عادي

محفل يثري الفكر

23:44 مساء
قراءة 6 دقائق
معرض الشارقة للكتاب

عمّان: «الخليج»

ينظر ناشرون أردنيون إلى معرض الشارقة للكتاب على أنه محفل فكري متفرد ومقياس لنجاح الإصدارات ومؤشر لتحديد خريطة عمل دور الطباعة والتوزيع وحدث مهم لا يمكن تفويته، وأكدوا ل«الخليج» تميز المعرض على مستوى التنظيم والإدارة والإقبال الجماهيري، والاحتفاء بتوقيع إصدارات جديدة وثراء الفعاليات المصاحبة، إلى جانب تحفيزه على التنافس النوعي والحرص على الانضمام لأجنحته سنوياً.

قال ماهر الكيالي مدير المؤسسة العربية للدراسات والنشر: يختلف معرض الشارقة عن غيره على مستوى الوطن العربي، ليس بقدرته فقط على قياس مؤشر علاقة الإصدارات التي يقدمها الناشر مع القارئ، ولا في نوعية الندوات والفعاليات المصاحبة فحسب، ولكن أيضاً في قدرته على التطوير والتجدد وحصده اهتماماً رسمياً ينسجم مع مقر ومكانة إقامته.

 نحرص كل عام على المشاركة في المعرض بتقديم أفضل وأحدث الإصدارات، ونهتم كثيراً بحضورنا في هذا الحدث البارز على صعيد الثقافة والوعي والتنوير، ولدينا مجموعة كتب جديدة نعتزم طرحها لأول مرة في الدورة الجديدة هذا العام، في مقدمتها مذكرات سياسية تاريخية بعنوان «القرار» تركت أصداء واسعة بمجرد الإعلان عنها مؤخراً، فضلاً عن روايات ودراسات فكرية وأخرى في مجالات أدبية.

 تأتي هذه الدورة تحديداً في ظروف استثنائية وهي تعتبر بمثابة منقذ لوجود الناشر في معرض كتاب عريق، بعدما تسببت جائحة فيروس كورونا المستجد في تجميد فعاليات مشابهة طوال الفترة الماضية، مما يكسب الحدث أهمية إضافية، ويجعله بادرة أمل حقيقية للثقافة ويُثبت قدرة الفكر والوعي في الانتصار على كل المصاعب والبحث عن حلول دون استسلام.

 هناك اختلافات ملموسة تجعل هذا المعرض متميزاً ومهماً لكل ناشر حقيقي، فهو يعتبر من أكبر التجمعات الفكرية والثقافية، ويحظي بتخطيط وجهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة المعروف بتقديره الكبير لقيمة المعرفة، ولذلك يُعد مثالاً يحتذى في كيفية اهتمام الحاكم بالكتاب والثقافة وحرصه الشديد على الجودة في التنظيم وتوفير جميع السبل اللازمة لإنجاح الحدث والاهتمام برصد الملاحظات والعمل على تكريس الإيجابيات.

ووصف الكيالي حصيلة الناشر في كل دورة للمعرض ب«القيّمة» على صعيد تفاعل المثقفين، وتحقيق التلاقي مع أطراف تتعلق بالترجمة والتوزيع وكفالة مستلزمات العرض، وتوقيع الكتب والتسويق للإصدرات والتواصل المباشر الحيوي مع جمهور متنوع وجهات ثقافية متباينة من مختلف دول العالم.

وأشار الكيالي إلى أنشطة وملتقيات مُصاحبة مهمة ناقشت هموم دور النشر ومواضيع حيوية مثل «الكتاب الإلكتروني»، وحقوق الملكية الفكرية ومشاكل التوزيع وغيرها. وأضاف: القائمون على المعرض يجيدون التعامل مع المشاركين ويكفلون تسهيل كل الأمور، وهم هذه المرة أمام تحدٍ إضافي بسبب فرض شروط صحية ووقائية وإصرارهم على المضي رغم ذلك، وهذا دليل إضافي على رؤية ثقافية ثاقبة تجمع بين استمرار الحصول على وسائط المعرفة وتوفير سبل احترازية دقيقة.

مقياس حقيقي

وأكد سليم النجار مدير دار هبة للنشر والتوزيع، اكتساب معرض الشارقة الدولي للكتاب أهمية فكرية ومعرفية وثقافية، تفوق المردود المادي المباشر على الناشر، وقال: من لا يشارك في معرض الشارقة للكتاب كأنه لم يتواجد بإصداراته على الساحة الثقافية، لأن المعرض بمثابة مقياس حقيقي لمدى النجاح في الوصول لمختلف فئات وأطياف واهتمامات وطبقات المجتمع.

 هناك معايير كفلت تفوّق هذا المعرض وجعلته مقصداً مهماً للناشرين بما لا يتحقق في معارض أخرى، فهو يستقطب أكبر وأهم دور النشر والطباعة والتوزيع، وقد تحوّل إلى حالة ثقافية متميزة، فتجد على أرفف الأجنحة المشاركة أفضل الإصدارات النوعية التي تثري العقل، كما يحتفظ المعرض بمكانته المرموقة لدى المهتمين ويتيح التلاقي المفعم بالحوارات والمناقشات العائدة نفعاً على إنتاجات الناشر.

ورأى النجار أن إقامة الدورة الجديدة في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد خطوة جريئة ومحفزة للناشرين، وبمثابة نافذة مهمة لكسب الجمهور في ظل وصد أبواب توزيع الكتاب الورقي، وما يعانيه من أزمات تسويقية وهجوم «الكتاب الإلكتروني». يبدد هذا المعرض مزاعم الحديث عن «موت الكتاب الورقي» حتى في أسوأ الظروف.

 تلعب الشارقة دوراً كبيراً للإنقاذ وهي السبّاقة في الأفكار وطرح المبادرات التي تعزز الوعي الفكري وهذه المرة يواجه المعرض الأزمة الوبائية في العالم ببقائه حاضناً لمئات آلاف العناونين الثقافية لتقوية مناعة الفكر، وفتح «مسامات» العقل مقابل الإغلاق والحجر وتقييد التحرك بما انعكس على الأفق.

وذكر النجار أن تشجيع الناشر على المشاركة مرتبط بأهمية وقيمة المعرض، لافتاً إلى جوانب أخرى تكفل تميز معرض عن آخر، بينها اعتماد المعيار المعرفي والفكري في استضافة الشخصيات، وتوقيع الكتب البارزة الصادرة عن دور النشر وتحقيق إقبال جماهيري للفئات المختلفة، وتوفير زيارات مدرسية وجامعية ومن جهات متفاوتة، عدا إمكانية تحقيق السياحة الثقافية. 

علامة 

ووصفت عبير الطاهر مديرة دار الياسمين للنشر والتوزيع معرض الشارقة للكتاب بأنه «علامة مهمة» للناشر، ويحقق معايير مشجعة للتسابق على المشاركة من دون تفويت دورة من دوراته.

وقالت: أسهم المعرض بشكل كبير في تحقيق مكانة مهمة لأدب الطفل، ليس فقط من خلال تخصيص جائزة تكفل تنافس الكتّاب ودور النشر، ولكن أيضاً عبر الرقي بمستوى الإصدارات من حيث الأغلفة والألوان والإخراج والرسوم والمحتوى، وأصبح الناشرون يتهافتون على إنجاز ما يليق لضمان حضورهم.

 هذا الاهتمام الذي يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي انعكس بشكل كبير على التغيير الإيجابي في صناعة الكتاب، ورفع درجة التنافس على تقديم الأفضل في ظل توفير أجواء داعمة للناشرين ومحفزة على استمرارهم وعدم الاستسلام لتراكمات تعيق هذا القطاع في الوطن العربي.

وأشارت الطاهر إلى مشاركة دار الياسمين هذا العام من خلال إصدارات جديدة مهتمة بالطفل والناشئة ضمن المعرض، الذي اعتبرت مواصلة إقامته وسط اشتراطات صحية بمثابة إصرار على «نبض» الثقافة في ظل اعتلال أصاب جزءاً من الحياة.

ملاذ

وذكر محمد الشرقاوي مدير دار ورد للنشر والتوزيع أن المعرض ملاذ مهم للناشرين ومصدر ثقة وفخر للمشاركين، ويحقق تنوعاً كبيراً في محتويات الإصدارات التي تحرص دور النشر على تسويقها وترويجها.

وقال: نحن ننتظر موعد المعرض كل عام وننظر إليه على أنه في مقدمة المعارض الناجحة على مستوى التنظيم والتجديد والتطور والإدارة والفعاليات المصاحبة، ونعتبر عدم المشاركة فيه خسارة على الصعد كافة.

وأضاف: هذا المعرض يحقق حضوراً جماهيرياً من مختلف الجنسيات والثقافات والأذواق والاهتمامات ويستهدف جميع الأعمار ويشتمل على أهم الإصدارات التي لا تجدها أحياناً في معارض أخرى، إضافة إلى مساحته الواسعة وإثباته عدم الرضوخ لتراجع الإقبال على الكتب، حيث يسجل إقبالاً متزايداً باستمرار.

وعدّ أمجد الطنبور مدير دار أمجد للنشر والتوزيع، المشاركة في معرض الشارقة للكتاب ذات خصوصية منفردة مقارنة بمعارض أخرى. وقال: هذا المعرض مهم للغاية ويفرز مستوى وأهمية ما تقدمه كل دار نشر وليس مجرد حدث شكلي للثقافة، كما أنه يمنح الناشر مواجهة صريحة مع أوسع شريحة من المثقفين وعامة الجمهور. وأضاف: هناك خليط حافل بالثقافات في المعرض، ويمكن للناشر أن يطرح مختلف الصنوف من العناوين العربية والأجنبية التي لها جمهورها، فضلاً عن عقد لقاءات واتفاقات مع دور نشر مختلفة وجهات ومؤسسات ثقافية، ولذلك لا يمكن أن يخرج الناشر من هذه المشاركة إلا رابحاً على صعد مختلفة.

وأكد الطنبور اكتساب دورة هذا العام أهمية مضاعفة في ظل تحديات صحية تجتاح العالم وانعكاس ذلك على أوجه الثقافة المختلفة، مشيراً إلى مشاركة دار أمجد للنشر بنحو 350 عنواناً لإصدارات متنوعة.

تسويق ومبيعات

ذكر غسان حسين نائب رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ومدير دار غيداء للنشر والتوزيع أن الناشر الأردني حريص كل عام على التسجيل مبكراً عبر منصات مخصصة للمشاركة في معرض الشارقة للكتاب بما لا يقل عن 40 دار نشر أردنية سنوياً، وهناك اهتمام بعدم تفويت هذه التظاهرة الثقافية المهمة.

وقال: نظراً لظروف الجائحة وبعض متطلبات إضافية بخصوص السفر والتنقل بصورة عامة واستدعاءات صحية ذات صلة، تشارك هذا العام 15 دار نشر أردنية في المعرض، تُقدم آلاف الإصدارات المختلفة مقابل توقف معارض أخرى للكتاب بما عاد بصورة سلبية على دور نشر وعاملين فيها وأدى إلى إغلاق بعضها.

 معرض الشارقة للكتاب فائق الأهمية ومحفل ثري، ونحن كدار نشر نحرص على المشاركة فيه كل عام فهو يحقق جوانب تسويقية ومبيعات ملموسة، ويحصد اهتماماً واسعاً من صاحب السمو حاكم الشارقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"