عادي

«قتل بدم بارد».. مشاهد صادمة من مجزرة جامعة كابول

15:58 مساء
قراءة دقيقتين
«قتل بدم بارد».. مشاهد صادمة من مجزرة جامعة كابول
طالب يروي مشاهد «الدم والرعب»
محمد قاسم كوهيستاني

قام الإرهابيون الذين هاجموا جامعة كابول، قبل أيام قليلة، بتصفية الطلاب الذين كانوا يحاولون الفرار عبر القفز من نوافذ قاعات التدريس، بدم بارد «الواحد تلو الآخر»، في مشاهد صادمة قُتل فيها 22 شخصاً على الأقل معظمهم من الطلاب، وجرح نحو 27 آخرين في هجوم نفذه ثلاثة مسلحين الاثنين وتبناه تنظيم «داعش» الإرهابي، لكن الحكومة الأفغانية قالت إن حركة «طالبان» هي التي ارتكبت هذه المجزرة.

وروى طلب نجا من المجزرة لوكالة الصحافة الفرنسية بعض التفاصيل عن الهجوم المروع الذي استمر سبع ساعات. وقال محمد قاسم كوهيستاني (22 عاماً)، الذي يدرس السياسة العامة في جامعة كابول إحدى مؤسسات التعليم العالي الرائدة في البلاد، «كنت في الطابق الثاني من المبنى، وكنا ننتظر وصول أستاذنا (...) فجأة سمعنا ضجيجاً عالياً قادماً من الطابق الأول». وأضاف «أدركنا أن أمراً ما يحدث وبدأنا نقفز من النافذة».
وقد اختبأ مع عدد من أصدقائه تحت حافة النافذة وتابعوا بذلك مشهداً دموياً بينما كان المهاجمون ينتقلون من غرفة إلى أخرى بحثاً عن ضحايا.
وقال «بعدما سيطروا على قاعة التدريس بدأ رجل مسلح إطلاق النار على الطلاب الذين كانوا يفرون من النافذة». وأضاف أن «المسلحين (الآخرين) كانا يطلقان النار بشكل مباشر على الطلاب الواحد تلو الآخر».
وفر مئات الطلاب وقفز بعضهم فوق الجدران المحيطة للوصول إلى الشوارع، بينما تحصن آخرون في غرف وتم إنقاذهم من قبل القوات الخاصة الأفغانية.

-----------
صديقي المفضل قتل 
-------

وفقد محمد كوهستاني صديقه المقرب أحمد علي الذي كان يحاول مساعدة صديقة أخرى تدعى رقية. وقال «صديقي المفضل قتل. لم يقفز من النافذة لأن رقية فقدت وعيها وأراد مساعدتها لكن المسلح أطلق النار عليهما في الرأس وقتلهما». وظل كوهستاني، الذي أصيب بالتواء في ساقه، عندما قفز من النافذة، مختبئاً لساعات في الحرم الجامعي. وقال «كان ذلك أفظع وقت في حياتي». وأضاف «طوال اليوم كنا نسمع صراخهم ونداءات استغاثتهم لكننا كنا عاجزين» عن مساعدتهم.
بعد الهجوم علم الشاب أن المهاجمين قتلوا جميع الطلاب الذين كانوا في فصل دراسي تحت القاعة التي كان موجوداً فيها. وقال «ما زلت مصدوماً.. لم أكن قادراً على الكلام».
وقال مسؤولون أفغان إن اثنين من المهاجمين قتلا برصاص قوات الأمن بينما فجر الثالث نفسه خلال الهجوم. وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الثاني خلال أقل من أسبوعين على مركز تعليمي في العاصمة الأفغانية، لكن نائب الرئيس أمر الله صالح اتهم طالبان وحلفاءها في باكستان بالهجوم مع أن حركة التمرد نفت أي صلة بالهجوم.
وقالت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان إن «مدبري هذا الهجوم جزء من شبكة حقاني (...) وشبكة حقاني لا يمكن فصلها عن طالبان».
وقال بيان الوزارة إن السلطات تحقق لمعرفة كيف تمكن المهاجمون من دخول الحرم الجامعي بأسلحتهم وتم اعتقال 13 شرطياً بتهمة «الإهمال».
وأحيت أفغانستان الثلاثاء يوم حداد وطني تظاهر خلاله الطلاب خارج جامعة كابول، رافعين لافتات كتب عليها «توقفوا عن قتلنا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"