الطبي مثل الدكتور أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد.

وانتقد ترامب المسؤولين الديمقراطيين في مينيسوتا لفرضهم قواعد التباعد الاجتماعي التي جعلت تجمعه الانتخابي مقتصراً على 250 شخصاً. وقال: «هذا شيء صغير لكنه شيء مروع».

اتهام بالاستسلام

واتهم بايدن ترامب بالاستسلام في معركة التصدي للمرض الذي قتل ما يقرب من 229 ألف أمريكي، وأصاب نحو ثلاثة في المئة من السكان. وقال بايدن: «الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمزق أمريكا هو أمريكا نفسها، وهذا بالضبط ما يفعله دونالد ترامب».

وتعهد المرشح الديمقراطي بعدم إغلاق الولايات المتحدة بسبب جائحة فيروس كورونا في حال فوزه في السباق الانتخابي. وقال في تغريدة نشرها مساء الجمعة: «لا أنوي إغلاق البلاد. لا أنوي إغلاق الاقتصاد. أنوي إغلاق الفيروس».

تدمير المحكمة العليا

وشن ترامب هجوماً على منافسه بايدن، مدعياً أن الأخير «سيدمر» المحكمة العليا إذا تم انتخابه، وسيملأ المحكمة بقضاة «اليسار». وكتب في حسابه على «تويتر»: «إذا تم فعلاً انتخاب جو بايدن رئيساً، فإن القضاة الأربعة (زائد 1) الذين ساعدوا في تحقيق مثل هذا الفوز السخيف سينزلون إلى مرتبة ليس فقط في محكمة معبأة بشكل كبير، ولكن على الأرجح محكمة قابلة للانعكاس أيضاً. على الأقل سيكون العديد من القضاة الجدد من اليسار الراديكالي». وفي تغريدة منفصلة، قال ترامب: «بايدن سيدمر المحكمة العليا للولايات المتحدة. لا تدعوا هذا يحدث».

خراب عام

كما قال ترامب، إن الأمريكيين سيحرمون من الكهرباء والتدفئة .

وأضاف في كلمة توجه بها إلى أنصاره في ولاية ويسكونسن، الجمعة، أن «بايدن تعهد بتدمير صناعة النفط الأمريكية بأكملها، ولن يكون هناك تكسير (استخراج الهيدروكربونات عن طريق التكسير الهيدروليكي)، ولا مصادر للطاقة.. لن تكون هناك تدفئة في الشتاء، ولن تعمل مكيفات الهواء في الصيف، ولن تكون هناك كهرباء.. أنتم محظوظون لأنني رئيسكم».

ووسع ترامب في وقت لاحق قائمة الخدمات التي سيفقدها الأمريكيون في حال فاز بايدن، وقال في كلمة أمام أنصاره في ولاية مينيسوتا: «لن تكون هناك مدارس، ولا تخرج، ولا حفلات زفاف، ولا عيد شكر، ولا عيد ميلاد، ولا 4 يوليو (عيد الاستقلال)، لن يكون هناك مستقبل للشباب الأمريكي».

وفي وقت سابق قال ترامب، إن الولايات المتحدة ستشهد هجمات إرهابية مثل تلك التي ضربت حالياً فرنسا، في حال فوز بايدن.

الاندفاعة

وتوجه ترامب أمس السبت، إلى ولاية بنسلفانيا التي لم تشهد حتى الآن قفزات كبيرة في الإصابات بكورونا كتلك التي تهدد قدرة المستشفيات في ويسكونسن وغيرها من الولايات الأخرى، الحاسمة. ومع ذلك توفي نحو 8700 شخص في الولاية جراء المرض هذا العام.

وتوجه بايدن إلى ميشيجان رفقة الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان بايدن نائباً له خلال رئاسته. والولايتان أساسيتان للفوز بالانتخابات الرئاسية.

وللمرة الأولى منذ بدء الحملة، صعد بايدن على المنصة مع الرئيس السابق أوباما في تجمعين على نسق «درايف إن» في مدينتي فلينت وديترويت في ولاية ميشيجان. وكان المغني ستيفي ووندر ضيفاً خلال الأمسية. وتضم هذه الولاية الواقعة شمال شرقي البلاد 16 من كبار الناخبين، من أصل 270 يحتاجها أي مرشح لدخول البيت الأبيض.

ومنذ أسبوع يضع  أوباما شعبيته في خدمة نائبه السابق مع عقد عدة تجمعات انتخابية في فلوريدا وبنسلفانيا خصوصاً.

وتجول ترامب أمس في ولاية بنسلفانيا الأساسية، وعقد ثلاثة تجمعات انتخابية. وكان فاز بولاية بنسلفانيا أيضاً بشق الأنفس في مواجهة هيلاري كلينتون عام 2016. (وكالات)