عادي
د. علي العامري رئيس مجلس إدارة مجموعة الشموخ يتحدث لـ«الخليج»:

شـركات الخدمات النفطية مطالبة بالتأقلم مـع تراجـع الأسعار

21:10 مساء
قراءة 4 دقائق
1

أبوظبي: عدنان نجم

أكد الدكتور علي العامري رئيس مجلس إدارة مجموعة الشموخ للخدمات النفطية، أن انعقاد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك» 2020 في ظل الظروف الراهنة، يعد من أولويات القائمين على صناعة النفط والغاز، ومحاولة إيصال الرسائل المطمئنة إلى العالم بأن الصناعة النفطية لا تزال بخير وأنها تقاوم الظروف الصعبة وأن أبوظبي ودولة الإمارات، تعد مركز هذه الصناعة في الشرق الأوسط، وهي بذلك تتحدى هذه الظروف وتقيم المؤتمر عن بعد؛ حيث إن المؤتمرات المرئية تعد واحدة من أهم أساليب التغلب على الظروف التي فرضت نتيجة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.

قال العامري لـ«الخليج»: «إن التأثيرات التي تعرضت لها شركات خدمات النفط بسبب «كوفيد- 19» تسببت بصدمة سلبية على مستوى العرض والطلب في أسواق النفط، بسبب القيود على السفر وإجراءات الحجر الصحي، كما تأثر العرض بنقص المواد الخام، ورأس المال والمستلزمات الوسيطة بسبب تعطل النقل وإغلاق الشركات، ونتيجة للصعوبات الاقتصادية حول العالم وتعطل سلاسل القيمة العالمية انخفض الطلب على السلع والخدمات وخاصه النفط، كما انخفض الطلب المحلي بسبب التراجع المفاجئ في النشاط التجاري، وبسبب انخفاض حركة السفر وتراجع معدلات الاستثمار والاستهلاك، وتراجع أسعار النفط بسبب الظروف العالمية والإجراءات التي تتخذها دول «أوبك»، فقد أثرت هذه الحالة في القطاع الخاص، مما أجبر معظم الشركات على التأقلم واتباع أسلوب يناسب بيئتها». 

وأضاف: «لقد استفادت الشركات من المبادرات والمحفزات الحكومية، وتخفيف شروط الائتمان، التي بدورها ساعدت الشركات على النجاة من تراجع الدخل والحيلولة دون تسريح العمال، وقد اتجهت بعض الشركات نحو التكنولوجيا المتطورة، والخدمات الرقمية على وجه السرعة لخفض النفقات والعمل عن بعد لاستمرارية الإنتاجية».

الصورة
د. علي العامري

سوق النفط العالمي

وحول حاجة سوق النفط العالمي لمزيد من التخفيض في الإنتاج من أجل تعديل الأسعار وارتفاعها للمستويات القياسية، قال العامري: «يعد سوق النفط من أسرع الأسواق تحركاً، ويرتبط تداول النفط بمعدل العرض والطلب، ولا يرتبط العمل في تداول النفط بالكميات لما له من أهمية استراتيجية عالمية وتأثير كبير في حركة الاقتصاد العالمي والطاقة، كما يتأثر سوق تداول النفط بالأزمات السياسية والحروب، وخاصة في الدول المصدرة له والمعتمدة عليه في اقتصادها القومي، وكذلك الكوارث الطبيعية من زلازل وعواصف وحالة المناخ والأمراض والأوبئة».

الذكاء الاصطناعي

وأكد رئيس مجلس إدارة مجموعة الشموخ للخدمات النفطية، أن المجموعة سعت إلى تعزيز تعاونها مع شركات التكنولوجيا المتخصصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز الشراكات للتعاون معها، موضحاً أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستؤدي إلى تحولات جذرية في صناعة النفط، مبيناً أن تأثيرها سيمتد إلى كافة العمليات التشغيلية للصناعة، بدءاً من الحفر والاستكشاف، مروراً بالإنتاج، وانتهاء بالتوزيع. 

وقال العامري: «سيؤدي التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية لكافة العمليات، ومن ثم خلق وفورات اقتصادية كبيرة، كما سعت بعض الشركات إلى استغلال تقنيات لاستخراج النفط أكثر كفاءة وأقل كلفة لها كشركات النفط الصخري الأمريكية التي تستمر في تطوير تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي أملًا في خفض تكلفة إنتاج البرميل الواحد، لكي تتماشى مع الأسعار العالمية المنخفضة».

الشركات الوطنية

وحول أهمية إيلاء الشركات الوطنية، الاهتمام لتنفيذ المشاريع في قطاع الطاقة وتمكينها من مواصلة أعمالها في ظل الظروف الراهنة، قال العامري: «إن تفشي جائحة كورونا المستجد سيؤدى إلى إعادة النظر في طريقة الأعمال مستقبلاً؛ حيث كشف فيروس كورونا هشاشة العديد من الشركات الدولية أمام اضطرابات سلاسل إمدادات التجارة الدولية، لذا فإن كثيراً من الشركات ستعمل في المستقبل على المزيد من التنويع والتموضع والاعتماد على الشركات المحلية، وسوف تعمل الدول على جذب الاستثمارات الأجنبية الباحثة عن سلاسل إمداد بديلة، وتشجيع الشركات المحلية على عقد شراكات وجذب الشركات العالمية لفتح فروع لها محلياً».

تحديات تواجه الشركات 

وعن أهم التحديات التي تواجه شركات الخدمات النفطية المحلية وكيفية التغلب عليها، أجاب د. العامري بالقول: «في الربع الأول من العام الحالي، وبسبب الانكماش الاقتصادي العالمي وسط انتشار جائحة «كوفيد- 19»، تراجعت أسعار النفط إلى مستوى غير مسبوق تاريخياً؛ حيث دخلت صناعة النفط والغاز في فترة صعبة للغاية وهي تشهد تغيرات لم تشهد لها الصناعة مثيلاً، وأن مستقبل شركات خدمات حقول النفط والغاز في الإمارات وقد يكون في العالم العربي على المحك بسبب ما ذكر، ولعدم ملاءمة نموذج الأعمال التقليدي الحالي؛ إذ تواجه معظم الشركات تراجعاً في حجم أعمالها وتقليص حجمها ومحاوله البقاء عبر طريقة نموذج العمل القديم».

وأضاف: «من المهم تطوير الثقافة المؤسسية لتواكب عمل شركات خدمات النفط العالمية وتغير منهجها، وأعتقد أنه على مدار السنوات ال 25 الماضية لم تواكب بعض الشركات التطورات التكنولوجية ولم تقم بتطوير قدراتها الفنية والإدارية بالشكل الذي يساعدها على مراحل المستقبل لعدم وجود البحث والتطوير وفي المقابل اكتسبت الشركات الخدمية الأجنبية، هذه الميزات التكنولوجية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"