عادي

مايك بنس هادئ ومحافظ وسط عاصفة ترامب

01:05 صباحا
قراءة دقيقتين
الانتخابات الامريكية

خلف الرئيس دونالد ترامب، يقف نائبه مايك بنس الهادئ والمحافظ للغاية والمسيحي الورع الذي قد يتمكن من إقناع الناخبين المتدينين، القاعدة الناخبة التي يعتبر تصويتها حاسماً للفوز بولاية ثانية بعد غد الثلاثاء.

بابتسامته الخجولة، وشعره الأبيض المصفف على الدوام، يبدو أسلوب بنس (61 عاماً) على تناقض تام مع شخصية ترامب المثيرة للجدل . حين يهاجم ترامب بانتظام خصومه أو وسائل الإعلام الكبرى، يحافظ بنس على هدوئه.

وبينما يؤكد الرئيس المطلّق مرتين أنه مؤمن، لكنه لا يذهب إلى الكنيسة كثيراً، لا يتوقف بنس عن تأكيد تدينه، ومعروف عنه أنه يرفض البقاء وحيداً في غرفة مع امرأة ليست زوجته كارين.

ويترك بنس بكل طيبة خاطر الأضواء للرئيس، ويعمل في الظل مع الكونجرس والمسؤولين الجمهوريين، أو يقوم بمهمات دبلوماسية حساسة.

عينه ترامب على رأس خلية الأزمة التي تولت إدارة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في مارس/آذار، وكانت تصريحاته في هذا الشأن مدروسة على الدوام، بعيداً عن الاستفزازات أو التقديرات أو المعلومات غير الدقيقة التي يطلقها الرئيس، وكل ذلك مع الحرص على ألا يكون أبداً في تناقض مع الرئيس.

ويشيد أنصار ترامب بولائه، فيما يندد منتقدوه ما يعتبرونه تملقاً أتاح له البقاء في منصبه.

في مواجهة منافسته كامالا هاريس خلال المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، كان منضبطاً في إجاباته، لكن بالنسبة لأدائه تبقى عالقة في الأذهان الذبابة التي حطت على شعره الأبيض لمدة دقيقتين.

وبنس محام عمل سابقاً مقدم برامج إذاعية. وهو يعرف جيداً كواليس واشنطن، ويحظى بتقدير من الجمهوريين بعدما كان عضواً في مجلس النواب من 2001 حتى 2013 والمسؤول الثالث في الحزب من 2009 إلى 2011.

وبنس وترامب لم يكونا قريبين بشكل خاص في البداية، قبل أن يختاره ليشغل منصب نائب الرئيس في 2016. وقد سرت شائعات بأن ترامب فكر في تغيير بنس هذا العام لإعطاء دفعة لحملته. لكن الرئيس استفاد من علاقاته الوثيقة بالناخبين المسيحيين البيض ولعبوا دوراً رئيسياً في فوزه قبل أربع سنوات.

وبنس الحاكم السابق لولاية إنديانا الذي نشط جداً في الحملة الانتخابية، وخصوصاً في ولايات الوسط الغربي للولايات المتحدة يصف نفسه بأنه مسيحي، ومحافظ، وجمهوري.. بهذا الترتيب.

وحين كان حاكماً لولاية إنديانا، برز كمدافع عن القيم العائلية التقليدية، ومناهض للإجهاض وزواج المثليين. وأعلن أخيراً رفضه استضافة لاجئين سوريين في ولايته. 

لكن مواقف بنس صبت في مصلحة ترامب في صفوف المحافظين التقليديين، وخصوصاً الإنجيليين، بعدما أبدوا تردداً كبيراً حيال شخصية رجل الأعمال.

كذلك، اضطلع بنس بدور بانتصارات ترامب في ولايات الحزام الصناعي الممتد في شمال شرق الولايات المتحدة، وهي منطقة شهدت تراجعاً اقتصادياً، ومن أبرز ولاياتها إنديانا وأوهايو المجاورة. وشكل ذلك عاملاً حاسماً لفوزه في السباق الرئاسي.

في العام 2017، أكد المستشار الرئاسي السابق ستيف بانون دوره الحاسم في الانتخابات. وقال لمجلة «نيويوركر» إن «ترامب حصل على أصوات القوميين الشعبويين، لكن بنس هو الأساس»، مؤكدا أنه «من دون بنس لا نكسب».

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد بيو أن أمريكياً من أصل أربعة هو إنجيلي. (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"