بلغت قيمة الدعم الذي قدمته أكبر 4 بنوك في الدولة للعملاء المتضررين من جائحة كوفيد-19 نحو 34 مليار درهم بنهاية شهر سبتمبر الماضي، فيما تمثل الدعم في تأجيل سداد دفعات مستحقة خلال الأشهر الماضية كجزء من خطة الدعم التي طرحها مصرف الإمارات المركزي منذ بداية الأزمة موفراً قروضاً بدون فائدة للبنوك بقيمة 50 مليار درهم لمساعدتها في توفير الدعم اللازم لعملائها لمواجهة تبعات الأزمة.
وأظهرت البيانات المالية لهذه البنوك أن جزءًا من الدعم المقدم للعملاء قد تم سداده بالفعل بعد انتهاء فترة تأجيل السداد، حيث تقدم البنوك الدعم موزعاً على أساس مجموعتين: الأولى تشمل العملاء الذين لا يتوقع أن يواجهوا تغييرات كبيرة في ملاءتهم الائتمانية وأمور تتخطى نطاق السيولة والذين يتأثرون بشكل مؤقت وطفيف بجائحة كوفيد 19 وبالنسبة لهؤلاء العملاء، يعتقد أن تكون مزايا تأجيل الدفعات فعالة، وبالتالي من غير المتوقع أن يطرأ هناك تأثير جوهري على القيمة الاقتصادية للتسهيلات. ويخضع هؤلاء العملاء للرقابة المستمرة لأي تغييرات قد تطرأ على جدارتهم الائتمانية من حيث المعايير المناسبة لفئات تصنيفهم والتدرج في مراحل خسائر الائتمان المتوقعة ذات الصلة بهم وفق المعيار الدولي لإعداد التقارير المالية رقم 9.
وتشمل المجموعة الثانية العملاء الذين يتوقع أن يواجهوا تغييرات كبيرة في ملاءتهم الائتمانية، بالإضافة إلى مشكلات السيولة التي ستتم معالجتها من خلال تأجيل الدفعات بالنسبة لهؤلاء العملاء، هناك انخفاض في مخاطر الائتمان كاف ليدفع بالانتقال من فئة إلى أخرى ضمن التصنيف في إطار المعيار الدولي لإعداد التقارير المالية رقم 9 وتواصل البنوك الرقابة على الملاءة الائتمانية لهؤلاء العملاء، لا سيما مؤشرات العجز المحتمل لأداء أي من التزاماتهم عند الاستحقاق.
وقدم بنك أبوظبي الأول دعماً بقيمة 7.5 مليار درهم للعملاء المتضررين من الجائحة، وأوضحت البيانات المالية للبنك أن النسبة الأغلب من عمليات التأجيل كانت ضمن المجموعة الأولى والتي تصنف باعتبارها محدودة المخاطرة للعملاء الذين كان تضررهم من الأزمة محدوداً نتيجة توقف أو خفض مؤقت للراتب، ووصلت قيمة الدفعات المرجلة ضمن هذه المجموعة إلى 6.45 مليار درهم، مقابل 1.03 مليار ضمن المجموعة 2.
وقدم بنك الإمارات دبي الوطني دعم للعملاء المتضررين بالجائحة وصل إلى 8.5 مليار درهم قدمها لأكثر من 98.5 ألف عميل، واسترد البنك خلال الفترة وقبل نهاية سبتمبر 2020 ما قيمته 1.95 مليار درهم من الدفعات المؤجلة، لتصل قيمة الدعم الذي ما زال مستحقاً للبنك حوالي 6.6 مليار درهم.
وقدم أبوظبي التجاري خلال الأشهر الماضية حتى نهاية شهر سبتمبر دعماً بقيمة 9.96 مليار درهم لنحو 67 ألف عميل، واسترد البنك خلال الفترة دفعات بقيمة 2.24 مليار درهم ليبقى له حوالي 7.7 مليار درهم هي قيمة الدفعات المستحقة التي لم تحصل بعد.
وقام البنك بسحب مبلغ بقيمة 8.85 مليار درهم من الأموال المتعلقة بخطة الدعم الاقتصادي الموجهة المخصصة له، حيث تم سداد ما قيمته 1.1 مليار درهم منها بعد نهاية فترة التقارير المالية وقام بتحويل مبلغ بقيمة 9.96 مليار درهم للعملاء (حوالي 8.97 منها وجهت لعملاء البنك من الشركات والبقية للعملاء الأفراد) عن طريق عمليات تأجيل الدفع، حيث تمت تسوية مبلغ بقيمة 2.24 مليار درهم منها لاحقاً من قبل العملاء كما في 30 سبتمبر.
وتم منح تأجيلات الدفع لعملاء الشركات والشركات الصغيرة والمتوسطة والأفراد بما يتماشى مع لوائح المصرف المركزي لضمان دعم العملاء المتأثرين بوباء كوفيد- 19 من خلال تأجيل الدفع المؤقت.
من جانبه قدم بنك دبي الإسلامي دعماً بقيمة تصل إلى 8 مليارات درهم لعدد يصل إلى 52.5 ألف عميل وحصلت المجموعة على تمويل بقيمة 5.89 مليار درهم من الدعم الذي وفره مصرف الإمارات المركزي لعملاء البنوك المتضررين من الجائحة.
وكان مصرف الإمارات المركزي أعلن في يوليو الماضي أن عدد المستفيدين من تأجيلات البنوك للدفعات المستحقة من العملاء وصل إلى 320 ألف عميل، 140 ألف منهم استفادوا من خلال خطة الدعم والبقية استفادوا من دعم من قبل البنوك لمساعدتهم على مواجهة انعكاسات الجائحة.
ووصلت قيمة المبالغ المسحوبة من إجمالي الدعم ضمن الخطة البالغة قيمته 50 مليار درهم، إلى 44.4 مليار درهم بحسب آخر بيانات من مصرف الإمارات المركزي.
