د. نورة صابر المزروعي
إن انعقاد معرض الشارقة الدولي للكتاب تحت شعار «العالم يقرأ من الشارقة» هو بمثابة إصرار على مواصلة نهجه التنويري رغم الجائحة التي نمر بها اليوم.
لم يصدق الكثير منا أن عودة الحركة الثقافية من جديد يمكن أن تتحقق، بعد هذا الركود الثقافي والفكري الذي اجتاح العالم، وإن إقامة وتنظيم المعرض في موعده، وبقدر كبير من أنشطته الثقافية من محاضرات ولقاءات ومؤتمرات وورش ثقافية متخصصة، فضلاً عن استضافة دور النشر، خبر يبعث على الفرح ويبث روح التفاؤل، ويتحدى الفيروس الذي شل الحركة الثقافية منذ بداية هذا العام. هو موعد مع الثقافة المتجددة التي تفك أغلال العقل والروح.
إن انعقاد هذا المعرض الكبير في موعده يشكل علامة امتياز تستحقها الشارقة التي تطرز اسمها بحروف من ذهب، فقد عودتنا على إقامة مهرجاناتها الثقافية والفنية السنوية، فهي عاصمة عالمية للكتاب، وهي إمارة الكتاب والمسرح والثقافة والتراث والفن والعمارة والمكتبات والنشر.
إن إصرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على إطلاق المعرض في موعده، هو إصرار على مواصلة الارتقاء بالثقافة وعلى تحدي العقبات التي تواجه مسيرة البناء الثقافي، وهذا كله يجسد مفهموم الشارقة الحضاري، وسعيها لمخاطبة العالم والتحاور معه من خلال الفكر والمعرفة، فالكل يدرك جيداً دور الشارقة الفاعل في إحداث نقلة نوعية، وبناء منظومة ثقافية متكاملة، تبدأ بتفعيل عادة القراءة، والاهتمام بالكتاب.
هنيئاً لنا نحن معشر الكتاب والمثقفين والقراء والناشرين انعقاد هذا المعرض، الذي هو بمثابة جرعة أوكسجين، تمنحنا قدراً من التفاؤل ومواصلة العيش والحركة، مسلحين بالأمل والروح المتجددة، فالثقافة في إحدى صورها هي تنمية مكتملة الأركان تعمل لمصلحة الإنسان. فهذا المعرض وهو يحتفي بدورته التاسعة والثلاثين، يدلل على الأهمية القصوى التي توليها الشارقة للمعرفة، وحرصها على تجويد الثقافة والفكر، وهو بكل تأكيد، يدل دلالة قاطعة على أهمية ومكانة القراءة التزاماً بالرسالة الربانية «اقرأ»، وهي أول ما نزل على سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام.
القراءة في كافة المجالات، تصنع إنساناً مثقفاً، شغوفاً بالعلم والمعرفة، والقراءة تصنع قادة الغد، ومن خلال القراءة تتلاقح الأفكار والتجارب الإنسانية، ومن خلالها يتطور مفهوم الإنسان عن الحياة.
شكراً لجميع العاملين في هيئة الشارقة للكتاب ممن أسهموا في الإدارة والتنظيم، ونشكر بفرح كبير إمارة الشارقة على مواصلتها دعم مسيرة البناء والتطور الثقافي رغم أنف الجائحة.
Almazrouei2013gmail.com
